أكد سياسيون وإسلاميون، أن الحادث الإرهابى الذى شهدته ولاية فلوريدا الأمريكية سيكون له تداعيات خطيرة على واشنطن خلال الفترة المقبلة، وسيغير موقفها من الإسلاميين بشكل عام، موضحين أن هذا الحادث سيزيد من قوة اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الولايات المتحدة الأمريكية هى من صنعت التنظيمات الإرهابية لتهديد المنطقة العربية، وهى الآن من تتلقى ضرباتها، موضحا أن هذه العمليات الإرهابية ستزيد من تيار اليمين المتطرف فى أمريكا.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"انفراد" أن أمريكا لم تكن تؤيد الجماعات الإرهابية كأشخاص ولكن كروح تهدد الدول العربية وتضمن عدم استقرار المنطقة، موضحا أن ما شهدته ولاية فلوريدا الأمريكية هو عمل إرهابى نوعى، ولافتا إلى أن هذه العمليات النوعية ستزداد فى الغرب خلال الفترة المقبلة.
وفى السياق ذاته أكد الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حادث فلوريدا الإرهابى سيكون له تداعيات خطيرة للغاية فى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، موضحا أن هذا الحادث سيجعل واشنطن تغير سياساتها تجاه الشرق الأوسط والإسلاميين بشكل عام.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"انفراد" أن هذه العملية الإرهابية ستكون مقدمة لعمليات نوعية ستقوم بهاد اعش على وجه الخصوص فى عدد من الولايات الأمريكية، خاص فى ظل احتفالات عناصر التنظيم الإرهابى بهذه العملية وهو ما يؤكد أنها ستكون مقدمة لعمليات إرهابية أخرى.
وأوضح فهمى أن تغير موقف الولايات المتحدة من الإسلاميين قد يشمل جماعة الإخوان المسلمين، فى ظل تزايد تيار داخل أمريكا يطالب باعتبارهم جماعة إرهابية.
بدوره قال النائب حمدى بخيت، عضو لجنة الدفاع والامن القومى، أن العمل الإرهابى الذى شهدته مدينة فلوريدا الأمريكية عليه علامات استفهام كبيرة، فواشنطن التى لعبت كثيرا بمصطلح التيارات الإسلامية لتهديد الامن القومى المصرى، الآن تضار منه، وتتلقى ضرباته، موضحا أن هذا العمل يؤكد أن أى دولة تعطى غطاء للإرهاب والجماعات الإرهابية لابد أنها ستتعرض لمثل هذه العمليات الإرهابية.
وأضاف بخيت فى تصريحات لـ"انفراد" أن هذا العمل الإرهابى هول رسالة لكافة الدول الأوروبية التى تدعم الإرهاب، فلندن التى تدعم الإخوان قد تتعرض لاحقا لمثل هذه العمليات الإرهابية إلا إذا انتفضت ضده واتخذ مواقف ضد جميع الجماعات الإرهابية.
وأدان السفير محمد العرابى عضو مجلس النواب، الحادث الإرهابى الذى وقع بمدينة أورلاندو الأمريكية، وقال العرابى أنه يدين قتل الأبرياء ويحذر من الأصوات التى تدعى للإسلاموفوبيا فى تصريحات بعض المسئولين.
وأضاف العرابى فى تصريح لـ "انفراد"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقاعست وتراخت فى محاربة الإرهاب وتنظيم داعش وهو ما أدى إلى هذه النتيجة وأعمال العنف.
وأكد العرابى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مسئولية كبيرة تجاه محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن استراتيجيتها فى محاربة الإرهاب لم تكن حاسمة.
وأشار العرابى إلى أن تصريحات دونالد ترامب المرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عنصرية، متسائلا كيف تخرج من مرشح سياسى لرئاسة الولايات المتحدة ؟، محذرا أن مثل هذه التصريحات التى قد تؤدى لفكرة الكراهية ضد الإسلام.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن العمليات الإرهابية فى قلب الولايات المتحدة متوقعة ليس فقط بسبب التهديدات التى تطلقها داعش على مواقعها ومنافذها الإعلامية وعلى ألسنة قادتها بل أيضاً بسبب المواقف والمتغيرات التى جعلت تلك التنظيمات تشعر بالخيانة ونقض العهود فى الشرق الأوسط خاصة مع المكاسب السياسية والميدانية التى حققتها إيران وأذرعها العسكرية فى العراق وسوريا فى ظل الحماية والمظلة الأمريكية والغربية.
وأضاف الباحث الإسلامى أن داعش ترى أن مواقف أمريكا الأخيرة دعمت محور إيران وروسيا والميليشيات الشيعية ميدانياً ومنحتها التفوق على الأرض مما سبب هزائم كبيرة لداعش والقاعدة وأضعف موقف المعارضة عموماً سياسياً وفى ساحات التفاوض، وهذه التفجيرات تستخدمها التنظيمات للانتقام من أمريكا وكورقة ضغط حتى تدفع الولايات المتحدة للتراجع عن دعم المحور الإيرانى.
وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية، على كارثة أمنية جديدة، غيرت لون شوارع بلدية أورلاندو التابعة لولاية فلوريدا إلى اللون الأحمر، حيث وقع ما يقرب من 105 شخصًا بين قتل وجريح فى هجوم نفذه أمريكى من أصل أفغانى يدعى عمر متين عمره 29 عامًا.