على مدى سنوات، قام صندوق «تحيا مصر» بدور فاعل ومهم وحيوى فى العمل الأهلى، وبصورة لم يكن أكثر الناس تفاؤلا يتصورها، فهذا الصندوق بدأ فكرة طرحها ورعاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضمن استراتيجية المبادرات الرئاسية التى تعاملت مع أكثر الموضوعات ارتباطا بالمجتمع، ولتكون أداة للتعامل بسرعة وكفاءة مع الاحتياجات الاجتماعية العاجلة، وأن يكون تمويل الصندوق من المصريين أفرادا ومؤسسات وجماعات.
نقول هذا بمناسبة إطلاق الرئيس، أمس، أكبر قافلة إنسانية لرعاية مليون أسرة، فى احتفالية «أبواب الخير»، التى ينظمها صندوق «تحيا مصر» بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، وتزامنا مع اليوم العالمى للعمل الخيرى.. القافلة تستهدف نحو 5 ملايين مواطن، فى إطار تكثيف جهود وإجراءات الحماية الاجتماعية، التى تتخذها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، وذلك بالتنسيق ما بين القطاع الحكومى وغير الحكومى ومنظمات المجتمع المدنى.
الرئيس توجه بالشكر لكل من ساهم فى هذه القوافل، سواء صندوق «تحيا مصر» أو منظمات المجتمع الأهلى وغيرها، مشيرا إلى أن هذا الجهد مقدر ومنظم وكبير للغاية، والمجتمع المصرى يقدر هذا الجهد، مشيرا إلى أن اقتراح عمل صندوق «تحيا مصر» استهدف أن يكون وسيلة إضافية لقدرة الدولة مع منظمات المجتمع الأهلى على تنظيم العمل الخيرى لمواجهة التحديات، التى تقابل المواطنين فى مختلف أنحاء مصر، وكان يستهدف جمع 100 مليار جنيه عبر صندوق «تحيا مصر».
والواقع أن صندوق تحيا مصر نموذج للعمل المنظم القادر على عبور الحواجز، والقفز فوق المعوقات البيروقراطية، لتقديم مبادرات عاجلة، وقام الصندوق بدور فاعل على مدى7 سنوات منذ إعلانه فى مبادرة للرئيس.
فى 7 يوليو 2014، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، التبرع لـ«صندوق تحيا مصر» بنصف راتبه ونصف ما يملك لصالح الدولة، ليؤسس إحدى أهم أدوات العمل الاجتماعى الأهلى، وتوالت المشاركات عبر رجال القوات المسلحة، والشرطة، وقطاعات وهيئات ومؤسسات الدولة، والقطاع المصرفى، والهيئات القضائية، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، والمواطنين، وخلال هذه السنوات قدم الصندوق جهودا ومساهمات فى كل نواحى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ضمن 6 محاور عمل هى الرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية، والتنمية العمرانية، والتنمية الاقتصادية، ودعم التعليم والتدريب، ومواجهة الكوارث والأزمات، وتطور ليصبح عنوانا لبناء «حياة كريمة»، ونموذجا للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى.
بدأ نشاط الصندوق بواحد من أهم تحديات صحة المصريين، وهو فيروس سى، حيث وفر الصندوق الجرعات العلاجية لنحو 363 ألف مريض مجانا، فضلا عن استفادة 1.2 مليون مواطن من خدمة الكشف المجانى عن الفيروس، وكان مقدمة لمبادرة 100 مليون صحة، ودعم مشروع رعاية الأطفال المبتسرين، وإحلال وتجديد أجهزة الغسيل الكلوى بالمستشفيات العامة، وواجه ظاهرة الغارمات بسداد الديون لآلاف منهن، وأقام مبادرات شتاء آمن لتوفير الأغطية خلال فصل الشتاء، وعمل على إنشاء قوافل دورية لرعاية ذوى القدرات الخاصة، وحماية أطفال بلا مأوى، ورفع كفاءة 10 آلاف منزل متهدم فى 332 قرية.
شارك الصندوق بفاعلية فى تنفيذ رؤية الدولة لمواجهة ظاهرة العشوائيات بإنشاء مدينة تحيا مصر بحى الأسمرات بالمقطم بتكلفة مليار جنيه، لنحو 80 ألف مواطن، وشارك فى فرش وتأثيث 9 آلاف وحدة سكنية بالأسمرات وحى المحروسة وروضة السيدة زينب بقيمة 150 مليون جنيه، وأسهم فى بناء وفرش مدن بشائر الخير بمحافظة الإسكندرية بأكثر من 2.3 مليار جنيه، وتنمية نصر النوبة، ومراكز محافظة أسوان، ومنطقة العسالبشبرا، وشارك الصندوق مع أجهزة الدولة فى تنفيذ مشروعات التنمية والخدمات فى مثلث «العريش - رفح - الشيخ زويد»، وتطوير سيدى عبدالرحمن.
ولعب الصندوق دورا فى دعم جهود الدولة لمجابهة أزمة سيول 2020، ورصد الصندوق 100 مليون جنيه لمواجهة تداعياتها، وإغاثة المتضررين من آثارها، وساهم فى دعم مواجهة فيروس كورونا، وتأسيس أول مستشفى ميدانى لاستقبال حالات كورونا بجامعة عين شمس، ودعم الأسر الأولى بالرعاية، والعمالة غير المنتظمة التى تأثرت بتوقف بعض الأنشطة الاقتصادية بنحو نصف مليار جنيه.
كل هذه الجهود ظهرت خلال القافلة التى تخدم 5 ملايين مواطن، حيث حظى الصندوق بثقة، خاصة أنه تحت المتابعة والرقابة من المؤسسات ومن الرئاسة، واستجاب كثيرون وتبرعوا من خلال رسائل أو تبرعات مباشرة، لأنهم اعتبروه نموذجا للعمل الأهلى، خاصة أنه يتعاون ويتشارك مع المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص.