جدل متزايد تشهده الولايات المتحدة الأمريكية بعد الانسحاب الأمريكي الكامل من أفغانستان، والذي وصفته وسائل إعلام أمريكية عدة بـ"الفوضوي" وسط هجوم حاد من قبل رموز الحزب الجمهوري علي إدارة جو بايدن، التي لم تسلم كذلك من انتقادات الديمقراطيين.
وفى خطاب بمناسبة انتهاء التواجد الأمريكي داخل الأراضي الأفغانية، دافع الرئيس جو بايدن عن قراره، قائلاً مساء الثلاثاء: عندما كنت أرشح نفسي للرئاسة، التزمت أمام الشعب الأمريكي بإنهاء هذه الحرب، واليوم حققت هذا الالتزام، انتهت الحرب في أفغانستان بعد طول انتظار.. أنا رابع رئيس واجه هذه المسألة".
وجدد بايدن تأكيده علي رفض الاستمرار داخل أفغنستان، قائلاً : لن نمدد هذه الحرب إلى الأبد، ولم أمدد خروجاً إلى الأبد"، غير أنه شدد علي أن الإدارة الأمريكية مستمرة في ملاحقة الإرهاب في جميع أنحاء العالم، وتابع : "سنلاحق الإرهاب حيث هو اليوم ، وليس ما كان عليه قبل عقدين".
ووجه بايدن حديثه إلى إرهابيو داعش قائلا: "أوجه حديثي الي داعش خراسان.. لم انته منكم بعد" ، وتعهد باستراتيجية "صارمة لا ترحم هادفة دقيقة" خاصة بعد هجوم المطار يوم الخميس الماضي والذي تبني التنظيم الإرهاب مسئوليته.
وحاول بايدن القاء اللوم علي سلفه، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلاً : "ترامب وقع على اتفاق سابق مع طالبان لانسحاب الولايات المتحدة في 1 مايو.. وأقر اتفاقًا مع طالبان لإزالة القوات الأمريكية في 1 مايو ، بعد أشهر فقط من تنصيبتي .. ولم يتضمن أي شرط بأن تعمل طالبان على ترتيب حكومة تعاونية مع الحكومة الأفغانية.. وما حدث أن طالبان سمحت بالإفراج عن 5000 سجين العام الماضي ، بمن فيهم بعض كبار قادة الحرب في طالبان ، من بين أولئك الذين سيطروا للتو على أفغانستان. وبحلول الوقت الذي توليت فيه السلطة، كانت طالبان في أقوى مركز عسكري لها منذ عام 2001. "
في سياق متصل، كشفت وسائل إعلام أمريكية من بينها شبكة سي إن إن، تفاصيل المكالمة الأخيرة التي جمعت بايدن مع نظيره الأفغاني أشرف غني، قبل سقوط العاصمة الأفغانية كابول في قبضة طالبان، حيث تعهد بايدن خلال الاتصال بـ"دعم جوي مكثف"، كما طالب بايدن من غني الحصول على موافقة أفغان نافذين على استراتيجيته العسكرية من وقتها فصاعدا ثم وضع "شخصية مقاتلة" لتقود تلك الجهود في إشارة لوزير الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي.
وأشاد بايدن في المكالمة بالقوات المسلحة الأفغانية، التي دربتها ومولتها الحكومة الأمريكية وقال: "من الواضح أن لديك أفضل جيش... لديك 300 ألف جندي مسلحين جيدا، مقابل 70 أو80 ألفا، وهم بالطبع قادرون على القتال جيدا"، لكن بعد أيام من ذلك، بدأ الجيش الأفغاني في الانهيار في أنحاء البلاد وعواصم الأقاليم بدون قتال يذكر في مواجهة طالبان.
وتوالت الانتقادات داخل أروقة الكونجرس الأمريكي للآلية التي تم بها الانسحاب من أفغانستان، حيث أعرب كثير من رموز حزب الرئيس الديمقراطي عن قلقهم من تبعات الخروج غير المرتب من الأراضي الأفغانية.
وقال جون جاكسون، رئيس الديمقراطيين فى مقاطعة ديلكالب بولاية جورجيا، وهى أحد المعاقل الانتخابية فى الانتخابات النصفية، أنه يشعر بالقلق بشأن القدرة على تحقيق أجندة الرئيس. وأضاف أنه لا يعارض بالأساس الكثير من سياسته، ولكنه يعارض تنفيذه لها، مشيرا إلى أن تعامل بايدن مع أفغانستان قد أضر بمؤهلاته فى الرئاسة.
في المقابل، قال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام رافضا قرار بايدن بالانسحاب الكامل من أفغانستان: " "رقم 1 ، لم أكن لأنسحب. كنت سأبقي قوات مكافحة الإرهاب على الأرض، عندما يكون لدينا أشخاص على الأرض يعملون مع القوات المحلية ، فهذه هي أفضل بوليصة تأمين ضد أحداث 11 سبتمبر أخرى."
بدوره، قال النائب الجمهورى جريج ستوب إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مطالبة بتوضيح الخطة التي كانت موضوعة مسبقاً للانسحاب، مؤكداً أن بايدن عليه التقدم باستقالته بعد مقتل جنود أمريكيين خلال تلك العملية الفوضوية.