نجحت الحكومة فى إعادة ثقة الفلاح المصرى فى زراعة القطنمرة أخرى بعدما تراجعت المساحة المزروعة خلال السنوات الماضية.
هذا النجاح تكلل الموسم الجارى من خلال ارتفاع سعر القطن، ولأول مرة فى تاريخ البلاد يصل سعر قنطار القطن فى وجه قبلى أكثر من 3800 جنيه، مقارنة بأكثر من 4 آلاف جنيه لقطن وجه بحرى، وذلك عبر تطبيق الآلية الجديدة التى تطبق على مستوى الجمهورية الموسم الحالى، فى حين تم تطبيقها جزئيا الموسمين الماضيين، تحت إشراف وزارة قطاع الأعمال العام ومن خلال شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج.
سعر قطن الموسم الجارى أكثر من ضعف سعره الموسم الماضى، مما يعد نقلة هامة للفلاح ويفتح الباب لزراعة حوالى نصف مليون فدان الموسم المقبل مقارنة بنحو 240 ألف فدان الموسم الجارى، وكذلك نظرا للعائد الكبير بالإضافة لارتفاع إنتاجية الفدان ما بين 10 قناطير إلى 12 قنطارا مقارنة بمتوسط 8 قناطير الموسم الماضى.
وبحسب البيانات الرسمية، الواردة من الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، فقد ارتفعت زراعات القطن المصرى طويل التيلة الموسم الجارى لـ236.7 ألف فدان بزيادة بلغت نحو 55.3 ألف فدان عن الموسم الماضى.
وأشارت البيانات التى حصل عليها انفراد، إنه تم زراعة القطن فى 17 محافظة ومنطقة النوبارية، لافتة إلى أن محافظة كفر الشيخ تصدر محافظات الجمهورية ومحافظات وجه بحرى، حيث زرعت 85.5 ألف فدان تليها محافظة الدقهلية زرعت 45.8 ألف فدان ثم محافظة الشرقية زرعت مساحة 36.7 ألف فدان كلها قطن جيزة 94، ثم محافظة البحيرة زرعت 26 ألف فدان، ثم محافظة الغربية زرعت مساحات بلغت 12118 كلها جيزة 94.
وبحسب البيانات، فإنه تم زراعة القطن فى محافظات الفيوم وبنى سويف والمنيا وسوهاج وأسيوط، بالصعيد، تتصدرها الفيوم بـ 8943 فدانا ثم بنى سويف بـ 4789 فدانا، وأسيوط زرعت 1537، والمنيا زرعت 160 فدانا، فيما لم تزرع سوهاج إلا 74 فدانا فقط.
وفيما يتعلق بالآلية الجديدة تم بيع نحو 5626 قنطار قطن من خلال 4 مزادات، حيث بلغ سعر قنطار القطن فى آخر مزاد له تم إجراء المزاد على نحو 986 قنطار قطن حيث بلغ سعر فتح المزاد 2600 جنيه وتمت الترسية بسعر 3875 جنيها للقنطار الواحد وفى المزاد قبل الاخير بلغ السعر نحو 3865 جنيها، وهو سعر غير مسبوق، حيث بيعت أقطان الوجه القبلى، بما يتراوح من 1900 جنيه حتى 2100 جنيه للقنطار الموسمين الماضيين.
وبلغت إجمالى الأقطان التى تم بيعها فى أول مزادين نحو 3657.5 قنطار، حيث تمت المزايدة على كمية 398 كيس بوزن 475.5 قنطار قطن صنف (جيزة 95)، فى المزاد الأول وتمت الترسية على إحدى شركات القطاع الخاص، بسعر 3715 جنيها للقنطار الواحد.
وفى المزاد الثانى لتطبيق منظومة تداول القطن الجديدة للموسم 2021-2022، فبلغت الكميات المباعة نحو 3182 قنطار صنف (جيزة 95) وذلك بمحافظتى الفيوم وبنى سويف.
وبحسب بيانات قطاع الأعمال فى الفيوم، تمت المزايدة على عدد 1380 كيس بوزن 1591.8 قنطار، وتمت الترسية على شركتى قطاع خاص بسعر 3865 جنيها للقنطار الواحد.
أما بنى سويف، فقد تمت المزايدة على عدد 1362 كيسا بوزن 1590.6 قنطار وفاز بها 3 شركات خاصة، حيث بلغ سعر الترسية 3715 جنيها للقنطار.
وفى المزاد الثالث أقفلت أحدث جلسات المزادات العلنية لبيع الأقطان ضمن منظومة التداول الجديدة للموسم 2021-2022، على سعر 3865 جنيها للقنطار الواحد بمحافظة الفيوم.
وبحسب وزارة قطاع الأعمال العام، كان سعر فتح المزاد طبقا للإحصائية الواردة من هيئة تحكيم واختبارات القطن قد بلغ 2619 جنيها، حيث تمت الترسية لصالح شركة خاصة لعدد 872 كيسا بوزن 983 قنطارا، وتم توريد الكمية إلى محلج الفيوم المطور.
يشار إلى أن منظومة تداول القطن الجديدة يجرى تطبيقها على كافة المحافظات للموسم 2021-2022، حيث تعتمد على بيع الأقطان من خلال نظام المزاد فى مراكز للتجميع بكل مركز إدارى فى المحافظات حسب المساحات المزرعة باليقين، وتوفر هذه المراكز أكياس الجوت والدوبارة القطنية للمزارعين (بسعر التكلفة) لتعبئة الأقطان بها وتسليمها للمراكز مرة أخرى للمزايدة عليها بين شركات التجارة.
وتعتمد آلية تحديد سعر فتح المزادات، التى حددتها اللجنة الوزارية للقطن، على حساب هامش زيادة 40% لأقطان الوجه البحرى، و20% لأقطان الوجه القبلى عن السعر العالمى للأقطان قصيرة التيلة index A.
وتهدف المنظومة الجديدة إلى تنظيم وتحسين عملية تداول الأقطان والحفاظ على نظافتها وجودتها وبالتالى زيادة تنافسيتها عالميا، مع تحقيق أعلى عائد للمزارع مقابل أقطانه من خلال المزايدة.
وفيما يتعلق بزراعة القطن قصير التيلة فإنه بحسب المصادر حققت الزراعات نتائج مبشرة للغاية فى مساحة ال 250 فدان، والتى تم الاستقرار على تقييمها، لافتة انه من المتوقع أن تصل الإنتاجية لأكثر من 10 قناطير للفدان، وقد تصل لـ12 قنطار للفدان لأول مرة فى تاريخ مصر، وهو نفس معدل الإنتاج العالمى تقريبا.
وأشارت أن تجربة زراعة القطن القصير الموسم الماضى حققت أعلى إنتاجية للفدان 9.3 قنطار بمتوسط عام لم يتخط 6 قناطير للفدان، فى حين إنه من المتوقع أن يزيد متوسط الإنتاجية فى التجربة الجديدة شرق العوينات على 8 قناطير للفدان مما يمهد لزراعة 50 ألف فدان الموسم المقبل والتوسع فى زراعة الأقطان القصيرة لتوفيرها للمصانع المحلية كبديل عن الاستيراد.