استقبل مجلس العموم البريطانى، منتصف الأسبوع الماضى، عددا من الشخصيات الإخوانية بعضها صادر ضده أحكام قضائية، اشتهرت هذه الجلسة بأنها من أجل تجميل الإخوان داخل العموم البريطانى، حيث استمع لقيادات الجماعة عن رؤيتهم حول منهجهم إلى جانب تعليقهم على نتائج التحقيقات البريطانية حول نشاط جماعة الإخوان، يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه السفير محمد العرابى رئيس لجنة شئون الخارجية بمجلس النواب المصرى، إن اللجنة ستتجاهل هذه اللقاء، مؤكدا أن الدول التى تستقبل جماعة الإخوان سوف تكتوى بنار هذه الجماعة.
المفاجأة فى هذه الجلسة أن أحد الحاضرين فى جلسة الاستماع كانت شخصية إخوانية صادر ضدها حكم بالإعدام فى قضية التخابر مع حماس، وهى سندس عاصم، مديرة المكتب الإعلامى للإخوان فى الخارج، وابنة القيادى الإخوانى عاصم شلبى، والتى صدر ضدها حكما بالإعدام شنقا فى القضية التى اتهم فيها عدد من قيادات الجماعة بما فيهم الرئيس المعزول محمد مرسى ومعروفة إعلاميا بقضية "التخابر مع حماس".
وفقا لمصادر مقربة من جماعة الإخوان، فإن سندس عاصم تعيش منذ هروبها خارج مصر بين بلدين وهما بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن مكتب إخوان لندن يعتمد عليها فى التواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية.
الوفد الإخوانى الذى حضر جلسة الاستماع بشئون العلاقات الخارجية تضمن حضور بجانب إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى للإخوان، وسندس عاصم، القيادية الإخوانية، عدد من أعضاء مكتب إخوان لندن.
وذكرت المصادر فى تصريحات لـ"انفراد" أن وفد الجماعة اعتمد على عدم وجود اتفاقية تعاون بين القاهرة ولندن فى تسليم المتهمين، كى يشرك سندس عاصم ضمن الوفد الذى يشرح منهج الإخوان لأعضاء لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان البريطانى.
وبدوره قال السفير محمد العرابى، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن اللجنة ستتجاهل لقاء مجلس العموم البريطانى بقيادات الإخوان الهاربة أبرزهم سندس عاصم المحكوم عليها بالإعدام، مضيفا: "قررنا إهمال هذه الموضوعات لأنها تافهة".
وأضاف "العرابى": "فكرة أننا نتتبع خطوات الإخوان ونسير خلفهم فى الأماكن التى يذهبون إليها غير صحيحة والأفضل إهمالها وخاصة أن جماعة الإخوان فى النزع الأخير وأصبح ليس لها أى وزن" مشيرًا إلى أن الدول التى تستقبل جماعة الإخوان ستعرف حقيقة الإخوان فيما بعد وسوف تكتوى بنار الجماعة".
وقال "العرابى": الآن عندما نتلقى بوفود فى الخارج أصبحوا لا يتكلمون معنا فى قضية الإخوان بخلاف الأول حيث كانوا فى الخارج يطالبونا بإعادة الإخوان للمشهد وعقد مصالحة ولكننا كنا نجيب بأننا نرفض المصالحة مع هذا التنظيم، مضيفا: "هناك اقتناع تام بأن مصر تسيير فى الطريق الصحيح نحو الدولة المدنية".
من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية، إن استقبال بريطانيا لوفد إخوانى ضخم فى مجلس العموم البريطانى يؤكد أن لندن تسعى لمناهضة أى إنجاز يمر به مصر الآن، موضحا أن عاصمة الضباب تعد جنة الإخوان فى أوروبا.
وأضاف الخبير فى الشئون الدولية، فى تصريحات لـ"انفراد" أن وجود قيادية إخوانية محكوم عليها بالإعدام ضمن جلسة العموم البريطانى هى فضيحة للندن، خاصة أن هناك دول عديد تراجع موقفها من الإخوان المسلمين، ودول عربية اعتبرها إرهابية، ولكن بريطانيا ضرب كل هذا عرض الحائط وأرادت ان تخدم مصالح الإخوان.
وفى السياق ذاته قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الإخوان اعتمدت على شركات علاقات عامة فى بريطانيا كى تنسق لها مثل هذه اللقاءات بحيث تستطيع الجماعة دخول العموم البريطانى بل وعقد مؤتمرات داخله.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الإخوان لديها شبكات علاقات قوية مع أعضاء بمجلس العموم البريطانى الذين يتولون تنظيم مثل هذه اللقاءات، وهم من يسمحون لقيادات صادر ضدها أحكام قضائية بالدخول لمجلس العموم البريطانى.