أفريقيا، لايزال اكتشاف مكنونها حلم يداعب الكثير من المكتشفين حول العالم، ورغم أن القارة السمراء لا تخبرنا بالكثير عنها، لكن دراسات علمية تتوغل داخلها وتبوح بأسرارها، وبشأن التلوث تقول دراسة نشرتها مجلة البحوث الجيو فيزيائية الغلاف الجوى 2019، أن حوالى 780,000 حالة وفاة مبكرة سنوياً فى افريقيا.
ويشكل التلوث فى إفريقيا اليوم 5 إلى 20% من التلوث العالمى، بحسب دراسة آخرى منشورة فى مجلة "انفيرمنتال ريسيرتش ليتيرز".وجاء فى الدراسة التى نشرت عام 2014: "يتوقع أن يسجل ارتفاع كبير فى نسبة التلوث بحلول العام 2030 فى حال لم تتخذ الإجراءات اللازمة".
وقالت أنه فى 2030، سيكون غرب إفريقيا مسؤولا عن 45% من الانبعاثات الملوثة ولا سيما فى نيجيريا، وسيساهم الشرق الإفريقى بنسبة 24% ولا سيما فى إثيوبيا وكينيا، أما الجنوب الإفريقى فسيكون مسؤولا عن 26%، فيما لا تتعدى نسبة مساهمة الشمال الإفريقى 5%.
ومن أهم مصادر التلوث، انبعاثات البنزين والديزل والحطب والفحم وأيضا إحراق روث الحيوانات.
وفى الغرب والشرق الإفريقى يعد النقل والنشاطات المنزلية من أهم أسباب التلوث، ويضاف إلى ذلك المحطات الكهربائية والمصانع فى الجنوب، أما فى الشمال فإن النقل هو العامل الأساس فى التلوث.
وبشأن تصنيفات المدن، صنفت أربع مدن فى نيجيريا، عام 2016، بـ"أسوأ المدن في العالم لتلوث الهواء،" وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وقد صُنفت مدينة أونتيشا النيجيرية بـ "المدينة الأكثر تلوثاً في الهواء عالمياً،" عند قياس تركيز الجسيمات الصغيرة (PM10)، لتسجل المدينة الساحلية المزدهرة في جنوب نيجيريا، نسبة أعلى بـ30 مرة مقارنة بمستويات منظمة الصحة العالمية الموصى بها.
كما تضمن تقرير منظمة الصحة لمستويات الـPM10 العالية ثلاث مدن نيجيرية، وهي مدينة كادونا في الشمال، التي جاءت في المركز الخامس وتعتبر مركزاً للنقل، وتليها في المركز السادس مدينة أبا، وفي المركز الـ16 مدينة أومياهيا. وتشكل هاتان المدينتان المركز التجاري في جنوب نيجيريا.
وتعود مشكلة التلوث في نيجيريا إلى عدة عوامل، أهمها "الاعتماد على استخدام الوقود الصلب للطهي، وحرق النفايات والتلوث المروري." وتزيد مستويات التلوث بسبب ازدهار التنمية الاقتصادية دون وجود التكنولوجيا المناسبة،" بحسب ما قالت مديرة الإدارة المعنية بالصحة العمومية والمحددات البيئية والاجتماعية للصحة في منظمة الصحة العالمية الدكتورة ماريا نيرا.
لكن فى كينيا وضعت الحكومة الكينية خطة لمكافحة تغير المناخ، في إطار جهودها الرامية لحماية نشاطها الزراعي الذي يمثل أهم روافد الاقتصاد، بعد تزايد ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة وتواتر موجات الجفاف وغيرها من تداعيات تغير المناخ التي عانت منها البلاد في السنوات الأخيرة. وتتضمن أهداف الخطة الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030.
كما فرضت السلطات الكينية حظرا على استخدام الأكياس البلاستيكية لحماية مجاريها المائية والبيئة، ووصف هذا الحظر بأنه الأكثر صرامة في العالم، إذ يعرّض من يحمل كيسا بلاستيكيا (سواء كان سائحا أو مواطنا) للسجن أو الغرامة المالية الباهظة. وبفضل هذه الخطة وهذا الحظر، احتلت كينيا المركز 26 بين الدول التي تتبنى أفضل الممارسات في الحفاظ على كوكب الأرض والمناخ.
وبشأنا لوفيات جراء التلوث، ففى جنوب أفريقيا يعاني سكان قرية إمبليلويني التي تبعد ساعتين عن العاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبورغ، كما في مناطق أخرى صناعية، من تفشي داء ضيق التنفس الربو. لكن وفي هذه الجهة تحديدا يتم إنتاج أكثر من 80 بالمئة من فحم البلاد والذي يعتبر الاكثر تلوثا، جمعيات بيئية أحصت وفاة ما بين 300 و650 شخصا سنويا بسبب التلوث.