نشر موقع الفورين بوليسى تقرير يتوقع فشل تنظيم طالبان في السيطرة على عموم أفغانستان بعد تمكنه من السلطة إثر خروج قوات التحالف الأمريكية والبريطانية من أفغانستان بعد حملة عسكرية استمرت 20 عاما.
ويتفق التقرير مع العديد من التقديرات الدولية التى تتوقع تكرر عملية تفجير مطار حامد كرزاى بالعاصمة الأفغانية كابول التى خلفت حوالى 170 قتيل أفغانى و13 قتيل فى صفوف قوات الجيش الأمريكى الخميس الماضى.
وسلط التقرير الضوء على تنامى الصراع الدائر بين طالبان ومنافسها الممثل في تنظيم داعش خرسان الذى ينتمى إلى تنظيم داعش، فالأخير يرى أن طالبان لم تقم بتحرير أفغانستان عبر العمليات العسكرية والانتحارية، بل عبر التأمر مع الولايات المتحدة الأمريكية.
يرغب تنظيم داعش فى خلق دولة مماثلة لتلك التى أنشأها بين جنبات سوريا والعراق في الفترة بين 2014 حتى العام 2019. ويقول التقرير أن تنظيم داعش يتهم طالبان بالعمالة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو بدا بمظهر الساعى إلى تطبيق الشرائع الإسلامية بكل شدة.
وأشارت الفورين بوليسى إلى تقرير الأمم المتحدة الصادر في يونيو الماضى والذى أفاد أن عدد العمليات الإرهابية التى ارتكبها تنظيم داعش خرسان داخل أفغانستان بلغت 77 عملية، في مقابل 21 عملية العام الماضى، وهذا يعد مؤشر واضح على تعاظم دور تنظيم داعش خرسان فى أفغانستان.
ويرى التقرير أن طالبان لا يتملكها طموح فى الانتشار فى الساحة الدولية، فقط توطيد سلطتها فى الداخل الأفغانى وتطبيق صورة متشددة من الشريعة الإسلامية، عكس داعش التي تروم قيادة كافة التنظيمات الإسلامية المتشددة بما فيهم طالبان والقاعدة وتصدير نظريتها وتصورها عن الإسلام إلى كل دول العالم.
وكان تنظيم داعش قد أعلن الحرب فى عام 2013 على تنظيم القاعدة بعد أن رفض الأخير أن يحل نفسه ويتبع داعش فى سوريا والعراق، وانتقل التنظيم إلى أفغانستان إلا أنه عانى من عثرات عسكرية أمام تنظيم طالبان الذى تعاون بشكل غير مباشر في أكثر من مرة مع الولايات المتحدة لتصفية أعوان التنظيم داخل أفغانستان في الفترة بين 2015 حتى 2019.
رغم تعرضه للعديد من الهزائم والاغتيالات بين صفوف قادته، يمتلك تنظيم داعش خرسان بين 1500 إلى 2200 مقاتل وفقا لتقارير الأمم المتحدة، ويقود التنظيم حاليا قائد ذو كاريزما يدعى "شهاب المهاجر" يبذل الكثير من الجهود لتجنيد مزيد من المقاتلين، مستقطبا عدد كبير من المقاتلين الساخطين من سياسات طالبان.
ويقول تقرير الفورين بوليسى أن تنظيم داعش خرسان رغم عدم امتلاكه الألة العسكرية التى تمكنه من هزيمة طالبان، إلا أنه سوف يمثل عبئا أيديولوجيا على عاتق طالبان الذى سيسعى جاهدا لمنع المتشددين من مقاتليه من الانضمام إلى داعش خرسان.
ويرى التقرير أن تنظيم طالبان رغم عدم سيطرته الكاملة على أفغانستان التى تحتضن أكثر من 40 مليون مواطن، ودخول العديد من المقاتلين المتشددين الأجانب إلى أفغانستان خلال الشهور الأخيرة، لكن التنظيم لن يكرر أخطاء الماضى التى كلفته الكثير.
يرغب تنظيم طالبان فى نيل الاعتراف به من قبل الأنظمة الدولية ليحكم طالبان دون أى منغصات، نظرا لأن التنظيم كان قد خسر السلطة عام 2001 جراء عملية الحادى عشر من سبتمبر التى تبناها تنظيم القاعدة أنذاك.
يستبعد تقرير الفورين بوليسى أن يحول طالبان البلاد إلى حاضنة للتنظيمات الإرهابية المتشددة لأكثر من سبب، أولا نظرا لصعوبة استهداف الدول الغربية التى طورت من دفاعاتها ضد الهجمات الإرهابية، وحتى لا يخسر السلطة فى مغامرة أخرى غير محمودة العواقب.