ضعف العلم بالنصوص ودلالاتها، وبالضوابط والأصول الحاكمة للاستنباط والتفسير والتأويل، و قلة عدد المؤهلين للفَتْوَى الذين تتوافر فيهم شروط المُفْتِي وصفاته وآدابه، والتذرع بالمحافظة على المصالح، وتلبية الضرورات والحاجات الموهوم، ودعوى التجديد ومسايرة العصر، والفهم غير الصحيح لمعنى التيسير في الإسلام، وعدم فهم بعض المتصدرين للفَتْوَى فقه الواقع ومآلاته، وعدم مراعاتهم ما قد تُحدثه هذه الفَتَاوَى من المفاسد والأضرار، وكثرة الحوادث والنوازل التى لم يرد بشأنها نصٌّ واضح، كلها أسباب دفعت دار الإفتاء لإطلاق موقع " إعداد المفتين عن بُعد"، من عام 2010 وحتى الآن تحرص الدار على تطوير الأمر.
تواصل دار الإفتاء تلقي طلبات الالتحاق للدراسة بموقع إعداد المفتين عن بُعد التابع لدار الإفتاء المصرية الدفعة العاشرة - المجموعة الثانية - للعام الدراسي 2021/ 2022 ، لخريجي الكليات الشرعية ، وذلك حتى موعد 30 سبتمبر الجارى 2021 .
الشيخ محمود أبو العزايم مدير التدريب، أوضح أن انشاء موقع إعداد المفتين كان في عام 2010 بقرار رقم 44 في عهد الدكتور علي جمعة؛ مفتي الديار المصرية السابق ، موضحاً إنه يشترط في المتقدم للدراسة أن يكون حاصلا على درجة الليسانس من إحدى الكليات الشرعية التابعة لجامعة الأزهر أو ما يعادلها بتقدير عام جيد على الأقل ، وأن يجيد التعامل مع الحاسب الآلي، وأن يجتاز المقابلة الشخصية.
وأوضح أن الأوراق المطلوبة هي : صورة شهادة الميلاد أو مستخرج رسمي منها ، وصورة البطاقة الشخصية (للمصريين) وصورة جواز السفر لغير المصريين، وعدد (6) صور شخصية، وطلب التحاق من المتقدم أو السفارة التابع لها باسم مفتي جمهورية مصر العربية، وصور (الشهادة / الشهادات) العلمية التي حصل عليها موثقة أو مستخرج رسمي منها، والسيرة الذاتية، مشيرا إلى أنه يتم الاطلاع على الأصول وقت التقديم، كما يجب أن تكون كل الأوراق لغير المصريين موثقة ومعتمدة من السفارة المصرية.
وكشف أن الدراسة بالموقع مجانية ، وأن الموقع يقدم نظاما تأهيليا وتدريبيا على الإفتاء باستخدام تكنولوجيا التعليم الإلكتروني على الأسس العلمية الدقيقة والمعايير التربوية الحديثة ومدة الدراسة ثلاث سنوات وتشرف عليه لجنة من كبار علماء الأزهر الشريف ، كما تقدم المستندات من خلال استمارة التقدم "إلكترونيًا" فقط.
ويهدف موقع إعداد المفتين عن بعد إلى تخريج مفت كفء متخصص بفهم الشرع الشريف وبفهم الواقع يستطيع تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع، ونشر مرجعية دار الإفتاء المصرية في إصدار الفتاوى، و معالجة القصور العلمي المنهجي لدى بعض المتصدرين للفتوى بالتخصص الإفتائي، ودعم التواصل بين المتصدرين للفتوى في أنحاء العالم، والتطوير المستمر للعملية التعليمية عن طريق استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في العملية التعليمية، وتأهيل الدارس للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وإتاحة هذا القدر من التعليم لأكبر عدد ممكن من الراغبين فيه في مختلف أنحاء العالم عن طريق التعليم عن بعد.
وأضاف في تصريحات لـ "انفراد" ، أنه يتم تحقيق رسالة موقع إعداد المفتين عن بُعد عن طريق وهى تعليم الطالب علوم الشريعة بتفاصيلها الدقيقة التي تتيح له فهم مقاصد الشريعة وتقديم أولوياتها وفهم أدلتها بشكل يمكِّنه من توظيف الأدلة في إطار المقاصد العامة للشريعة لتحقيق الأهداف المنشودة، وتعليم الطالب العلوم التي يفهم من خلالها واقعَهُ، فيتعلم علم الاجتماع الذي يُتيح له الاطلاع على تكوين المجتمع وكيفية تطوره وترقِّيه، والعوامل المهمة لبقائه قويًّا متماسكًا، وكذلك العوامل التي تؤدي إلى هدمه، مما يجعل المفتي على بصيرة فيما يتعلق بفتواه وأثرها على المجتمع.
وتابع: يتعلم علم النفس الذي يُطلعه علي طبيعة النفس البشرية وخصائصها وكيفية التعامل مع كل نمط من أنماطها ، مما يجعله قادرًا على التعامل مع المستفتي بما يناسب حاله، مراعيًا شخصيته وظروفه النفسية، ويتعلم من العلوم الاقتصادية ما يجعله قادرًا على فهم أساليب النُّظم الاقتصادية الحديثة وما يستتبعه كل نظام من معاملات وأساليب من شأنها أن تُؤثر على فتواه فيما يتعلق بالمعاملات المالية أو غيرها لتغيُّر الواقع الاقتصادي، ويتعلم من العلوم السياسية والطبية والبيئية ما يجعل فتواه ملائمة لظروف العصر، وتدريب الطالب عمليًّا بمقر دار الإفتاء المصرية على يد علمائها الأجلاء.