داخل منزل لا يتجاوز الـ20 مترا، حجرة واحدة ودورة مياه مبنى بالبلوك الحجرى ومسقوف بالجريد، وفى قرية تظهر عليها علامات الفقر هى قرية القطوشة التابعة لمركز سمالوط، تسكن أسرة مكونة من 4 أفراد، الأب والأم وطفلان صغيران، أحدهما طفلة لم تتعد الـ3 سنوات، لا تستطيع الحركة من الفراش، لأنها مصابة بضمور فى المخ، عجزت أسرتها عن علاجها منه.
الأب أجير يعمل باليومية، يوم فيه و15 مفيش، والأم تعمل بالحقول فى الأرض أو داخل البيوت للأهالى من أجل المعيشة، عجزوا عن توفير العلاج لابنتهم فتركوها ملقاة على الأرض ينتظرون موتها، يؤلمهم صراخها وبكاؤها الدائم، وهم لا يملكون سوى الجلوس بجانبها والبكاء معها على قلة الحيلة والعجز عن توفير العلاج، ليس الأمر كذلك فحسب، بل تداينت الأسرة 2000 جنيه فى بداية مرض الطفلة جنى، ظنا منهم أنهم قادرون على توفير الدواء لها، ولم يستطيعوا الوفاء بالدين، بسبب فقرهم.
يقول ياسر فتحى فهمى 29 سنة والد الطفلة: "إحنا ناس على باب الله بنشتغل أنا وزوجتى عند الناس باليومية، يعنى يوم فيه ويوم مفيش".
وأضاف: "لما بدا المرض عليها فى الأول ومكنش معانا فلوس، اقترضت 2000 جنيه لكن الموضوع طلع أكبر من كده، والأطباء طلبوا منى أنقلها القاهرة لتلقى العلاج هناك، وأنا محلتيش من حطام الدنيا شىء".
وتابع الأب المكلوم: "جنى عندها 3 سنوات ومصابة بالتشنج العصبى وضمور بالمخ، عرضناها على الأطباء كانوا بيكتبوا لنا أدوية بمبالغ كبيرة ولما تعبنا ومش قادرين سبناها تواجه مصيرها زيينا".
تكمل باقى المأساة، سحر فولى والدة الطفلة المريضة، فتقول: "أنا بشتغل فى الحقول والزراعات علشان أساعد زوجى ونقدر نعيش ربنا رزقنا بجنى لكنها مريضة وتحتاج إلى علاج بفلوس كتير وإحنا غلابة بندعى ربنا أنها تموت علشان ترتاح وتريحنا".
وأضافت: "خدناها ولفينا بيها على المستشفيات الحكومى وكله يقولنا دى عاوزة علاج خاص مش هتلاقيه فى المستشفى الحكومى".
ويناشد الأب والأم المكلومان، وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، لعلاج ابنتهما على نفقة الدولة، حتى يكون لها حظا فى عيش كريم كباقى الأطفال.