قصة الفلاح المثالى 10 سنوات متتالية على مستوى الجمهورية.. عم جمعة الجندى رشحته "الزراعة" للسفر لأمريكا للتعرف على الأساليب الحديثة.. أبهر الأجانب بفصاحته وأساليبه الزراعية.. وهذه نصائحه للفلاح للتفوق

" فلاح مصرى محنى كأنه نخلة فوق البير تطرح، وطول العمر تبدر خير، وإن كان لوحده يغنى زى الطير ولو يشوف حد يسكت من الغناء خجلان، محنى على أرضه فى إيده الفأس يقلب ويعدل فيها رجل ورأس يبوس كفوها السمراء تأخذه بالأحضان.. الأرض لو غاب فلاحه تشيل له مناب وتحن له لو الظروف حكمت عليه بغياب" .. لا توجد أفضل من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودى لنعبر بها عن حال الفلاح المصرى العاشق لأرضه وزرعه، وفى عيد الفلاح اليوم، التقى " انفراد" بالعم "جمعة الجندى" الحاصل على لقب الفلاح المثالى بمحافظة الشرقية على مدار 10 سنوات، ليحكى لنا قصته مع الزراعة وتوفقه فى زراعة المحاصيل الزراعية وخاصة محصول الفروالة. قال العم "جمعة الجندي" البالغ من العمر 70 عاما ومقيم قرية الخطارة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، إنه ابن وحيد لأسرته مع 7 بنات وكان أصغرهم، ووالده لديه ملك زراعى، فلم ينل حظه من التعليم واكتفى بالحصول على الشهادة الإعدادية، وتفرغ للقيام بأعمال الزراعة لمساعدة والده. أردف العم "جمعة" أنه يعشق الزراعة من طفولته، ودائما يبحث عن أحدث الأساليب فى الزراعة لتطوير زراعته ولم يكتفى بالمحاصيل التقليدية.، وفي نهاية الثمانينات سمع من عدد من أصدقائه عن زراعة محاصيل زراعية بنظام الصوب فى إحدى المناطق بدولة الأردن، وقضى 15 يوما فيها وتعرف على الزراعة بنظام الصوب، وعاد إلى قريته وقام بزراعة أنواع مختلفة من الخضروات. وتفوق فى زراعة محصول الطماطم، ولفت إلى أن هذا التفوق تبناه المسئولون بمديرية الزراعة بمحافظة الشرقية فى عام 1993 ، مما دفع وزارة الزراعة إلى ترشيحه للسفر إلى أمريكا ضمن برنامج تعاونى لتطوير الزراعة بين مصر وأمريكا، وكان معه 370 مزارعا من جميع محافظات مصر تم تصفيتهم إلى 7 مزارعين كان هو من بينهم. وعن رحلته فى أمريكا التى قضى خلالها 30 يوما يتابع الأمور الزراعية الحديثة وجاب أكثر من ولاية ويشاهد التكنولوجيا الحديثة فى الزراعية، ورغم ذلك التطوير قص العم "جمعة" موقفا حدث معه من مواطن أمريكي الجنسية عاش فى مصر 25 عاما من حياته وسأله لو معه حبة من فاكهة المانجو من مصر، وأكد له أنه لا يوجد فى طعم المانجو والفاكهة المصرية ، وأثناء زيارته لمزارع القطن أشاد له الأمريكان بالقطن المصرى وجودته ونعومته وتفوقه على كافة الأقطان. وأوضح: بعد رحلته من أمريكا عكف على تطوير زراعته، وفي عام 2001 شاهد زراعات الفراولة تعرض على شاشة برنامج صباح الخير يامصر، من محافظة القلوبية، فسافر إلى القليوبية وتعلم أساليب زراعة الفراولة حتى تفوق عليهم. وعن رحلته إلى دولة" الهند" التى قضى خلالها 15 يوما كانت بسبب تفوقه فى زراعة فاكهة الفراولة، حيث حصل على مدار 10 سنوات متتالية على الفلاح المثالى من وزارة الزراعة فى زراعته وتصديره محصول الفراولة للدول الأوروبية، الفدان يعطى إنتاجية من 25 إلى 30 طن، فرشحته إحدى شركات المبيدات للسفر إلى دولة الهند للتعلم على المبيدات الحيوية . وأكد العم" جمعة" أنه من أوائل المزارعين الذين طبقوا نظام الرى الحديث بالتنقيط وذلك من عدة سنوات، يستخدم الرى الحديث فى كافة الزراعات، حتى أصبحت مديرية الزراعة تستعين به فى الندوات لتوعية المزارعين بالري الحديث لتوفير المياه، موضحا أن الرى بالتنقيط أفضل كثيرا من الرى بالغمر ويعطي النبات احتياجه فقط من المياه ويستفيد النبات من المياه لأن كثرة المياه تؤثر على الأوراق وتتسبب فى العفن الهبابى. وعن نصائحه للفلاح قال العم "جعة" على المزارع متابعة زراعته بنفسه وإتباع الأساليب الحديثة ويطور نفسه وعدم التمسك بالزراعة التقليدية التى ورثناها من الأباء، حيث كانت فدان الفراولة قديما يعطى إنتاجية من 3 إلى 5 طن حاليا الفدان يعطى إنتاجية من 25 إلى 30 طن، مع وضع الأسمدة المناسبة وعدم رش المحاصيل أكثر من اللازم. وعن أكثر المواقف الطريفة التى تعرض لها العم "جمعة" خلال رحلته فى تطوير الزراعة، كانت أثناء ترشيحه من قبل المهندس سعيد العطار، مدير عام البساتين بمديرية الزراعة بالشرقية، لحضور مؤتمر زراعي بخصوص التصدير وكيفية التصدير بطريقة صحيحة، بمحافظة الغردقة بحضور ممثلين أجانب من دولة مختلفة وكان عام 2001، وأثناء القائه كلمته عن أساليب الزراعة، أبهر الحضور بفصاحته فى أساليب الزراعة الحديثة والتصدير.