مشاهد تحبس الأنفاس.. أبطال فى ملحمة حريق عيادة دمنهور.. واجهوا النيران بسلالم ومشايات بين شرفات العمارات.. أم تلقى بطفلتها من النافذة بين أيدى المتطوعين.. وصاحب العقار : العيادة مخزن أكسجين وتقدمت بـ1

مشاهد بطولية تعكس أصالة المواطن المصرى، وتضحيات وتلاحم الأهالى فى كل ربوع الوطن، جسدتها ملحمة التصدى لحريق عيادة دمنهوربسبب إشتعال إسطوانة بوتاجاز، تبعها انفجار 24 إسطوانة أكسجين، تسببت فى حصار المتواجدين فى العيادة من المرضى وذويهم، وهى عيادة ومركز لعلاج أمراض المخ والأعصاب، حيث أسفر الحريق عن إصابة 14 شخصا دون وفيات. وقال محمد رزق بلال أحد المتطوعين لإنقاذ مصابى حريق عيادة دمنهور فى تصريح خاص لــ"انفراد" : إنه شاهد الحريق برفقة أصدقائه فهرع لمكان الحادث ولاحظ سيدة تدعى سلوى الشرقاوى تحمل نجلتها محاولة إنقاذها، فطلب منها الأهالى إلقاء الطفلة فى مكان محدد وضعوا فيه لحاف بين إيديهم، لكنها ألقتها بانحراف قليل تسبب فى سقوط الطفلة على جانب كمر المسلح. وأضاف بلال: أنه لاحظ قرب العمارات من بعضها فخطرت له فكرة عمل مشايات بين شرفات العمارة المشتعل فيها العيادة وبين شرفة شقة أخرى فى العمارة المجاورة، وبالفعل نجحت الفكرة، وتم إنقاذ عدد من المصابين، ولم يسفر الحريق عن وقوع وفيات، مؤكدا أن الحالات التى جرى إنقاذها كانت فى حالة سيئة بسبب إصابتهم بضيق التنفس، وبعضهم كان من كبار السن، ولكن أصدقاءه والأهالى قرروا ألا يتركوا أحدا فى العيادة أو العقار دون إنقاذه. وأكد بلال أنه صعد على السلم، لإنقاذ السيدة سلوى الشرقاوى وطلب منها الإلتزام بتعليماته حتى ينجح فى النزول بها، مؤكدا أنه تجاهل إنفجار الزجاج المتوالى من اللافتات والنوافذ، بسبب شدة الحريق، رغم أنها كانت تصيبه فى ذراعة ومناطق من جسده، لكنه كان يتحمل الألم، لأنه يحمل بين يديه روحا مصابة ويسعى جاهدا للنزول بها للأرض بسلام. وقال صاحب البرج الذى وقع فيه الحريق إن العيادة ليست مرخصة وأن المرخص هو طابقين إداريين فقط، وأن العيادة كانت فيها 25 إسطوانة أكسجين ولا يعرف سبب تخزين تلك الإسطوانات التى انفجرت وتسببت فى الحادث المرعب، حيث أنه كان يوميا يشاهد عربات نقل الإسطوانات الخاصة بالأكسجين بصورة مبالغ فيها ولا يعرف سببا فى ذلك، وهو ما آثار الخوف لديه، وسبق وأن تقدم بـ 11 شكوى يتضرر فيها من تلك العيادة وخطورة تواجد تلك الإسطوانات فيها ولم يجد صدى لتلك الشكاوى، حتى وقعت الكارثة. وقالت السيدة سلوى: أنها كانت منتظمة فى علاج نجلتها من صعوبات التعلم وفرط الحركة بجلسات علاج دون أية مشكلات، وكانت فى يوم الحادث متواجدة فى الغرفة وشاهدت الإنفجار الذى حدث فى العيادة، وعلى الفور حملت نجلتها بسرعة وهرعت بالخروج من العيادة، ولكن الحريق انتشر فى العيادة فى دقائق معدودة وحاولت الهروب من العيادة دون جدوى. أضافت سلوى: أنها شاهدت تجمعات كبيرة من المواطنين وبعضهم يحملون لحافا وطالبوها بإلقاء نجلتها من الطابق الثالث وسوف يتلقونها على اللحاف ولم تتردد كثيرا، وخاصة أنها شاهدت شدة الحريق، وبالفعل ألقت طفلتها من النافذة وجرى تحويلها على مستشفى دمنهور، حيث أصيبت بكسر فى الكتف والضلوع أثرت نسبيا على الرئة وتتلقى الرعاية الطبية بكل اهتمام. وأضافت سلوى: أن ما شاهدته من مواقف بطولية من الأهالى بث فى قلبها الطمأنينة، وتأكدت أن الله لن يصيبها وطفلتها بأذى، حيث حاولت النزول على السلالم، ولكن النار المشتعلة حالت دون ذلك، فقامت بإلقاء طفلتها وقامت بالمرور على السلم الموضوع أسفل النافذة، ولكنها سقطت لأنه لم يتحملها لضعفه فسقطت فى الطابق الثانى، وقام الأهالى بإنقاذها، حيث أصيبت بحروق فى يديها. وكان اللواء أحمد عرفات مدير أمن البحيرة قد تلقى إخطارا بالحادث من شرطة النجدة، وبالفحص تبين إندلاع حريق هائل داخل عيادة أحد الأطباء بشارع عبد السلام الشاذلى بجوار الكوبرى العلوى بمدينة دمنهور إثر انفجار أنبوبة أكسجين. وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية بقيادة العميد محمد بلبع إلى مكان الحريق للسيطرة عليه ومنع امتداده إلى الأماكن المجاورة وتم فرض كردون أمنى بالقرب من واقعة الحريق لمنع اقتراب المواطنين وتم فصل كافة المرافق عن العقار المحترق. أسفر الحريق عن إصابة 14 شخصا وتم نقلهم إلى المستشفى العام لإسعافهم وتقديم الرعاية الطبية العاجلة وهم:- رضا حسين 19 سنة، وإبراهيم رمضان غراب، وأم كلثوم حسن محمد، وإبراهيم أحمد منصور، وآلاء محمد التداوى، ومحمد محمد مسعود 31 عامًا، ونبيل عبد الفتاح 40 عامًا، وسعيد محمد رضا غانم، وروان إبراهيم الشحيمى 25 عامًا، ونورا بسيونى الصياد 55 عامًا، وصبرا إبراهيم منصور شهرين، وسلوى محمد سعد، وهناء يحيى زهران 10 سنوات، وتم تحرير المحضر اللازم تمهيدا لإحالته إلى النيابة العامة لمباشرة أعمال التحقيقات.


















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;