واقعة مأساوية جرت أحداثها بأحد مستشفيات مدينة نبروه، بمحافظة الدقهلية قبل أشهر قليلة، راحت ضحيتها أزهار مصباح البسيونى، أثناء خضوعها لعملية ولادة قيصرية، عرضتها لنزيف حاد بعد قطع شريانين لها، أودى بحياتها قبل أن تفرح بابنتها الرضيعة "مكة".
زوجتي رحلت تاركة ستة أبناء كسرت فرحتهم قبل أوانها.. هكذا بدأ طارق المتولي زوج الفقيدة، حديثه مع انفراد، فيقول إن زوجته كانت حامل فى ابنتها السادسة وظلت تتابع حملها مع أحد أطباء النساء والتوليد بمدينة نبروه، حتى جاء موعد ولادتها الذى لفظت فيه أنفاسها الأخيرة.
ووفقا لرواية الزوج، قال إن زوجته توفت بعد أن أجرت عمليتين، عملية ولادة قيصرية أنجبت فيها ابنتهم "مكة"، وقطع لها شريان فيها وظلت حالتها تتدهور دون متابعة وإشراف طبيب العملية، مضيفا أن عدد من الممرضات كانوا يتناوبون على زوجته لخطورة حالتها دون استجابة طبيب العملية، مضيفا أن بعد مرور ثلاث ساعات عاد طبيب العملية وأجرى لها عملية ثانية بغرض إنقاذها ولكنه قطع لها شريان آخر فارقت زوجته بعدها الحياة بعد أن غطت دمائها غرفة العمليات.
وقال طارق، إن زوجته دخلت لغرفة العمليات الساعة الخامسة عصرا ثم خرجت منها بعد نصف ساعة وكانت قد أنجبت ابنتهم "مكة" التي حباها الله الصحة والعافية، مضيفا أن حالة زوجته بعد إجراء العملية بدأت تسوء مع الوقت، حيث انخفض ضغط الدم لديها وسارعت الممرضة بنداء الطبيب الذى أجرى لها العملية قائلة له "الحالة اللى فوق حالتها خطرة"، مضيفا أن الطبيب في ذلك الوقت كان يجرى عملية ولادة أخرى.
وأضاف أن الطبيب أرسل ممرضة لفحص زوجته وقياس ضغطها لتجده يتناقص بشكل يقلق، ومع تزايد عدد الممرضات مع مرور الوقت، بدأ وأسرتها يشعرون أن بخطورة الوضع.
وأشار إلى أن الممرضة قامت بإحضار إحدى طبيبات المستشفى لفحص زوجته التي شعرت بدورها أن حالة الزوجة غير مستقرة، فقامت بنداء الطبيب الذي أجرى لها العملية ولكنه لم يستجب وقام بإرسال طبيب آخر، والذي وجد أيضا أن حالة المريضة غير مستقرة، مضيفا أن ذلك الطبيب قام بإرساله لشراء حقنة من الصيدلية، وعند وصوله قال له الصيدلي "معقولة زوجتك عندها حساسية للدرجة دى؟!"، مشيرا إلى أنه لم يفهم أو يدرك الوضع الصحي لزوجته فى تلك اللحظة وكل ما فعله هو شراء الحقنة وإعطائها للطبيب سريعا، ولكن عند وصوله للغرفة التي تتواجد بها زوجته، رأى القلق يملأ عينا الطبيب.
وقال إنه بعد مرور أكثر من ساعة، خرج لهم الطبيب وقال لهم إن هناك سيولة بسيطة بالدم عند المريضة تستوجب إجراء عملية أخرى، دون أن يخبرهم بأن المريضة تعاني من نزيف حاد، مضيفا أنه بدأ يطلب منهم توفير أكياس دم، من حين لآخر حتى وصل عدد أكياس الدم التي وفرتها أسرة الفقيدة إلى 9 أكياس، مشيرا إلى أن الممرضات شعرن بخطورة الموقف، وقمن بدورهن بالتبرع بالدم لإنقاذ زوجته.
"فجأة انهرت بالبكاء ومكنتش اعرف إنها لحظة طلوع الروح".. هكذا عبر الزوج عن لحظات انتظاره الطويلة أمام غرفة العمليات والقلق يملأ قلبه وكل شيء مبهم لديه، فيقول إنه لم يفهم شيئا وقتها ولكن المشهد لم يكن يبشر بالخير.
"خذ بالك من العيال هم في رقبتك".. كانت هذه هي الكلمات الأخيرة التي تلفظت بها الفقيدة قبل دخولها لغرفة العمليات، فأوضح الزوج أنها كانت توصي كل من حولها على أبنائها بما فيهم طبيب العملية.
"ساعتان وزوجتي متوفية وغرفة العمليات تكسوها الدماء".. قال الزوج إنهم بعد أن شعروا أن أمر خطير قد حدث، قاموا بفتح غرفة العمليات ووجدوا حينها فقيدتهم قد فارقت الحياة والممرضات والأطباء يلتفون حولها مكتوفي الأيدي، والغرفة مليئة بالدماء.
وقال الزوج إنهم قاموا فى الحال بإثبات حالة وأبلغوا قسم الشرطة وحرروا محضرا وتم القبض على الطبيب وقتها ثم أخلى سبيله في اليوم التالى.
وقال إنه علم بعد وفاة زوجته من إحدى الممرضات بالمستشفى إن طبيب العملية اتصل بأحد الأطباء ليستغيث به، قائلا له: "الحقني يا دكتور أنا قطعت عرق في العملية الأولى وقطعت عرق تانى فى العملية التانية"، مشيرا إلى أن الطبيب الآخر قال له عند حضوره، "انت بتتصل بيا بعد ما خلصت".
وأشار الزوج إلى أن زوجته توفيت نتيجة نزيف حاد تعرضت له أثناء الولادة، بعد أن قطع لها شريانين أثناء إجرائها لعمليتين بالمستشفى.
وقال الزوج، إنه حرر محضرا بالواقعة، فى مركز شرطة نبروه ومن ثم أجرت النيابة تحقيقاتها فى القضية واستجوبت طبيب العملية، وأخلت سبيله بعدها مباشرة، مشيرا إلى أن التحقيقات توقفت من تلك اللحظة حتى الآن بعد مرور أربعة أشهر على الحادث.