لم يخطئ من قال "احذر من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة" وهو المثل الذى جسدته مأساة أسرة المهندس أحمد عاطف ابن قرية ميت عنتر بمحافظة الدقهلية والذى لقى حتفه غدرا على يد صديقه بإلقائه فى النيل بقصد التخلص منه لمطالبته له بمبلغ مالى قيمته 100 ألف جنيه ضمن معاملات مالية مع المهندس أحمد عاطف ولم يستطع سدادها فقرر التخلص منه ودبر حيلة شيطانية بالاتفاق مع صديقه على الحضور إلى كوبرى الجامعة فى ميت غمر والادعاء أن السيارة بها عطل وبعد نزول المهندس أحمد عاطف من السيارة باغته وألقاه فى النيل.
وقال والد المهندس المغدور به أحمد عاطف إنه أصيب بصدمة كبيرة عندما علم أن صديقه هو القاتل والذى كان ملازما لنجله ويأكل ويشرب معه ولم يكن يتصور أنه هو القاتل رغم إحساسه بأنه هو السبب فى اختفاء نجله، حيث إنه لم يكن يجرؤ على النظر فى عينيه كلما سأله عن غياب ابنه وظل يبحث معهم على مدار 11 يوما حتى جرى استخراج جثته بالصدفة أثناء قيام رجال الحماية المدنية بتطهير أسفل الكوبرى من ورد النيل والحشائش.
وأضاف والد المهندس أحمد، أنه تحدث معه فى آخر اتصال هاتفى وأبلغه أن طفله المولود حديثا تم إدخاله الحضانة وأخبره نجله أنه برفقة صديقه للحصول على مبلغ مالى تم الاتفاق عليه وبعد ذلك اختفى تماما وجاءه اتصال هاتفى من زوجة نجله تبلغه أن هاتف زوجها خارج الخدمة فقام بالاتصال بصديقه وسأله عن نجله أجابه أنه استقل سيارة أجره بعد أن أخذ منه مبلغ 80 ألف جنيه وبدأت رحلة معاناته وأسرته فى البحث عن نجله شهيد الغدر حتى اكتشف الحقيقة كاملة بمعرفة رجال المباحث بمديرية أمن الدقهلية.
وقال محامى أسرة المهندس المغدور به إنه صديق المتوفى منذ صغر سنه ويعرف كل شيء عنه حيث إنه كان إنسانا محبا للخير وكان يتمنى أن ينفذ فكرة مشروع خيرى لأهالى القرية كبيت مال للفقراء بقرية ميت عنتر وكان أثناء أزمة كورونا يقوم بتنظيم أعمال تطهير القرية بالتعاون مع مجلس القرية ويقوم بتوزيع شنط المساعدات الخيرية لغير القادرين مؤكدا على أنهم يثقون فى القضاء ورجال النيابة فى القصاص لصديقه الذى استشهد غدرا على يد أقرب أصدقائه.
وكشف مصدر أمنى، اعتراف صديق المهندس أحمد عاطف الذى عثر على جثمانه داخل مياه نهر النيل، بعد 11 يوما من اختفائه، بأنه هو من قام بإلقائه فى النيل، أثناء تواجده معه أعلى الكوبرى.
وأشار فى اعترافاته إلى أنه كان تحصل على مبالغ مالية، من المهندس أحمد عاطف لتشغيلها معه، ولكن بعد أن طلب استرداد بعض المبالغ، اختمرت فى ذهنه فكرة التخلص منه، لإنهاء مطالبته بالمبالغ المديون بها، وفكر فى حيلة إلقائه بنهر النيل، وبالفعل حدد المكان، وتعلل بتعطل السيارة منه، ونزل هو والمجنى عليه على الأرض، ثم أخذه على غفلة وقام بإلقائه فى النيل من فوق الكوبرى، وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من ذلك اتصلت زوجة المهندس أحمد عليه، فرد وقال إنه أعطاه 80 ألف جنيه، واستقل تاكسى وتركه.
واتهمت غادة ع زوجة المهندس أحمد عاطف، والذى عثر على جثمانه بعد 11 يوما من اختفائه غارقا، صديقه الذى كان معه قبل دقائق من اختفائه، ووجهت الزوجة اتهام مباشر له بأنه هو المتهم الرئيسى فى القضية، وذلك بعد أن أدلت بأقوالها أمام مصطفى محمد وكيل النائب العام بمركز طلخا، والمستشار حسن شطا مدير النيابة، تحت إشراف المستشار علاء السعدنى المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية.
وأدلت الزوجة بكل تفاصيل الساعات الأخيرة والاتصالات التى كان تدور بينها وبين زوجها، وأكدت على أنها أجرت اتصالا أخيرا به قبل الاختفاء وأكد أنه مع صديقه، ولكن السيارة تعطلت أعلى كوبرى جامعة المنصورة، وهو منتظر بأنه سوف يحصل على مبلغ من المال من صديقه، والذى بينهما علاقة عمل، واضافت فى التحقيقات بعد نصف ساعة عاودت الاتصال به مرة أخرى، فكان الهاتف مغلق، فاتصلت على صديقه الذى أكد لها بأنه حصل على مبلغ 80 الف جنية واستقل تاكسى، واضافت بأنها انتظرت عودته ولكن لم يعد منذ هذا اللحظة.
وأوضحت أن صديقه تحصل على مبالغ مالية كبيرة، لتشغيلها ولكن وضح بأنه يحاول الهروب من سداد تلك الأموال، وحاول استدراج احمد للتخلص منه.
يذكر أن أمرت النيابة العامة بتحويل والد المهندس احمد عاطف ووالدته، إلى الطب الشرعى لأخذ عينة( D N A)، ومضاهاته بالعينة التى أخذها من الجثة التى ظهرت بمياة نهر النيل بالأمس، للاطمئنان بأن الجثة التى تم العثور عليها هى للمهندس احمد عاطف المتغيب.
وقد كشف التقرير المبدئى أنه تم العثور على الجثة فى حالة تحلل جزئى، واستمعت النيابة إلى أقوال غادة زوجة المهندس احمد عاطف، والتى اتهمت فيه أحد أصدقائه، والذى أشار إليه المجنى عليه، فى اخر اتصال بينها وبين زوجها، وأكد لها بأنه معه وهو آخر من قام بمشاهدته، وكان فى طريقه للحصول منه على بعض الأموال، نظرا لأنها كانت فى حالة ولاده تحسبا لأى ظرف.
وقد كشف مصدر أمنى بأن المتعلقات الشخصية التى ظهرت مع الجثة التى ظهرت بالنيل هى تخص المجنى عليه بعد أن تعرفت عليها زوجته.
جدير بالذكر أن مدير أمن الدقهلية، كان قد تلقى إخطارًا من اللواء إيهاب عطية مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ من الأهالى لمأمور مركز المنصورة بالعثور على جثة داخل مياه نهر النيل أسفل كوبرى الجامعة.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين العثور على جثة شاب يدعى "أحمد ع" المهندس المتغيب منذ أكثر من أسبوع، وتم نقله إلى مشرحة المستشفى الدولى، وتحرير محضر بالواقعة.
واستمعت النيابة إلى أقوال غادة زوجة المهندس أحمد عاطف، والتى اتهمت فيه أحد أصدقائه، والذى أشار إليه المجنى عليه، فى آخر اتصال بينها وبين زوجها، وأكد لها بأنه معه وهو آخر من قام بمشاهدته، وكان فى طريقه للحصول منه على بعض الأموال، نظرا لأنها كانت فى حالة ولاده تحسبا لأى ظرف.