ملوك التحطيب.. مهرجان "لعبة التحطيب" التراثية فى الأقصر يستعد للعودة لأحضان "قرية حسن فتحى" التاريخية من جديد.. وعميد اللعبة: الفراعنة أول من اخترعها وهى للرجال فقط.. صور

يستعد ملوك "لعبة التحطيب" الشهيرة بمحافظة الأقصر، خلال الفترة المقبلة لعودة مهرجانهم السنوى الذى تشارك فيه فرق التحطيب من مختلف جنوب الصعيد، إلى أحضان موطنه الأصلى الذى كان يقام داخله منذ عشرات السنين، وذلك فى "قرية حسن فتحى" التراثية بمدينة القرنة فى البر الغربى بالأقصر، وذلك عقب الإنجاز الجديد للدولة المصرية فى حماية التراث المصرى، ونجاح وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة اليونسكو فى ترميمات المرحلة الأولى لتطوير مبانى قرية المهندس حسن فتحى التاريخية بمدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، حيث انتهت أعمال تطوير المسجد والخان والمسرح فى القرية. وخلال الأسبوع الماضى تابعت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، خلال زيارتها لمحافظة الأقصر مشروع إحياء وترميم المبانى التراثية بقرية القرنة وهى المسرح، الخان، والمسجد، وأعلنت خلال تفقدها لأعمال المرحلة الأولى لتطوير قرية المهندس حسن فتحى التراثية بالأقصر، أن عمليات الترميم ستعيد لأحضان القرية مهرجان التحطيب وسمبوزيوم التصوير لنجوم الفن من حول العالم، مضيفةً أنه سيتم مواصلة عمليات التطوير والترميم داخل المواقع التراثية بالقرية فى المرحلة الثانية، التى تشمل منزل المهندس حسن فتحى وباقى أرجاء القرية لتصبح مزارا تراثيا عالميا فى مدينة القرنة بالبر الغربى. تاريخ "لعبة التحطيب" المخصصة للرجال فقط فى الأقصر والصعيد وفى هذا الصدد يرصد "انفراد" التاريخ العظيم لـ"مهرجان التحطيب" ولعبة التحطيب التاريخية فى جنوب الصعيد والتى يعتبرها شيوخ وملوك اللعبة "لعبة الرجال فقط"، فهى اللعبة التى يمارسها الرجال دون غيرهم من النساء فى مدن وقرى محافظات الصعيد، حيث أن "لعبة التحطيب" واحدة من أقوى الطقوس التى يقبل عليها أبناء الأقصر ومحافظات الصعيد، حيث أنه على أنغام المزمار المبهجة والأغانى التراثية الصعيدية، يتجمع نجوم لعبة التحطيب فى حلقات وساحات التحطيب فى مختلف المناسبات والاحتفالات وحفلات الزفاف والمهرجانات طوال العام، وذلك لتقديم حلقات التحطيب، حيث يتجمع شيوخ ولاعبى التحطيب التراث الصعيدى الأشهر فى الصعيد، ويتم إجراء مباريات ومبارزة بين الكبار والشباب خلال الاحتفالية وسط أجواء مبهجة بين الجميع. وتضم محافظات الصعيد عددا كبيرا من الفرق الرسمية للتحطيب والتابعة لقصور الثقافة المختلفة، والذى يتشاركون فى المهرجانات والاحتفالات المختلفة، حيث إنه توجد فرق مكونة من 4 أو 5 لاعبين لكل قصر ثقافة يقدمون عروضهم فى المهرجان المختلفة، والتابعة لقصور الثقافة التالية:- (فرقة الأقصر للفنون الشعبية – فرقة قنا للفنون الشعبية – فرقة سوهاج للفنون الشعبية – فرقة أسيوط للفنون الشعبية – فرقة المنيا للفنون الشعبية – فرقة بنى سويف للفنون الشعبية – فرقة الأقصر للآلات الشعبية)، كما تضم محافظات الصعيد عدد من فرق التحطيب وشيوخ اللعبة الممثلة لمحافظات الصعيد "بنى سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر". أساسيات وقواعد لعبة التحطيب التى تعود للفراعنة وسجلت قائمة التراث الثقافى باليونيسكو من جانبه يقول الحاج عبد الغنى أبو رية عميد لعبة التحطيب فى صعيد مصر، إن التحطيب هو من ضمن الفنون التراثية وأول من بدأ التحطيب كانوا الفراعنة، والدليل على ذلك الرسومات واللوحات الموجودة على المعابد القديمة، مؤكدا على أن التحطيب له قيمة كبيرة وأنه ليس فقط شخصان يلعبان بالعصا وإنما هو فن وله قيم عديدة وهى معرفة كيفية الدفاع عن النفس وهو وسيلة لتفريغ الطاقة. وأضاف عميد لعبة التحطيب فى صعيد مصر، لـ"انفراد"، أنه من أساسيات وقواعد اللعبة الاحترام والآدب المتبادل بين الجميع، مؤكداً أنه تم إدخال بعض التطوير على اللعبة خلال القرن العشرين، بإدخال الشومة بدلا من العصا والحطب الصغير، موضحاً أن التحطيب "اللعب بالعصى" فن من الفنون المصرية المستمدة من الأصول المصرية القديمة، وقد نشر قدماء المصريين صورا هذا الفن على جدران معابدهم، وكانت مصر قد نجحت فى تسجيل التحطيب على قائمة التراث الثقافى غير المادى فى المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 2016. وأوضح الحاج عبد الغنى أبو رية عميد لعبة التحطيب بالصعيد، أنه يوجد فى مبارزات التحطيب نوعين من العصى فهناك العصى الكبيرة الغليظة والتى تستخدم بصورة كبيرة فى الأقصر وقنا وأسوان، والنوع الثانى العصا الخفيفة والتى يتم استخدامها فى العروض الفنية لفرق قصور الثقافة وغيرها، حيث أنه من القواعد أيضاً أن تكون العصا بطول لا يزيد عن 150 سم، كما يتم تنظيم الحلقة فى مساحة ما بين 20 لـ30 متر والجميع يكون حلقة حولها بالكراسى والكنب الصعيدى، موضحاً أن التحطيب فى الأساس مبارزة شريفة على أنغام المزمار حيث يتم البدء فى المبارزة بالتحية بين المتنافسان أمام الجمهور ومن ثم يدورون فى حلقات حول بعض حتى بدء تسديد الضربات البسيطة دون ضرر لأحد. فيما يقول الشاب أبو الحسن عبد الستار أحد نجوم لعبة التحطيب بالأقصر، إن لعبة التحطيب فى الصعيد يطلق عليها "لعبة الرجال فقط" حيث أنها اللعبة التراثية الأكثر شهرة وانتشاراً فى كافة احتفالات الأهالى فى قرى ونجوع ومدن الصعيد، حيث رصد الباحثون أن التحطيب من الموروثات الفرعونية التى سجّلها المصرى القديم على جدران معابد الكرنك ومقابر وادى الملوك والملكات فى مدينة الأقصر (جنوبى البلاد)، وقد وافقت منظمة "اليونسكو" فى عام 2016 على إدراجها كتراث ثقافى عالمى غير مادى، ومؤخراً زادت نسب الدعم والإهتمام بلعبة التحطيب فى الفعاليات المصرية والعربية والدولية، حيث تم وضع قواعد راسخة لها خلال اللعب والمبارزة فى حلقات التحطيب. ويضيف أبو الحسن، لـ"انفراد"، أن لعبة التحطيب فى الصعيد لها قواعد راسخة، حيث أن الفوز فى المبارزة يظهر عبر تسديد الضربات للجسد من اللاعب للخصم والتى لا يستطيع المنافس صدها، موضحاً أن الضربات يجب ألا تكون قوية أو حقيقية حيث إنها إشارات بالشومة أو العصا فى أماكن الخلل فى المنافس لإظهار الغلبة عليه، ومؤخراً دخلت اللعبة فى طور الاستعراض للفنيات والتكنيك بالاستعراض وليس الضرب الحقيقى حتى لا يتعرض أحد لأذى خلال الاحتفالات المبهجة. ويؤكد أبوالحسن عبد الستار، أنه توجد بعض الألفاظ والتحركات التى تحكم لعبة التحطيب، حيث أن كلمة "ساه" تعنى البدء فى المبارزة بين المتنافسان، وكلمة "سوه" تعنى نهاية المبارزة وتسليم العصا لاثنين آخرين لدخول الحلقة والبدء فى المبارزة، ويتم التحطيب بشكل فردى وشكل زوجى حيث إن متاح إستخدام العصا بيد واحدة أو باليدين حسب الوضعية والنظام والتحركات فى اللعبة، موضحاً أن النقاط تحتسب فى اللعبة حسب نوعية الضربات، حيث أنه يحصل اللاعبين على دورهم فى الحلقة ويكون نهاية المبارزة بالوصول لـ3 نقاط، وتحتسب تلك النقاط عبر اللمسات بالعصا لمناطق متفرقة من جسد المنافس والتى تحتسب بنقطة واحدة، كما أنه تنتهى المبارزة فوراً بـ3 نقاط حال تسديد ضربة للرأس مباشرة والتى تحتسب فى اللعبة بـ3 نقاط كاملة، أما الضربة القاضية فى لعبة التحطيب والمبارزة تكون بنجاح المتبارى فى إسقاط عصا منافسه من يديه أرضاً وهى أكبر انتصار فى اللعبة. آخر مهرجان للتحطيب أقيم بميدان أبوالحجاج بمشاركة 32 لاعبا وفرق فنون شعبية مبدعة ويعد آخر مهرجان لـ"لعبة التحطيب" أقيم بمحافظة الأقصر فى نهاية ديسمبر 2019، والذى تم تنظيمه بميدان أبو الحجاج الأقصرى بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، والتى كانت الدورة العاشرة لـمهرجان التحطيب وشارك فيه أكثر من 32 لاعبا من فرق الأقصر وقنا والمنيا وسوهاج، وذلك بحضور قيادات وزارة الثقافة، والهيئة العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة، ومحافظة الأقصر. ويعود إنشاء المهرجان للفنان عبد الرحمن الشافعى والذى تقيمه قصور الثقافة سنويا بساحة أبى الحجاج الأقصرى ويشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً من السائحين وأهل الأقصر، والتحطيب "اللعب بالعصي" فن من الفنون المصرية المستمدة من الأصول المصرية القديمة وقد نشر قدماء المصريين صور هذا الفن على جدران معابدهم، وكانت مصر قد نجحت فى تسجيل التحطيب على قائمة التراث الثقافى غير المادى فى المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 2016. وبدأت فعاليات مهرجان التحطيب الأخير بديفيليه للفرق المشاركة، أعقبه افتتاح سامر التحطيب، وشاركت فيه مجموعتا المزمار لفرقة النيل وسوهاج للآلات الشعبية بمصاحبة فعاليات المهرجان يومياً، كما قدمت فرقة "الأقصر وسوهاج وقنا وأسيوط والمنيا" للفنون الشعبية، عروضهما الفنية بساحة ميدان أبو الحجاج الأقصرى، وسط حفاوة وسعادة المشاركين فى الفعاليات، وبصورة يومية تم تنظيم سامر للتحطيب بحضور شيوخ اللعبة بمصاحبة المزمار لفرقة النيل، كما قدمت فرقة قنا للفنون الشعبية تابلوه "الفرح القناوى"، وقدمت أسيوط فنون شعبية تابلوه "الحجالة"، "العصايا"، "هاميس" تلتها فرقة المنيا فنون شعبية ومجموعة متنوعة من العروض منها مولد سيدى الفولى، وعرضت فرقة سوهاج فنون شعبية فقرتى "الربابة" "التحطيب" "الخلخال"، واختتمت فرقة سوهاج للآلات الشعبية بفقرة "السيرة الهلالية". ويقول الباحث محمد إمام وأحد شباب فرع ثقافة الأقصر، إن مهرجان التحطيب كان يتم تنظيمه سنوياً فى إطار الحفاظ على الموروث الشعبى للعبة التحطيب بجنوب الصعيد، وخصوصاً بعد تسجيلها كإحدى أهم اللعبات التراثية ضمن قائمة التراث الثقافى العالمى غير المادى للبشرية "باليونسكو"، حيث تقيم الهيئة العامة لقصور الثقافة المهرجان والذى تنظمه الادارة المركزية للشئون الفنية، ويشارك فى المهرجان خمسة لاعبين بجانب شيخ اللعبة بكل من محافظات قنا، سوهاج، المنيا، باستثناء محافظة الأقصر التى تشارك بعدد أربعة عشر لاعباً للعصا بالإضافة لشيخ اللعبة، كما تشارك مجموعة المزمار من فرقة النيل للآلات الشعبية المصاحبة فى حلبة التحطيب، بجانب مشاركة فرق، الأقصر، قنا، سوهاج، أسيوط، المنيا، بنى سويف للفنون الشعبية، فرقة الأقصر للآلات الشعبية. وأضاف الباحث محمد إمام لـ"انفراد"، أن آخر دورات مهرجان التحطيب شارك فيه عدة فرق شعبية وتحطيب ضمت ما يلي:- (فرقة الأقصر للفنون الشعبية – فرقة قنا للفنون الشعبية – فرقة سوهاج للفنون الشعبية – فرقة أسيوط للفنون الشعبية – فرقة المنيا للفنون الشعبية – فرقة بنى سويف للفنون الشعبية – فرقة الأقصر للآلات الشعبية)، وذلك بجانب مجموعة المزمار النيل ومجموعة لاعبى العصا والتحطيب بالمحافظات. وأوضح إمام، أن آخر مهرجان للتحطيب فى 2019 حقق نجاحًا باهرًا ومميزًا هذا العام، فى ظل زيادة حركة السياحة الأجنبية الوافدة للأقصر، حيث شارك المئات من السائحين فى مشاهدة العروض المميزة لفرق التحطيب على مدار الساعة فى الأيام الماضية، حيث أن فرق التحطيب لم تتوقف عند العروض المسائية فقط فى ميدان أبوالحجاج الأقصرى، ولكنها انتقلت لتقديم عروض مميزة فى مختلف المواقع الخيرية، فى مختلف أرجاء الأقصر، وتم إلغاء المهرجان مؤخراً لظروف انتشار فيروس كورونا بمصر والعالم أجمع، مشدداً على أنه أصبحت أيضاً رقصة التحطيب مرتبطة بالطقوس الاجتماعية عكس ما كانت عليه عند الفراعنة التى كانت متعلقة بالطقوس الدينية، وعلى الرغم من بساطة اللعبة إلا أنها أصبحت مصدر إلهام للعديد من الحضارات مثل الكيندو اليابانى والمبارزة القديمة التى انتشرت فى معظم الحضارات الغربية، التى تتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب عند المصرى القديم. وزارة الثقافة نجحت فى تسجيل لعبة التحطيب بقائمة التراث غير المادى فى اليونسكو 2016 وفى عام 2016 حظيت لعبة التحطيب بدعم كبير، حيث نجحت وزارة الثقافة فى تسجيل ملف التحطيب فى منظمة اليونسكو، فى اجتماع اللجنة الحكومة الدولية لليونسكو فى أديس أبابا، وتم تسجيل لعبة التحطيب المصرية على قائمة التراث الثقافى غير المادى، والذى تقدمت به وزارة الثقافة عام 2014، إلا أنه تم سحب الملف لإجراء مجموعة من التعديلات، وإعادة تقديمه إلى المنظمة، بعد الانتهاء منها، وترأس وفد الثقافة المصرية الدكتورة نهلة إمام الأستاذ بأكاديمية الفنون. وقد حظى الملف المصرى بمساندة قوية من دول الجزائر وفلسطين ولبنان وبقية الدول التى لها حق التصويت فى هذا الاجتماع، بالإضافة إلى الدول المشاركة فى الاجتماع، وهم المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان والأردن، حيث يأتى هذا النجاح نتيجة ثمرة التعاون بين وزارتى الثقافة والخارجية، حيث بذلت وزارة الخارجية جهد على مستوى الدولى لإقناع الدول الأعضاء لليونسكو فى التصويت لصالح مصر. كتاب "التحطيب فى الصعيد وتعليمه" للدكتور حسام الديب محسب ومن جانبه استعرض الدكتور حسام الدين محسب، أستاذ بالمعهد العالى للفنون الشعبية، فى كتابه "التحطيب فى الصعيد وتعليمه"، إذ قال إن لعبة التحطيب تعد إحدى الظواهر الشعبية فى الصعيد التى ترمز فى مجملها إلى القيمة نفسها، وهى البطل الشعبى ابن النيل فى مواجهة التحدى وتحقيق الانتصار ليس للذات بل للجماعة بأسرها، صحيح أن التحطيب لعبة بالأساس، لكنها انعكاس لمفاهيم المجتمع ورؤيته للكون، فكل جماعة من قرية أو مركز تأتى لتشجيع لاعبها وإعلان انتصاره باعتبارها الفئة التى تستحق هذا النصر، إنه صراع أبطال ممثلين لجماعات، وهنا الجوهر المشترك الذى يجعل لعبة التحطيب جزءاً جوهرياً من المجتمع لا يمكن فهمه بعيداً عن ظروف هذا المجتمع الحضارية التى تعيننا فى النهاية على فهم وتفسير عاداته وتقاليده وفنونه وآدابه. ويؤكد الكاتب على أن الشكل الاحتفالى لرقصة التحطيب والذى يفرض طبيعة خاصة للفرجة والأداء والمضمون الدرامى، ليس فقط المعنى أو العبرة المأخوذة من اللعب، بل يبحث فى المفاهيم الدرامية المتحققة فى لعبة التحطيب أو رقصة التحطيب، فهناك مفاهيم مشابهة للصراع والتمثيل والإيهام، إلى آخره من مفاهيم الدراما، وهذا ما يجعلنا نكتشف الأصول الدرامية التى خرجت منها لعبة التحطيب. وأضاف: وعند دراستى لرقصة أو لعبة التحطيب فى هذه المنطقة وجدت بعض الاختلافات والتباينات التى طرأت على التحطيب من محافظة إلى أخرى، بل داخل المحافظة، وليس هذا طبيعة كل ما هو مأثور، وما الفرق بين التراث والمأثور سوى الفرق بين الثابت والمتغير فى أشكال التعبير الشعبى، فمنها ما أصبح تراثاً، أى تاريخاً ليس له وجود حقيقى فى السلوك اليومى للجماعة، وهذا لا يمنع أنه مؤشر حضارى لطبيعة الجماعة فى عصر ما قديم، كجذور وأصول للجماعة فى العصر الحديث. وأوضح: أما النوع الثانى من أشكال التعبير الشعبى وهو المأثور، فيشمل أشكال التعبير والممارسات التى ما زالت تمارس حتى وقتنا هذا، فلعبة النيشان مثلاً مأثور؛ لأنها مازالت موجودة فى ساحات الموالد والشوارع بجوار المدارس الابتدائية خاصة، أما خيال الظل مثلا فقد انقرض تقريباً من حياتنا اليومية، وفقد وظيفته الاجتماعية فى حياة الجماعة. واللعب بالعصا له أصول قديمة تمتد حتى مصر القديمة الفرعونية، فلقد ظهرت هذه الرياضة كمبارزة بالعصا وكرياضة خشنة للشجعان، "انتشرت بين جميع طبقات الشعب، ثم تحولت على مر العصور بين الطبقات العليا من الشعب إلى المبارزة بالسيف، لقد انتشرت بعد ذلك اللعبة بين الفلاحين فى الريف البحرى والقبلى وأنشئت لها مدارس لتعليم فن المبارزة. واستشهد الكاتب بما كتبه المؤرخ هيرودوت فى كتاباته، والذى يثبت أن المتبارزين كان يصيب بعضهم بعضاً بإصابات قاتلة "ولو أنه لم يسجل فى التاريخ المصرى القديم آى إشارة لحدوث حوادث مؤسفة نتيجة لتلك المباريات التى كانت أشبه بمعارك غايتها النيل من الخصم بإصابته بضربات قد تكون مؤثرة أو عديمة التأثير"، لكنها على أقصى تقدير لن تقتله إلا فى حدود بعض الحالات الشاذة، هذا عن أصول أو تراث التحطيب، أما التحطيب المأثور الآن فتعدل شكله بتغير وظائفه، ومع ذلك فهو جزء أساسى من تقاليد الريف المصرى، فهو إحدى المهارات التى يتعلمها الشاب فى الصعيد، مثله مثل حمل السلاح، مع اختلاف الوظيفة، فالتحطيب بالدرجة الأولى له وظيفة تسلية، أما حمل السلاح وإطلاق النار فله وظيفة قتالية بالدرجة الأولى، وخاصة فى مسائل الثأر والدم، إذن فلرقصة التحطيب أصول فرعونية، وللتحطيب نفسه وظائف متعددة أيضا.






































































الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;