لم يحظ الشرق الأوسط وقضاياه وصراعاته الكثيرة باهتمام كبير فى أعمال الدور الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة فى نيويورك، وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه قبل وقت ليس ببعيد كانت أحداث ما يسمى بالربيع العربى تهيمن على أجندة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك. لكن بعدما أصبحت أغلب هذه الصراعات فى جمود، فإن تركيز العالم تحول إلى التحديات العالمية الأكثر إلحاحا مقل وباء كورونا والتغير المناخى وأيضا أزمات جديدة مثل إقليم تيجراى المحاصر فى أثيوبيا واستيلاء طالبان على أفغانستان.
ومع ذلك، تقول الوكالة إن الوضع تدهور بشكل كبير فى دول أكثر وبسبل أكثر بالشرق الأوسط فى العامين الأخيرين، وقالت إن هناك دولا على شفا كارثة إنسانية مع ارتفاع شديد فى الفقر والانهيار الاقتصادى الذى يهدد المنطقة فى اضطراب أعمق.
وذكرت الوكالة أن السقوط الأكثر صدمة فى العامين الأخيرين كان فى لبنان، البلد الصغير متعدد الأديان الذى يوجد به نسبة كبير من اللاجئين، مقارنة بعدد سكانه. وواجه لبنان أزمة مالية فى أواخر عام 2019، أغرقت ثلاثة أربع السكان فى الفقر فى الأشهر الأخيرة وأدت إلى هجرة عقول غير مسبوقة منذ أيام الحرب الأهلية بين عامى 1975 و1990، وتسارع هذا مع انفجار مرفأ بيروت العام الماضى الذى قتل أكثر من 200 شخص ودمر أجزاء من المدينة.
وتقول الوكالة الأمريكية إنه فى حين أن العديد من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى السنوات العشر الماضية اتسمت بموجة من النشاط الدبلوماسى لإيجاد حل سياسة للازمات فى الشرق الأوسط، فليس من المتوقع أن يظهر أى منها بشكل بارز، إن وجد فى اجتماعات هذا العام.
وعزت الوكالة ذلك إلى مزيج من إرهاق الحرب وإرهاق المانحين وقائمة طويلة من مشكلات العالم الأخرى ، والذى أدى إلى تراجع سوريا واليمن وصراعات الشرق الأوسط الأخرى إلى مقعد خلفى حيث يبدو أن قادة العالم قد استقروا على العيش مع دول منقسمة ومحطمة فى المستقبل القريب.
من ناحية أخرى، طغت العنصرية والتغير المناخى الانقسامات بين الدول والثقافات على أجندة اليوم الثانى لأعمال الجمعية العامة . حيث حذر الرئيس الصينى شى جينبينج من أن العالم يدخل فترة من الاضطراب والتحول الجديد، بينما قال رئيس فنلندا إننا بالفعل فى منعطف حرج، وقال رئيس كوستاريكا إن المستقبل يرفع صوته فينا، ويدعو لأسلحة عسكرية أقل واستثمار أكبر فى السلام.
وظلت قضيت كوفيد 19 والتغير المناخى مهيمنتان على كلمات المتحدثين فى بداية الدورة الـ 76 للجمعية العامة، لكن الأجندة شملت فى اليوم الثانى تسليط الضوء على قضية العنصرية فى الذكرى العشرين لمؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية فى دوربان، بجنوب أفريقيا، والذى مات قد هيمن عليه صدامات حول الشرق الأوسط وإرث العبودية.
وكان الرئيس الأمريكى بايدن قال فى خطابه أمام الأمم المتحدة إن بلاده لا تحاول أن تكون فى صدام أو مثيرة للانقسام. وقال إنهم لا يسعون لحرب باردة جديدة أو عالم مقسم إلى كتل متصارعة ولكن الولايات المتحدة تعمل مع أى دولة تتقدم وتسعى لحل سلمى للتحديات المشتركة حتى لو كان هناك خلافات حادة فى مجالات أخرى.