"القضاء أنصفنا".. بهذه الجملة عبرت أسرة الطفلة "ريماس"، التى قتلت على يد شاب استدرجها وحاول الاعتداء عليها فى أحد المنازل خلف منطقة الإسعاف بدكرنس محافظة الدقهلية، عن سعادتها بعد النطق بحكم الإعدام على المتهم.
وأكد والد الطفلة، أنه سعيد بحكم المحكمة ورجوع حق ابنته، خاصة أن القضية لم تتداول كثيراً فى المحكمة وصدر الحكم فى ثانى جلسات المحاكمة، وقال "دولقتى أقدر استقبل عزاء ابنتى".
وأشار جد الطفلة، إلى أنه شاهد عيان على الواقعة بعد حدوثها، حث شاهد المتهم أثناء خروجه من مكان الحادث وعندما سأله عن مكان البنت أنكر معرفته، وأضاف: حاول الأهالى الفتك بالمتهم إلا أنى أنقذته من الموت بسبب معرفة تفاصيل الجريمة وأسباب ارتكابه الحادث ثم سلمه للعدالة للقصاص منه، وعلق قائلا: "أقول له ربنا ينتقم منك ولو اتعدمت 70 مرة مش كفاية عليك".
وصدر حكم محكمة جنايات المنصورة الدائرة الأولى، بإحالة أوراق المتهم بقتل الطفلة ريماس إلى فضيلة مفتى الجمهورية، وتحديد جلسة النطق بالحكم، برئاسة المستشار بهلول عبد الدايم رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشار محمد أحمد البهنساوى، والمستشار شريف مصطفى زاهر، والمستشار محمد أمل محمد، المستشارين بمحكمة استئناف المنصورة، وأمانة سر كل من: طه شعبان عاشور، ومحمد مصطفى رمزى.
يذكر أن المستشار حسام معجوز المحامى العام الأول لنياباتى شمال الدقهلية الكلية، أمر بإحالة أوراق قضية قتل الطفلة ريماس إلى محكمة الجنايات بالمنصورة، بعد الانتهاء من تقرير الطب الشرعى واستكمال أوراق التحقيقات فى القضية.
وكان اللواء رأفت عبد الباعث، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من اللواء مصطفى كمال، مدير مباحث الدقهلية، بورود بلاغ لمأمور مركز شرطة دكرنس، يفيد بالعثور على جثة طفلة، فى إحدى المنازل خلف منطقة الإسعاف بدكرنس، وتجمع الأهالى حول المنزل الذى عثروا فيه على الطفلة فى محاولة للفتك بالمتهم.
وعلى الفور انتقل مدير المباحث، وعدد من ضباط البحث الجنائى إلى مكان الواقعة، وباقتحام منزل المتهم تبين وجود جثة طفلة تدعى، ريماس م ج 8 سنوات، والدها سائق توك توك، وبمناظرة الجثة تبين وجود ثلاث طعنات بجسد الطفلة، وذلك اثناء وجودها بمنزل، حداد، وبالقبض على المتهم تبين وجود دماء على ملابسة وعلى سكينة مطبخ، وداخل منزله وكشفت التحريات بأنه يعيش بمفرده داخل الشقة المستأجرة وتجمهر المئات من أهالى مدينة دكرنس حول المنزل فى محاولة للفتك بالمتهم.
وكشفت التحقيقات بقيام المتهم باستدراج الطفلة ريماس من أمام مخبز بالقرية إلى شقته، وحاول الاعتداء عليها ولكن أطلقت الطفلة صرخاتها، فخاف المتهم من افتضاح أمره فقام بطعنها عدة طعنات، ثم ألقاها على سلم المنزل المقيم فيه.
كما أشار أحد الأطفال الموجودين بالشارع لأسرة ريماس إلى قيام المتهم باصطحابها والصعود إلى منزله، فتوجهت الأسرة إلى مكان المنزل وعثرت على الطفلة غارقه فى دمائها.
وجاء بالتحقيقات أن المتهم استدرج الطفلة ريماس إلى منزله ببندر دكرنس أثناء شرائها الخبز من أحد المخابز القريبة من منزلها، وحاول التعدى عليها، فأطلقت صرخاتها فانقض عليها بسكين وطعنها عدة طعنات نافذة ولقيت مصرعها فى الحال.
واعترف المتهم 43 سنة حداد، بقتل الطفلة فى تحقيقات النيابة، وقال إنه شاهد المجنى عليها تسير فى الشارع فى تمام الحادية عشر صباحا، فنادى عليها واستدرجها إلى سلم منزله، بعد أن اعتقدت الطفلة أنه كفيف لأنه كان يرتدى نظارة سوداء.
وأضاف المتهم، أنه فور دخوله المنزل حاول لمس أجزاء حساسة من جسدها فاكتشفت أمره وتنبهت لفعلته وقاومته وصرخت، فحاول جذبها مرة أخرى إلا أنها بدأت فى الصراخ بصوت اعلى، فأسكتها بأن استل سكينا، وسدد لها 3 طعنات بأنحاء متفرقة من الجسم حتى غرقت فى دمائها ولطخت الدماء ملابسه، وقام بإخفائها بأعلى السلم والتفكير فى طريقة للتخلص من الجثة إلا أن أسرة الطفلة اكتشفت مكانها خلال البحث عنها قبل أن يخفى الجثة.
وأكدت طفلة أنها شاهدت المتهم يصطحب ريماس ويصعد بها إلى منزله، وهو ما جعل أسرتها تتوجه إلى المكان التى أشارت إليه الطفلة وتم العثور على الجثة.
واعترف المتهم "ع ا "، حداد، والمتهم بقتل الطفلة ريماس محمد عبد الرازق، وقال جمال محمد سلطان، جد الطفلة ريماس بالدقهلية، أنه تلقى اتصالا من ابنته والدة ريماس لتسأله عنها وهل هى معه أم لا؟، مضيفا أن والدتها أخبرته بأنها تأخرت بعد إرسالها لشراء عيش من المخبز المجاور.
وتابع جمال، توجهت على الفور إلى منزله والشقة، وطرقت الباب عليه وفوجئت بأنه يفتح وهو يرتدى الملابس الداخلية، وسألته أين الطفلة التى كانت معك؟، ورد الأخير، لا يوجد أطفال ولا أعلم عمن تتحدثين، وأثناء الحديث معه، نظرت إلى أعلى السلم وجدت جثة ريماس ملقاه وغارقه فى دمائها.
وتابعت والدتها، لم أتمالك نفسى وانهرت فى البكاء، صعد الأهالى الموجودين بالمنطقة إلى الشقة وحاولوا ضربه والتعدى عليه ولكنى منعتهم، واتصلت بالإسعاف، وبعد وصولها أكدت أنها توفت بالفعل، ووصلت قوات الشرطة إلى مكان الحادث.
فيما أشار أحمد، أحد شهود العيان، وصاحب ورشة بجوار منزل المتهم، إلى أن هناك سيارة مرت أكثر من مرة تذيع بأن هناك طفلة متغيبة عمرها 7 سنوات، وبعد حوالى ساعة مرت السيارة مرتين وبعد ربع ساعة سمعنا استغاثة، من منزل المتهم، وصعدنا لنجد الطفلة غارقه فى دمائها.
فيما قال محمود شاهد عيان بالشارع، إن المتهم يعيش بمفرده داخل الشقة وهى إيجار وساكن منذ فترة ويعمل حدادا.
وشيع الآلاف من أهالى مدينة دكرنس جثمان الطفلة ريماس، وأقامت أسرتها العزاء بعد أن سلمت النيابة الجثمان لذويه بعد تقرير الطب الشرعي، عن أسباب الوفاة.