"انفراد" يحتفى بالشاعر الكبير إبراهيم داود: اكتشاف مبدع أفضل من اكتشاف قارة.. ومصر لديها ضمير ثقافى عظيم.. الغرب لا يريد أن يعرفنا.. الماغوط الأقرب لوجدانى وأدونيس قيمة ثقافية لكنه غير مؤثر فى الشعر

تفاجأت بأننى فى الستين من عمرى.. وأحلم بالتفرغ للشعر والحكايات والسوشيال ميديا قضت على مركزية القاهرة الثقافية أؤمن بأن الله أرسلنى كى أخدم الناس ولا أبحث عن مجد شخص.. حياتى كلها صدفة وجئت إلى القاهرة بمنطق المكفوفين يوسف إدريس غير حياتى وعبد القادر القط ورجاء النقاش جعلا منى شاعرا معترفا به بينى وبين عبد المعطى حجازى حدائق من الود .. وعبد الرحمن الأبنودى إنسان مظلوم الشعر المصرى والعربى الآن فى أزهى عصوره مصر لديها ضمير ثقافى عظيم وحكاية محمد البساطى الدليل أعيش دائما فى حالة كتابة قصيدة.. ورافضو قصيدة النثر هم المؤمنون بقداسة الشعر القديم لدينا حالة كبيرة من كتابة الرواية ولكن ليس لدينا رواية كبيرة أكرم القصاص: مثل شجرة توت مثمرة تمنح الظل والثمر.. هو حالة شعر وحكايات وصحافة وسرد ولقاءات.. إنه صديق للجميع.. وحكاياته طول الوقت مرتبطة بمصر كلها.. لديه حكايات في كل الأماكن ويحمل في داخله طاقة كبيرة سعيد الشحات: يكتب النثر كما أحب أن أقرأه.. كما أن الجانب الصوفى عنده مهم في فهم تجربته.. وعندما تقرأ قصائده تجد لها طبقات في الفهم.. فهناك قراءة "معمارية".. وقراءة ثانية تجد فيها صوفية.. وفى القراءة الثالثة تجد فيها روح الشارع المصرى.. ومفردات الكتابة في الشعر تجدها معبرة عن حالته في كتابة السرد كريم عبد السلام: حارس الروح المصرية.. من أكثر الشعراء المصريين مصرية.. طريقته البسيطة غير افي الشعر تركيبة مصرية.. وتحتاج إلى احتشاد.. وفى نصه كل ما يتعلق بالشخصية المصرية مثل الشجن.. وقصيدته تحيلك إلى تراجيديا الحياة، كذلك علاقته بالشخصيات المعذبة غير المكتملة.. هو ابن حياة فعلا وائل السمري: في الصورة الهنية للمثقفين هو شعر وحكايات.. هو حالة ثقافية مختلفة.. تجده جولا في وسط البلد ولكن بشكل مختلف.. صوفى ولكن بطريقة مختلفة.. حتى قصائده أيضا، قصائد نثر ولكن بشكل مختلف وطريقة خاصة "أنا ابن فلاحين بسطاء، عشت كما عاش أقرانى، وقدر لى أنى قرأت كتبًا، ثم كتبت، فأصبحت شاعرا".. هكذا يتحدث الشاعر والكاتب الكبير إبراهيم داود، عن نفسه ببساطته المعروفة وبثقافه الحقيقية التى يستمدها من الحياة نفسها، وقد احتفى انفراد بالكاتب الكبير الذى يدخل إلى رحاب عامه الستين محصنا بتاريخ من المحبة والشعر والسرد والصحافة أيضا. وحضر الاحتفاء الأستاذ أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة وتحرير انفراد، والكاتب الصحفى سعيد الشحات، والشاعر كريم عبد السلام، رئيس التحرير التنفيذى. الشاعر الكبير إبراهيم داود مواليد 15 سبتمبر من عام 1961 شاعر وسارد وكاتب صحفى وصاحب تجربة ثقافية مميزة في الثقافة المصرية والعربية، تميزت دواوينه بلغتها الخاصة وإيقاعها المميز، وتميز سرده وحكاياته بعوالمه الناتجة عن التجوال والرحلة الدائمة في الحياة والخيال. تحدث الشاعر الكبير إبراهيم داود، فى الندوة الاحتفائية، تفاجأت بأننى وصلت إلى الستين من العمر، وأشعر بأننى أجرى منذ 35 عاما فى عالم من النجاح والفشل والهزيمة والانتصار والانكسار، كل هذه الأشياء جعلتنى ممتنا للحياة وأتمنى أن أتفرغ للشعر وللحكايات وhلكتابة، فالحكايات بالنسبة إلىَّ هى ابنة الشعر أيضا، أنا لا أقدم "إيفهات" عن الشخصيات، بل أكب عمن أحبهم، لذا هى كتابة فيها شعر وفيها امتنان لأصدقاء وجيران وعابرين عملوا فى حياتى حالة شجية وأريد من خلال الكتابة أن أشكر من هو على قيد الحياة أو سبقنا بالرحيل. حياتى كلها صدفة وجئت إلى القاهرة بمنطق المكفوفين جئت إلى القاهرة بمنطق المكفوفين، فحياتى كلها صدفة، لم أخطط لها عملت فى الصحافة صدفة وعملت فى المحاسبة صدفة أيضا، وكان للدكتور يوسف إدريس فضل فى انتقالى من المحاسبة إلى الصحافة، بعدما قرأ لى قصائد فى صفحة أخبار الأدب فى الأخبار وعندما قابلته أرسلنى إلى صاحب جريدة الوطن الكويتية فعملت فيها محررا ثقافيا. أؤمن بأن الله أرسلنى كى أخدم الناس ولا أبحث عن مجد شخصى أنا مشروعى فى الحياة هو الشعر، وليس لدى ما أقدمه سوى الشعر، وأنا ابن الحياة الثقافية أكثر من كونى ابن الحياة الصحفية، رغم اعتزازى بكل مكان عملت فيه فى الصحافة، وقد كنت أعمل بإتقان وأرحل دون غضاضةـ وأؤمن بأن الله أرسلنى كى أخدم الناس ولا أبحث عن مجد شخصي، وأخدم الحياة الثقافية، لأن قوة مصر فى المثقفين، وليس كما يدعى البعض بأن المثقفين فى بروج عالية، ولدى قناعة بأن اكتشاف شاعر جديد أو قاص أو ناقد أهم من اكتشاف قارة بأكملها، ويمكن لمصر بأن تتباهى على العالم بكل هذا الكم من المثقفين وصناع الثقافة، ونحلم بأن يصبح المثقفون الآن نجوما كى لا نظل نعيش فى فكرة أن الماضى أفضل وكأن الحياة توقفت. كنت فى حياة معظم نجوم مصر وأجمل الصدف فى حياتى أننى كنت فى حياة معظم نجوم مصر ليس باعتبارى صحفيا، ولكن باعتبارى ابنا وصديقا، على امتداد المشهد العريض من نجيب محفوظ وأحمد فؤاد نجم والأبنودى وخيرى شلبى وإبراهيم أصلان والكثيرين أيضا، هم عزوتى، حتى أننى عندما أتخذ قرارا أغمض عينيى وأفكر كيف سيكون رد فعلهم على تصرفى، فقد علمونى ألا أحسب الأمور وأن أتركها تسير وأنا أسير معها. أعيش فى حالة كتابة قصيدة الشعر هو مشروعى الأصلى، وأنا عادة لا أكتب فى السنة إلا قصيدتين أو ثلاثة، ولكننى دائما أعيش فى حالة كتابة قصيدة، و وعندما لا يأتى الشعر، أكتب السرد عندما أريد أن خفف عن نفسى ما بها من توتر، لأن السرد فى النهاية يجعلنى أكتب الشعر، وعندما استقر بى الحال فى القاهرة فى منتصف الثمانينيات لم أتخيل أننى سأصبح شاعرا معترفا به، أنا كنت أكتب الشعر هواية، إلى أن رأى كل من الدكتور عبد القادر القط والناقد الكبير رجاء النقاش أن ما أرسله إليهما فى البريد هو شعر يستحق فنشرا لى بجانب كبار الشعراء، ثم وجدت الناس يستقبلون شعرى، وهو بالنسبة إلىَّ طريقتى للتعبير عن نفسى بوصفى إنسانا بسيطا، بعيدا عن حذلقة السبعينيات. لهذه الأسباب عانى الشعر فى جيل السبعينيات جيلى عندما ظهر لم يجد شيئا يُبنى بل كان كل شيء يُهدم، لقد شهد جيلى الستينيات والسبعينيات عالما آخر مختلف عما رأيناه نحن، حيث عاشوا فكرة الحلم الذى يستحق التضحية، وجيل السبعينييات كانوا ضحايا لأزمة 1967 حيث تقوقعوا على أنفسهم فى تهويمات ولم يصبحوا فى حاجة إلى القارئ، بل كانوا فى حاجة إلى الفضفضة فأبعدوا القارئ العام عن قراءة الشعر. وفى نهاية السبعينيات احتفت الصحف الخليجية بعدد من الشعراء، وجعلت منهم رموزا فى الخارج مع أنهم لم يأخذوا حقهم فى وطنهم، وقد صنع ذلك أزمة روحية للمثقفين مما زاد عزلتهم عن مجتمعهم، وبذلك اتسعت الأزمة، ثم جاء جيلنا وحاولنا أن نكون أبسط، لأننا نعيش حياة بسيطة، وقد استقبلنا النقاد بصورة جيدة. مصر بها ضمير ثقافى قوى.. وحكاية محمد البساطى الدليل ومن الأشياء المهمة أن مصر بها ضمير ثقافى قوى، ينصف الفن الحقيقي، وذلك حتى لو انتشر غير الحقيقى وأخذ أكبر من حقه، وهذا الضمير الثقافى هو الذى أنصف كاتبا كبيرا مثل محمد البساطى، الذى لم يأخذ حقه على المستوى الشخصى، ولكن كتاباته كانت تنفد من كثرة طلبها، حيث قدم مختارات من قصصه القصيرة فى "ميريت" فى جزئين ونفدا، وبعد رحيله صدرت أعماله الكاملة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب ونفدت أيضا، فحتى لو أننا مقصرون فى التعريف بالكتاب الحقيقين فإن لهم مستقبل أكثر من كتاب كثيرين يعيشون بيننا، وذلك لـأنهم مخلصين للكتابة لا يفكرون فى جوائز وغير ذلك. الشعر المصرى والعربى الآن فى أزهى عصوره الشعر فى مصر الآن فى أزهى عصوره، كنا قديما نقول زمن شوقى وحافظ وزمن صلاح عبد الصبور وحجازى، أى أن كل زمن فيه شاعران أو ثلاثة، ولكننى أقول إن مصر الآن فيها أكثر من 40 شاعرا وشاعرة كبار، كما توجد الآن تجارب كبيرة فى القصيدة العربية وومن ناحية أخرى فإن السوشيال ميديا قربت كل بعيد وقضت على مركزية القاهرة فى مواجهة شعراء الأقاليم. لدينا حالة كبيرة من كتابة الرواية لكن ليس لدينا رواية كبيرة أتمنى أن أكتب رواية، ولكن الرواية فن عظيم يحتاج إلى احتشاد أنا لست مستعدا له الآن، ورأيى أنه توجد حالة كتابة كبيرة فى الرواية ولكن لا توجد رواية كبيرة، فبعد نجيب محفوظ وفتحى غانم وخيرى شلبى وهذه المجموعة العظيمة لا يوجد لدينا شيء عالمى، بمعنى أنه لا يوجد لدينا عمل أدبى يقرأه مثلا شخص فى المكسيك فيجد نفسه فيه. وازدهار فن الرواية كان مرتبطا بازدهار الرأسمالية، فالرواية جعلت العامل يشعر بأنه يعيش فى العالم، فهى تمنحنا وهما أننا نعيش معا فى عالم واحد، ولكن ذلك غير صحيح فإننا مجرد تروس فى ماكينة الرأسمالية التى تخدعنا بالحكايات، والرواية هى فن عظيم وابنة الزمن، لذا أندهش أن يبدأ شاب فى بداية العشرينيات حياته بالرواية مباشرة، فإن كاتبا كبيرا مثل إبراهيم أصلان نشر أول رواية له فى السبعينيات بعدما تدرب كثيرا على كتابة فن القصة، ولو أنى كتبت رواية فإنى سأكتب عن الحياة فهى المصدر الأول للمعرفة بالنسبة إلىَّ، أى أننى سأكتب عما أعرفه مع تخييل بعض الحكايات كما أفعل فى كل كتاباتى، فأنا عشت فى معظم مناطق القاهرة، عشت فى أحياء راقية وأخرى فقيرة، ولى أصدقاء فى الأحياء الشعبية لا يعرفون شيئا عن عملى، وهؤلاء هم الأناس الأجمل فى حياتى. الحياة بدون شعر مثيرة للخوف الحياة بدون شعر ستصبح فيها مشكلة، فغياب الشعر سيجعلنا نشعر بالخوف ولا أستطيع توصيف الشعر ولا تعريف معناه، ولا حتى الإجابة عن سؤال لماذا أكتب الشعر؟ والقصائد التى ضاعت منى أكثر من التى نشرتها بسبب تنقلى الدائم، وأحيانا أقرأ قصيدة كتبتها منذ سنوات وأفرح بها جدا وأفكر كيف كتبت هذه القصيدة. قاهرتى تختلف عن قاهرة عبد المعطى حجازى.. وجيلى أنار المدينة كل زمن وله ظروفه، وجيلى كانت أحلامه كبيرة، كما أن قاهرتى تختلف غير قاهرة عبد المعطى حجازى لقد كانت مدينته منيرة، أما أنا فجيلى القادم من الريف هو من أنار القاهرة، فى البداية كنا جماعات فى القاهرة وكنا على وشك أن نقدم شيئا مهما، ولكن الفقد والهزائم الصغيرة والكبيرة على مستوى الإنسانية، جعلت منسوب البهجة يقل بعض الشىء. بينى وبين عبد المعطى حجازى حدائق من الود .. وعبد الرحمن الأبنودى إنسان مظلوم أصدقائى القدامى أتذكرهم بشجن وابتسامات، فى لحظة رحيلهم كنت أشعر بيتم حقيقى ثم أتذكرهم ببهجة، كانوا قريبين منى وأنا قريب منهم، لم يكن بيننا بخل فى المشاعر، بينى وبينى وبين عبد المعطى حجازى حدائق من الود، وأريد القول إن عبد الرحمن الأبنودى مظلوم إنسانيا فقد كان كريما وصاحب أفضال. هذه قصة كتابى الذى مزقته قبل النشر أتذكر أننى كتبت من قبل كتاب بعنوان "كنت هناك" وهو عبارة عن وقائع رأيتها فكتبتها بأشخاصها، وبعدما اتفقت على نشره تراجعت، لقد شعرت بأننى شخص يبحث عن نقائص الناس، ولست نادما، لأننى أنقذت نفسى. أدونيس قيمة ثقافية .. وغير مؤثر فى الشعر أدونيس شخص مهم فى الثقافة العربية، ولكنه غير مؤثر فى الشعر، أنا لا أقول أحكاما مطلقة، هذا أمر خاص بذائقتى، إنه يبحث عن المجد أكثر مما يكتب الشعر. وفى رأيى أن محمد الماغوط هو الأقرب إلىَّ وجدانيا، وهو أكثر شاعر له حضور متزايد مع الأجيال الجديدة من الشباب، وذلك لكون قلب الماغوط هو الذى كان يقوده. وبالطبع سأفرح لو حصل أدونيس على جائزة نوبل، لأنه قيمة كبيرة فى الثقافة العربية، ولكن أثره فى مصر اختفى وذلك على عكس ما كان فى السبعينيات. الغرب لا يريد أن يعرفنا.. ولدنيا كتاب يستحقون نوبل بجدارة نجيب محفوظ يستحق جائزة نوبل عن جدارة، لأنه كان فى هذه اللحظة أثقل مما تقدمه الثقافة العربية فيما يتعلق بفن الرواية، ونحن العرب الآن أمة مهزومة لا يرنا الغرب سوى مصدرين للإرهاب ومتصارعين فيما بيننا، إنهم يتعاملون معا بكوننا عبء على البشرية، وبالطبع عندنا من يستحق الحصول على جائزة نوبل، ولكن العالم لا يريد أن يعرفنا أو يقرأنا، إنه يريد صورة نمطية ولا يحب أن يغيرها، وأقول، لدينا كتابات جيدة أفضل مما يكتبه بعض الغرب فهم لديهم خواء روحى على عكس تجربتنا. عناوين دواوينى تدل على أنى لا أملك يقينا فى الكتابة إن ديوانى "حالة مشى" هو الأقرب لقلبى، كما أن ديوان "أنت فى القاهرة" مرثية حلم كتبته فى السنة الكئيبة لحكم الإخوان. وعناوين كتبى تدل على أنى أحاول ولا أملك يقينا فى الكتابة، وأنا شخص حزين أتفادى الأحزان بمحاولاتى فى الحياة، وأنا مشغول بالإنسانية وما آلت إليه. وأعرف أن الشعر هو ديوانى فى الحياة، كما أن كل أصدقائى أنصفونى ولم أفكر أبدا أننى تعرضت للظلم، ربما ظلمت نفسى، وفى حياتى أنا مهتم بالصوفية ومدرسة التلاوة المصرية والموسيقى والغناء، وحياتى بدون ذلك سيضيع منها الكثير، ورأيى أن مدرسة التلاوة المصرية أنقذت مصر من المشاعر الخشنة، التى كانت ستغطى مصر من الرمل. وسعيد بقصيدة النثر لأنها "علمنة اللغة" ولم تجعلها مقدسة، ومن يرفضها هم الذين اعتادوا على قداسة الشعر القديم.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;