الموت فى "الأسانسير".. وفاة مأساوية لطفل بالمنصورة.. والدته تكشف تفاصيل مصرع ابنها أمام عينيها.. وتؤكد: شوفت ابني بيموت قدامي وغرقان في دمه.. الإهمال والجشع السبب وانتظر القصاص العادل

بعد مرور عدة أيام على وفاة الطفل محمد الحلواني صاحب الـ11 عام، والذي لقى مصرعه داخل أسانسير العقار الذي يقطنه أثناء صعوده شقته بمدينة المنصورة بالدقهلية، التقى انفراد، بأسرة الطفل التي كانت شاهدة على لحظات حياته الأخيرة قبل أن يفارقهم. وقالت رشا حافظ والدة الطفل: ليلة الحادث قال لى "محمد"، نفسي في ساندوتش كفتة، فأعطيته نقودا لشرائه من أحد المطاعم بصحبة أخيه الأكبر، وبعد مرور 15 دقيقة من ذهاب ابنيها سمعت صوت ضجيج وتهشيم لمدة دقيقة ونصف، فخرجت مسرعة من شقتها وسألت الجيران عن مصدر الصوت، حتى رأيت من نافذة أمامى كابينة الأسانسير أثناء حركتها ذهابا وإيابا لعدم وجود باب أمان به، ابنى محمد معلقا مقلوب الرأس والدماء تكسوه من كل اتجاه وملابسه مشقوقه. وأضافت الأم، وهي في حالة ذهول وصدمة من بشاعة المنظر، أنها صعدت مسرعة للطابق السابع، لتنقذ ابنها، ولكنها وجدت كابينة الأسانسير مضيئة والباب مغلقا، فعادت مسرعة للطابق الأدنى وهي تصرخ وتبكي مستغيثة بجيرانها، فلم تجد ابنها محمد ولم تجد الأسانسير. وأشارت إلى أنها ظلت تتنقل بين الأدوار ذهابا وإيابا، محاولة فتح باب الأسانسير ولكن دون جدوى، حتى استطاعوا فتحه من الطابق الأرضي، ليجدوا كل ما بداخله حذاء ابنها والطعام الذي ذهب لشرائه وهو يكسوه الدماء، فوقعت مغمى عليها. وقالت إنها لم تفق حتى عاد ابنها الأكبر "عمر"، يسألها عما حدث، فأخبرته أنها رأت أخيه معلقا تكسوه الدماء داخل الأسانسير، ولا يزالوا يبحثون عنه حتى الآن، مضيفة أنهم ظلوا يبحثون عنه حتى وجدوه في بئر المصعد غارقا في دمائه وجسده مهشم تماما، وكان آخر ما سمعته لحظتها، جيرانها وهم يقولون لها "يعوض عليكي ربنا". وأشارت الأم إلى أن ما حدث لابنها كان نتيجة الإهمال والتسيب وجشع البشر، مطالبة بالقصاص ورجوع حق ابنها الذي مات غدرا. وقال عمر الحلوانى، شقيق المتوفي لـ"انفراد"، إن أخيه خرج معه ليلة أمس لشراء الطعام، ومن ثم عاد للمنزل بمفرده، ليتلقى اتصال هاتفي بعد مرور 15 دقيقة تقريبا من فراقه لأخيه، تقول فيه والدته "الحق بسرعة أخوك وقع تحت الأسانسير". وأضاف أنه عند سماعه الخبر عاد مسرعا للمنزل لإنقاذ أخيه، ليجد المصعد متوقف بالدور الأرضى، ووالدته تصرخ ومعها حارس العقار وجاره لهم، مشيرا إلى أنه كان فى حالة صدمة وذهول من الموقف، فيأمل فى إنقاذ اخيه، ولكنه لا يدرى أين هو، والمصعد متوقف أمامه. وقال، إن القرار كان صعب، فيريد إنقاذ أخيه، وفى نفس الوقت لا يعلم إن كان هو فى أعلى أم أسفل الأسانسير، مضيفا أنه خاف أن يسحب الأسانسير لأعلى فيكون أخيه أعلاه ويتأذى أو العكس. وأشار إلى أنهم قاموا بفتح باب الأسانسير من الأعلى ولكنهم لم يجدوه، فرفعوا الأسانسير للأدوار العليا، للبحث عنه في بئر المصعد، فوجدوه مهشما، وكان قد لفظ أنفاسه الأخيرة. وقال إنه قام بحمل أخيه لتحتضنه والدته للمرة الأخيرة وسط بكائها وصراخها وانهيارها، مضيفا أنهم استغاثوا على الفور بالإسعاف والنجدة. وأشار إلى أن والدته كانت قد رأت شقيقه قبل وفاته من شباك الغرفة، وهو متشبث بالأسانسير، ويصرخ محاولا الاستنجاد بها، ولكنها لم تستطع اللحاق به، مما أدى إلى سقوطه، لافتًا إلى أن عند وصول سيارة الإسعاف قام مسعفوها بالكشف على أخيه وحالته، فلم يجدوا أي علامة للحياة تظهر عليه، وأخبروهم بأنه قد فارق الحياة، مضيفا أنهم رفضوا استلام الجثمان حتى تصل النجدة، والمباحث لمعاينة مكان الحادث، والقيام بتحرياتهم حول الواقعة. وأوضح إنه قام بالإبلاغ عن الحادث، وأدلى هو وحارس العقار بأقوالهما، بالإضافة إلى شاهد عيان على الواقعة بقسم الشرطة، مشيرا إلى أنه وجه اتهامه في المحضر لصاحب العقار وشركة صيانة الأسانسير. وأشار إلى أنه كان قد اتصل بصاحب العقار بعد وفاة أخيه ليخبره أن الأسانسير سقط بأخيه، فرد عليه قائلا: "هو مات ليه؟". وقال، إنهم سكان جدد بذلك العقار، ولم يكملوا شهرا على قدومهم للعيش فيه، ليكون شاهدا على توديعهم لابنهم محمد الذي لم يتجاوز الـ11عام. وأشار إلى أنهم اكتشفوا بعد وقوع الحادث أن المبنى كان شاهدا على عدد من الوقائع التي تثبت وجود إهمال، مضيفا أنهم اشتكوا والسكان القدامى مرارا وتكرارا من إهمال صيانة المصعد وعدم وجود باب أمان به، فضلا عن اهتزازه وأرجحته وتعطله أكثر من مرة وهم بداخله، ولكن دون جدوى. وطالب عمر بسرعة التحقيق في الحادث، ومعاقبة كل من أهمل وتسبب في وفاة أخيه، وأذى بإهماله جميع السكان بالعقار. مضيفا أن هذا الإهمال أودى بحياة بشر. أما حارس العقار فقال، إنه وقت وقوع الحادث كان يتواجد بغرفته بالمبنى، وفجأة سمع صوت صراخ واستغاثة أم تقول "ابني وقع من الأسانسير"، مضيفا أن جميع سكان المبنى كانوا يتدافعون لمحاولة إنقاذ الطفل بعد أن سقط به المصعد، وأضاف أنهم حاولوا البحث عن موقع سقوط الطفل، وقاموا برفع المصعد للأعلى ليجدوا الطفل قد فارق الحياة في بئر المصعد. وقالت إحدى السيدات التى تسكن بالعقار، إنها سمعت صرخة الطفل، وهو يستغيث، فخرجت من شقتها مسرعة في محاولة الكشف عن مصدر الصوت، فوجدت الأسانسير في الدور الأرضي، والطفل ليس له أثر، فقامت هى وأسرته بالبحث عنه في جميع أدوار المبنى، حتى وجدوه فى بئر المصعد فى حالة يرثى له، بعدما قاموا برفع المصعد للأعلى. وأشارت إلى أن ما حدث يعد إهمال وتقصير شديد في حق ساكني المبنى، مضيفة أنهم يعانون من عدم صيانة الأسانسير بالعقار، حيث شهد العقار عدد من الحوادث المماثلة والتي كانت ستثمر عن مصرع طفل آخر. جدير بالذكر أن مدير أمن الدقهلية كان قد تلقى إخطارا من مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ من أهالى منطقة المجزر إلى قسم ثان المنصورة، بتعلق طفل داخل الأسانسير بمنطقة المجزر دائرة القسم. وعلى الفور انتقل ضباط مباحث القسم إلى مكان البلاغ، وتم الدفع بقوات الحماية المدنية، وبالفحص تبين أنه أثناء استقلال طفل 11عاما لأسانسير البرج المكون من تسعة طوابق، حيث سقط الطفل بين كابينة الأسانسير والحائط أثناء الصعود إلى أعلى، مما أدى إلى وفاة الطفل، وتمكن ضباط الحماية المدنية من استخراج الجثمان، وتم نقله إلى مستشفى المنصورة الدولي، وتحرير محضر بالواقعة، وجارى العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;