كيف تناولت دراما رمضان المريض نفسيا فى المسلسلات؟..مدير الأمانة العامة للطب النفسى:الأعمال الدرامية اهتمت بالفن على حساب المرضى.."سقوط حر" ملتزم بالخطوط العريضة.. ويسرا وليلى علوى قدمتا "لمحة"عن المرض

مشاهد متنوعة حاولت أن تقترب من تفاصيل ربما هى الأصعب على أى شخص أن يظهرها نظراً لشدة خصوصيتها التى تفرض عليها الاختفاء عن الأعين، وربما هى الأكثر وضوحاً على وجوه الكثيرين من المرضى الذين يعانوا من أوجاع حقيقية لم تظهر على أجسادهم، لكنها مزقت أرواحهم حتى أصبحوا مرضى نفسيين حقيقين، لذلك حاول صناع الدراما هذا العام الدخول إلى عالمهم وإبراز أدق التفاصيل فيه، فظهرت لنا عدد من الأعمال التى تناولت حياة المرضى النفسيين مثل مسلسل "سقوط حر" للنجمة نيللى كريم، و"هى ودافنشى" للنجمة ليلى علوى، و"فوق مستوى الشبهات" للنجمة يسرا، و"الخانكة" للنجمة غادة عبد الرازق".

وعلى الرغم من المشاهد التى ظهرت فى الأعمال الدرامية التى تحدث عن المرضى النفسيين، إلا أن الطب النفسى كان له رأى آخر أوضحه لـ"انفراد".

وقال الدكتور أحمد أبو الوفا مدير إدارة الإعلام بالأمانة العامة للصحة النفسية، إن قليلاً من الأعمال الدرامية التى تعرض حالياً على شاشات التليفزيون وتتناول المرض النفسى بحثت بشكل حقيقى وجاد عن المرض النفسى وتفاصيله وأعراض وأشكال أماكن العلاج، ورغم أن هناك مجهودا واضحًا بذل فى الأعمال الدرامية إلا أنها مليئة بالأخطاء العلمية، ومحتواها العلمى يحتاج لكثير من المراجعة.

وأضاف "على سبيل المثال يعرض مسلسل سقوط حر ويظهر للمُشاهد أن هذه المشاهد تم تصويرها بمستشفى العباسية، والحقيقة أن المسلسل تم تصويره بمستشفى حميات العباسية، ولذلك الصورة الظاهرة عن شكل المستشفى والممرضات وطريقة التعامل مع المرضى والملابس جاءت غير دقيقة".

وعن تناول الدراما الرمضانية للمرض النفسى أكد أبو الوفا، أن جميع المسلسلات المعروضة لم تتناول الأمراض الأكثر انتشاراً والموجودة بشكل حقيقى فى المجتمع، ولم تقدم توعية حقيقية للمشاهد لأن التوعية الإيجابية تحتاج إلى الدخول فى التفاصيل ومراجعة المحتوى بشكل علمى من قبل متخصصين، وبالتالى ما حدث هو أن هذه الأعمال قدمت توعية سلبية، وجعلت الناس تنفر من المرض النفسى ومن الأماكن العلاجية، ووصمت المرضى وجعلتهم مادة للسخرية وهذا ما بدأ يحدث بالفعل، وأضاف "المسلسلات اهتمت بالدراما على حساب المرضى الحقيقين".

وتابع أبو الوفا، هناك لبس شديد بين المرض النفسى والمرض العقلى، والحقيقة أن بعض الأمراض النفسية تعتبر أمراضاً عقلية مثل الفصام الذى تكون الهلاوس أحد أعراضه، ونفرق بينهما بأن هناك أمراضاً نفسية تؤثر على القدرات العقلية للمريض، وهناك أمراضاً لا تؤثر على القدرات العقلية للمريض، مضيفاً "لم توجد أى شخصية فى المسلسلات التى عرضت تشبه المريض النفسى الحقيقى، لأن المريض الحقيقى شكله مختلف تماماً عما يعرض".

فى السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد أبو الوفا، أن على مستوى جميع الأعمال الدرامية التى عرضت من قبل لم ينجح عمل درامى فى نقل الواقع الحقيقى عن المرض النفسى أو يقدم التوعية الإيجابية للناس عنه، مضيفاً "أطالب صناع الدراما أن يأتوا إلينا قبل البدء فى عمل يتناول المرض النفسى ويطلبوا منا مراجعة السيناريو بشكل علمى حتى نتفادى الأخطاء التى نراها حالياً، كما أطالب من الناس العاديين أن يعرفوا أن هناك "خط ساخن" يمكن الاتصال عليه إن لاحظ أى شخص يعانى من مرض نفسى أو مشكلة نفسية وسيرد عليه طبيب مجاناً بشكل يومى، وأن يتأكدوا أن الأماكن العلاجية بعيدة تماماً عن الشكل الذى تقدمه لهم الأعمال الدرامية.

ويرى الدكتور أحمد صلاح الدين طبيب نفسى بمستشفى العباسية، أن نسبة الوعى بالمرض النفسى زادت إلى حد ما فى الأعمال الدرامية التى تعرض حالياً، مؤكدًا أن مصطلح مرض عقلى لم يعد يستخدم فى عالم الطب النفسى، مشيراً إلى أن المرض النفسى ينقسم إلى شقين حسب خطورته، الشق الأول هو أن يعانى المريض من مرض وهو يعرف ذلك ويعرف إنه يحتاج إلى علاج، والشق الآخر أن المريض لا يعرف أنه يعانى من مرض حقيقى وغير مقتنع بالعلاج مثل المريض الذى يعانى من الفصام والهلاوس.

وأضاف: "صناع الدراما بدأوا يتفهموا أن المرض النفسى لا علاقة له بالدجل والشعوذة، ورغم ذلك إلا أن هناك بعض الأخطاء الموجودة فى المسلسلات خاصة فى نطق المصطلحات الطبية، وأسماء الأمراض وعلى سبيل المثال فى مسلسل ليلى علوى قيل إنها تعانى من "الهوس الاكتئابى" والاسم الصحيح لهذا المرض هو "الاضطراب الوجدانى ثنائى القطبى".

وتابع: صناع الدراما مازالوا متخيلين أن الطبيب النفسى "حلال العُقد"، لكن فى الحقيقة أن الطبيب النفسى يعالج الأمراض النفسية مثل أى طبيب عادى.

وأكد صلاح الدين، أن مسلسل "سقوط حر" حتى الآن ملتزم بالخطوط العريضة الصحيحة للمرض النفسى، خاصة أنه حتى الآن المرض الذى تعانى منه بطلة العمل نيللى كريم يسمى بـ"الأمراض التحولية أو الانشقاقية"، وهو من الأمراض النادرة لكنها جسدت أعراضه كما ذُكرت فى كتب الطب النفسى، ولذلك يعتبر هذا العمل هو الأقرب إلى عالم الطب النفسى مع مراعاة أن هناك بعض المبالغات فى الأداء، مضيفًا "النجمتان ليلى علوى ويسرا لم يتعمقا فى تفاصيل المرض بل قدموا لمحات فقط".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;