لن تحتاج أن تدقق النظر كثيرًا داخل المحل لتعرف ما يحتويه ومدى قدم ما بداخله، فعلى جوانبه سيجد هواة سماع السيرة الهلالية والفن الشعبى والأغانى القديمة ما يبحثون عنه ليطرب مسامعهم رغم انتشار الوسائل السماعية الحديثة، التى جعلت من شرائط الكاسيت وسيلة فى الماضى قاربت على الاندثار، ورغم التراجع على الشراء إلا أن هناك من يهوى اقتناء تلك الشرائط كنوع من الحفاظ على روائح الماضى.
فمن السيرة الهلالية إلى الأغانى الشعبية والكوكتيل، ستجد ما تبحث عنه داخل المحل الصغير بمدينة دشنا فى قنا والذى يعتبر من أقدم محلات الكاسيت فى الصعيد الذى ما زال محتفظًا بتواجد الشرائط داخله وله زبائنه الخاصة، وكمواكبة للتطور قرر صاحب المحل أن ينسخ تلك الأغانى من الشرائط على أسطوانات وفلاشات ذاكرة للراغبين فى ذلك، ليظل محافظًا على أعمال الماضى التى يتذكرها جيدًا وكانت رائجة منذ سنوات قليلة.
وقال مصطفى عدلى، صاحب المحل، إن تاريخ شرائط الكاسيت بدأ بتجارته فى المحل منذ أكثر من 70 عامًا، وهو عمر الوالد ونشأنا على محل الكاسيت، وما زالت الشرائط متواجدة فى ذلك التوقيت ويتداولها بعض الأشخاص رغم تراجع مبيعاتها، وما جعل الشرائط متواجدة رغم انتشار الوسائل الحديثة، هو تسجيل الحفلات على شرائط الكاسيت التى لا تتواجد على الكمبيوتر أو الذاكرة الحديثة، وهناك شريحة من الأشخاص تهوى اقتناء تلك الشرائط.
وأوضح مصطفى عدلى، أن حفلات السيرة الهلالية ولاسيما جابر أبو حسين، كانت تقبل عليها الزبائن لسماعها، وكان صاحب الفرح قديمًا يستضيف الشاعر جابر أبو حسين لقص قصة من السيرة الهلالية، وهذه القصص كانت من الممكن أن تسجل على 5 شرائط، ويبحث فى وقتنا هذا العديد من الأشخاص على هذه الشرائط التى تسجل السيرة الهلالية، وكان سعر الشريط 3 جنيهات.
وأشار عدلى، إلى أن أشهر المادحين المتواجد لهم شرائط فى المحل مثل شوقى القناوى وجمال الأسناوى وسيد الأسناوى، مضيفًا أن من استخدامات شرائط الكاسيت فى الوقت الحالى أن المزارعين يستخدموه فى تخويف العصافير والطيور حتى لا تتغذى على الأقماح وهو شيء يدعو إلى الحزن ويبين ما وصل إليه حال شريط الكاسيت.
ولفت مصطفى عدلى، إلى أن شريط الكاسيت سيظل متواجدا وذلك لهواية الأشخاص فى شرائه ولن يندثر ودليلًا على ذلك رغم ظهور كارت الميمورى والفلاشة إلا أن الكاسيت متواجد ومن الصعب أن ينهار بشكل كامل مثل شريط الفيديو.