شهدت مستشفى النجيلة، في محافظة مطروح، واقعة غريبة لتبديل جثتين لسيدتين، من محافظتي مطروح والإسماعيلية، توفيتا داخل عزل المستشفى الخاص بمصابي كورونا، وكانت إحداهما للسيدة العجوز " أم رضا " أشهر بائعة صحف في مطروح، والتي تم تسليم جثمانها بالخطأ لذوي متوفاة أخرى من محافظة الإسماعيلية، ونقلها ودفنها هناك، دون التعرف عليها، ولم يكتشف الأمر إلا بعد إبلاغهم تلفونيا من إدارة المستشفى، عقب دفنها.
واكتشف نجل " أم رضا" هذا الخطأ، عندما كشف الكفن عن وجه أمه قبل دفنها عقب استلام الجثمان من مستشفى النجيلة، حيث فوجئ بأن الجثمان ليس لوالدته، وسادت حالة من الاستياء والغضب بين أهالي المتوفاة خاصة، وأهالي مطروح عامة، وتصاعدت الأمور خاصة مع تكشف حقائق أخرى، من بينها أن جثمان أم رضا، تم نقله لمحافظة الإسماعيلية ودفنه هناك، وتدخلت الأجهزة الأمنية والتنفيذية بمطروح ونسقت مع نظيرتها الإسماعيلية، لتيسير عملية إعادة استبدال الجثامين.
ووجه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، للجنة من إدارة التفتيش بالمحافظة، بالتوجه فورا لمستشفى النجيلة والتحقيق في موضوع استبدال الجثامين، وتحديد كل المتسببين، بدءا من المسئول عن ثلاجة حفظ الموتى مرورا بالمشرف ومكافحة العدوى والأمن.
وأشار البيان الصادر عن المحافظة، إلى أنه تم على الفور الدفع بلجنة برئاسة مدير التفتيش إلى مستشفى النجيلة للوقوف على أسباب واقعة توجيه جثة سيدة بمطروح متوفاة بمستشفى النجيلة إلى محافظة الإسماعلية، والتحقيق مع جميع المسئولين عن الواقعة، وسرعة عرض تفاصيل ونتائج التقرير على المحافظ، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه أي تقصير أو مخالفة.
من جانبه أكد الدكتور محمد علي مدير مديرية الصحة بمطروح، لم أنه تم إحالة مدير مستشفى النجيلة ومعاونه وعامل ثلاجة حفظ الموتى والمختصين بالمستشفى للتحقيق، وأنه جارِ إعادة جثة أم رضا من الإسماعيلية ونقل الجثة الأخرى بدلا منها، بعد التنسيق بين مسئولي الأجهزة بمحافظتي الإسماعيلية ومطروح.
وأجري تليفزيون انفراد، بثا مباشرا، مع نجل السيدة التي توفيت بمستشفى النجيلة في مطروح، وتم تبديل جثمانها بالخطأ ونقله لمحافظة الإسماعيلية، بدلا من جثمان سيدة أخرى، وكشف نجلها خلال الحوار تفاصيل الواقعة.
وقال رضا محمد نجل السيدة شلبية، أشهر بائعة صحف في مطروح والبالغة 89 سنة، أنها توفيت في مستشفى النجيلة و تم تسليم جثمانها بالخطأ لذوي متوفاة أخرى من محافظة الإسماعيلية، ونقلها ودفنها هناك.
وأضاف بأنه عندما كشف الكفن عن وجه أمه قبل عند استلام الجثمان من مستشفى النجيلة، فوجئ بأنها ليست والدته، وبدأت تتكشف حقائق أخرى، من بينها أن جثمان أم رضا، تم نقله لمحافظة الإسماعيلية ودفنه هناك.
وكشف أن إدارة المستشفى، تواصلت مع ذوي الجثمان الأخر، وإخبارهم بالخطأ وأنهم تسلموا جثمان سيدة من مطروح وأن جثمان قريبتهم موجود بالمستشفى، وسيتم نقله إليهم بسيارة إسعاف، ومطالبتهم باستخراج جثمان " أم رضا " وإرساله في سيارة الإسعاف التي نقلته، وأنه تم تكليف سائق الإسعاف بالعودة إلى الإسماعيلية لإحضار الجثمان والعودة به إلى مطروح، وهو ما رفضه في البداية أهالي متوفاة الإسماعيلية، قبل تدخل الأجهزة المعنية هناك، عقب تنسيق المسئولين بمطروح معهم، حيث تم إعادة الجثتين وتسليمهما لذويهم في المحافظتين.
وأوضح نجل السيدة المتوفاة، أن والدته دخلت المستشفى العام يوم الخميس الماضي، بعد شعورها بإعياء شديد، وتم تشخيص حالتها "اشتباه كورونا" وتم تحويلها إلى عزل كورونا بمستشفى النجيلة، وتوفيت هناك وذهب ابنها واستلم جثمانها لدفنه، فنصحه أحد أصدقائه بكشف الكفن عن وجهها، للتعرف عليها، قبل دفنها، وكانت المفاجأة بأن الجثة لسيدة أخرى، فعرضوا عليه جثة أخرى للتعرف عليها، وبكشف وجه الجثة الموجودة بثلاجة الموتى تبين أنها ليست جثة أم رضا، ليكتشف الجميع بأن جثتها استبدلت ونقلت إلى الإسماعيلة بدلا من إحدى الجثتين بالمستشفى.