تاريخ أسود لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث حاولت وتحاول تشويه صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والزعم بأنه كان يعادي الإسلام والمسلمين، فبين جماعة الإخوان الإرهابية والزعيم الراحل جمال عبد الناصر تاريخ طويل من الحكايات والصراعات والشد والجذب، حصاده النهائى عداء إخوانى دفع الجماعة وأفرادها فى مختلف الأجيال إلى بذل كل مجهود واستغلال كل فرصة، للانتقام من عبد الناصر واستخدام كل الوسائل غير المشروعة وغير الشريفة والقذرة لتشويه صورة عبد الناصر سواء بتزوير التاريخ أو تأليف الروايات والحكايات فى محاولة لرد اعتبار الجماعة التى أسقط عبد الناصر أول أقنعتها وكشف مطامعها وإرهابها وعنفها وغبائها وتطرفها.
ملخص المعركة بين عبد الناصر والإخوان يمكنك أن تحدده فى جماعة انتهازية حاولت استغلال الثورة والسيطرة على حركة الضباط الأحرار لسرقة ثورة 23 يوليو، وزعيم خاض معركته مع الجماعة الإرهابية بذكاء وصبر، فكانت النهاية تجريدهم من وهم السيطرة وكسر شوكة مكتب الإرشاد الذى توهم أنه القوة الوحيدة فى الدولة المصرية، والوحيد القادر على الحشد وإدارة الجماهير.
الإخوان لا يكرهون عبد الناصر فقط الذى تمر على ذكري رحيله 51 عاما، بل أشد ما يكرهون ثورة 23 يوليو، لأنها منحتهم أمل الاستحواذ على مصر والسيطرة عليها بظنهم أنهم القوة الأكثر تأثيرًا فى الشارع وقتها، فإذا بالثورة تكشف لهم الحقيقة المرة وبدلًا من أن تأخذهم إلى زمام السيطرة على السلطة أخذتهم إلى السجون ومناطق البراح التى تم فيها فضح الجماعة وأفكارها وتطرفها، وكانت كل أحداث الاشتباك مع الضباط الأحرار وعبد الناصر بمثابة هزائم متتالية لمشروع حسن البنا وإخوانه.
التنظيم الذى فشل فى استغلال تلك الثورة لتحقيق أهدافه فى الاستحواذ على مصر والسيطرة على جميع المناصب، وكانت الفترة التى تلت الثورة، بداية لفضح الإخوان ومشروعهم، خاصة بعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فى حادث المنشية، عام 1954، وكانت هذه بداية المعركة بين عبد الناصر من جهة والإخوان من جهة أخرى، بعد تورط عدد كبير من قياداتها فى هذا العمل الإرهابى.
الإخوان التى سعت لتشويه ذكرى تلك الثورة التى يحتفل بها الشعب المصريون كل عام، حاول تنظيمها الترويج لمفهوم المظلومية خاصة بعد أن كشف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عداء الجماعة للدولة المصرية، والمؤامرات التى تحيكها الجماعة ضد الشعب المصرى، كما زعموا مرارا وتكرارا أن الزعيم جمال عبد الناصر كان يعادي الإسلام والمسلمين.
وسعت الجماعة على لسان عدد كبير من قياداتها لترويج أسطورة انضمام جمال عبد الناصر للجماعة خلال فترة شبابه، بل إن الدكتور كمال الهلباوى، أكد أن عبد الناصر تولى قيادة التنظيم الخاص للجماعة، إلا أن هناك شهادات عديدة تنفى ادعاءات الجماعة، فشهادة سامى شرف وزير شؤون رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تؤكد أن الرئيس الراحل لم يكن يوما إخوانيا، حيث يقول سامى شرف: «عندما راجعت مذكرات البغدادى الجزء الأول الصادرة عن المكتب المصرى الحديث، وجدت أن البغدادى لم يذكر مطلقًا انتماء عبدالناصر للإخوان المسلمين، بل ذكر أن عبد المنعم عبد الرؤوف خرج من تنظيم الضباط الأحرار لإصراره على دمج التنظيم بجماعة الإخوان، وهو ما رفضه عبدالناصر ورفاقه الأحرار، وعندما بحثت عن مذكرات للراحل كمال الدين حسين، وجدت أنه لم يصدر أى مذكرات، ولكنه فى حوار صحفى له مع الكاتب الراحل عبدالله إمام فى كتاب «عبد الناصر والإخوان المسلمين» الصادر عن دار الخيال سنة 1997، قال رغم تعاطفه مع الإخوان المسلمين إلا أنه لم يكن أبدًا عضوًا بالجماعة، كما أكد أن جمال عبدالناصر لم ينضم للإخوان أبدًا.
المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل جمال عبد الناصر أيضًا يستشهد بحوار صحفى قديم للرئيس الراحل يعود تاريخه لعام 1962، مع إحدى الصحف الأجنبية، حيث سأله الصحفى الأجنبى هل انضممت لجماعة الإخوان ليرد عبد الناصر بإجابة حاسمة أنه لم ينضم يوما للتنظيم.
تحذير عبدالناصر من الإخوان وعند الحديث عن عهد الرئيس الراحل، نتذكر ما قاله جمال عبد الناصر، فى أحد خطاباته الذى كشف فيه المؤامرة التى كانت الجماعة الإرهابية تسعى لتنفيذها بعد ثورة 23 يونيو 1952، حيث تحدث حينها عن كيف سعى مرشد الإخوان لفرض الحجاب على النساء رغم أن زوجته لم تكن محجبة وكيف سعت الجماعة للوصول إلى السلطة رغم أنف الشعب، وكيف استغلوا الدين فى جذب الشباب نحو الجماعة، والقيام بأعمال الإرهابية.
الإخوان سعت فى بداية حقبة الرئيس الراحل، لاستغلال ثورة 23 يوليو لصالحها، من أجل أن تحكم مصر، وبدأت تملى شروطها تحت مزاعم قدرتها على حشد الجماهير، ولكن عبد الناصر تصدى لتلك المحاولات وكشف الوجه الحقيقى للإخوان .
أسباب عداء الإخوان لثورة 23 يوليو دائمًا ما تسعى جماعة الإخوان لتشويه ثورة 23 يوليو، ولم لا والثورة هى من كشفت حقيقة التنظيم ومحاولته سرقتها، وبعدها محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفشلت تلك المحاولة ما أدى إلى القبض على قياداتهم وإعدام بعضهم، لذا خطط الإخوان لمظلومية تنقذهم من فشلهم، مظلومية قائمة على تأليف روايات السجون والتعذيب وأكاذيب عن قادة الضباط الأحرار وحياتهم ووصف 23 يوليو بأنه انقلاب عسكرى وليس ثورة شارك فيها الشعب المصرى، ولم تتوقف الآلة الإعلامية الإخوانية عن محاولات التشويه منذ الخمسينات وحتى الآن.
وعند سؤال المهندس عبدالحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل عن أسباب تشويه الإخوان لتلك الثورة، قال إن ما فعلوه فى ثورة 25 يناير يرد على هذه الادعاءات، وتلك الجماعة تحاول أن تركب الحدث، وإبان ثورة 23 يوليو 1952 لم يخرجوا ورفضوا أن يمثلوا أى جزء من الثورة، ولم يعلنوا أى شىء بخصوص الثورة إلا بعد خروج الملك وليس بعد نجاح الثورة، وحاولوا إعلان وصايتهم على الثورة.
وأضاف عبدالحكيم عبد الناصر: «هم أعادوا تكرار تاريخهم الأسود وعملوا كلاكيت ثانى مرة لنفس الموضوع، لما حاولوا يركبوا ثورة 25 يناير على أكتاف الشباب ووصلوا للحكم، الشعب المصرى لم يتحملهم، ومصر كلها نزلت فى الشوارع تطالب الجماعة بالرحيل وثارت على هذا النظام الفاشل الذى يتاجر بالدين، وكل هذا أكبر دليل على أن حديثهم لا يستحق أن يناقشه أحد».
فى هذا السياق، أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن جماعة الإخوان تكره ثورة 23 يوليو لعدة أسباب، أولها لأن الإخوان ظنوا أنهم شركاء فى الحكم لمصر مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحاولوا فرض نفوذهم وشروطهم على عبد الناصر والضباط الأحرار، وفشلوا فرتبوا لعمليات تصفية، وكانت المنشية تاريخا فاصلا فى العلاقة مع الجماعة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن جمال عبد الناصر والضباط تعاملوا مع الإخوان على أنهم شر، وأنهم يريدون الانفراد بحكم مصر، وهو ما تيقن له مبكرا، وتمت المواجهات فى مجالات متعددة، وكانت المواجهة فى إعدام سيد قطب، وعبد القادر عودة.
وتابع الدكتور طارق فهمى: الإخوان يكرهون ثورة يوليو، لأنها أزاحت نفوذهم ومشروعهم للانفراد بحكم مصر، ونجح ناصر فى تحديد وتهميش خطرهم، لهذا يكرهون الثورة والجيش وبنوا المظلومية الأولى فى مواجهة النظام والحكم والشعب.
الإخوان يزرعون فى أبنائهم كراهية عبد الناصر، لكن يحرص المصريون دائما على زيارة ضريح جمال عبد الناصر رمز الثورة، بينما تقوم الإخوان بعمل آخر، إذ تشوه الرئيس الراحل الذى يعشق الكثير من المصريين تاريخه، الأمر الذى يثير تساؤلا لماذا يكره الإخوان جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو؟ فى السطور التالية إجابة على السؤال السابق من قبل متخصصين وقيادات سابقة بالتنظيم.
لخص مختار نوح القيادى السابق بجماعة الإخوان أسباب بغض وكره جماعة الإخوان لثورة 23 يوليو، لمنعهم من قبل جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة من السطو على السلطة وصبغ الدولة المصرية بالصبغة الدينية.
وقال «نوح» فى تصريحات لـ«انفراد»: بعد ثورة 23 يوليو شرطت جماعة الإخوان على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الحصول على نصف الوزارة إلا أنه رفض ذلك، وهذا الأمر أحدث أزمة كبرى داخل الإخوان وانشقاقات داخل التنظيم.
وتابع: الإخوان يكرهون ثورة يوليو، بنفس كرههم لثورة يونيو، وسبب الكره واحد، ألا وهو إبعادهم عن السلطة والاستيلاء على الحكم» مضيفًا: الإخوان اعتبروا مشاركتهم فى ثورة يوليو كفيلة بأنهم يستحوذون على السلطة المصرية لكن جمال عبد الناصر رفض ذلك.
وعن كيفية تعامل الإخوان مع ذكرى ثورة يوليو، قال «نوح»: أنا كنت مخالفا للإخوان فى هذا الأمر، لأنى كنت اشتراكيا، ولذلك لم أذم فى عبد الناصر، لكن تنظيم الإخوان يربى أشبالا على كره ثورة 23 يوليو وبغض عبد الناصر ويصفون هذه الثورة بألفاظ معادية كما يفعلون مع ثورة يونيو.
فيما وصف إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، ثورتى 23 يوليو و30 يونيو بالثورتين اللتين يعتبرهما الإخوان أعداء لتنظيمهم الإرهابى.
وقال «ربيع»: من المعلوم من واقع الوثائق والتاريخ والمواقف والأحداث المتتالية خلال الـ90 عاما الماضية أن تنظيم الإخوان تم تأسيسه برعاية مخابراتية إنجليزية ليقوم بالوكالة عن الاستعمار الغربى فى تفكيك الهوية الوطنية وتجهيز الوعى الجمعى لقبول التبعية والتخلف لتظل إسرائيل هى القوة الإقليمية الوحيدة فى الإقليم، ومن هنا كان موقفهم الرافض من أى حراك وطنى يعيد بناء الهوية الوطنية ويعيد ترميم الوعى الوطنى والضمير الجمعى للشعوب.
وأضاف أن موقف الكراهية والتضليل لتنظيم الإخوان من ثورة يوليو 1952 جزء من موقفهم العدوانى من أى جيش وطنى فى أى دولة، وموقف الكراهية والتضليل لتنظيم الإخوان من ثورة يوليو 1952 جزء من تكليفهم بتكريس التبعية ومقاومة ثقافة الاستقلال الوطنى، وموقف الكراهية والتضليل لتنظيم الإخوان من ثورة يوليو 1952 جزء من تكليفهم بمهمة تزييف الوعى وإهدار الطاقات الوطنية، ليظل الوطن يدور فى حلقة مفرغة من العوز والتخلف والتبعية والدوران فى فلك القوى الاستعمارية.
وتابع أن ثورة 23 يوليو تمثل لتنظيم قطعان الإخوان الضالة عدوا تاريخيا ودرسا لم يستوعبوه وجولة خسروها كعادتهم، لأنهم يجهلون المكون الحضارى للشعب المصرى ولا يدركون العقيدة القتالية للجيش المصرى التى هى حماية الوطن ومقدراته وأولى درجات الحماية استقلال القرار الوطنى والتحرر من التبعية الاستعمارية وثانيها حماية الشعب من العدوان على هويته.
وتابع أن تنظيم الإخوان عقيدته الكذب ووسيلته المتاجرة فهم يلخصون التاريخ فى آخر صيحة، وجدانهم اللحظة وعقلهم الإشاعة لا يُبقيهم إلا سيل متجدد من الأكاذيب، وينسون الهزائم الكبرى ويسحبون قطعانهم وهم مخدرون بالشعارات الجوفاء وأوهام السراب.