ثروة مصرية فى بحيرة ناصر.. أهم مصادر الأسماك ويعيش من خيرها 25 ألف صياد.. البلطى أشهر الأنواع والفيليه طلب الأفواج السياحية.. محافظ أسوان: نستهدف الوصول بالإنتاج لـ30 ألف طن.. ولا تهاون مع الصيد الجائ

"بحيرة ناصر" تعد من أهم مصادر الأسماك فى مصر، ويعمل فيها آلاف الصيادين ويصطادون مئات الأطنان من الأسماك، وتدار من خلال الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، والتى تتخذ مجموعة من الإجراءات للحفاظ على الثروة السمكية بها. ووصف مجموعة من الصيادين لـ"انفراد" طبيعة العمل فى بحيرة ناصر التى يستمر العمل فيها على مدار السنة باستثناء شهرين منها وهما "رمضان وشوال"، وفيهما يسافر الصيادون إلى محافظاتهم الأصلية ليقضون الصيام وإجازة العيد فيها. وقال بيومى محمود، من صيادى بحيرة ناصر: صيادو البحيرة هنا بالآلاف يعيشون على ضفاف بحيرة ناصر خلف السد العالى، والبحيرة واسعة ومساحتها كبيرة تمتد من أسوان حتى الحدود السودانية جنوباً بطول 350 كيلو متر تقريباً، وهو ما يتيح للصيادين ممارسة عملية الصيد على أوسع نطاق، وعلق قائلاً: "الحمد لله الخير كثير والسمك كثير". واشتكى بيومى، من وجود بعض الصيادين الذين يمارسون مهنة الصيد فى البحيرة بدون الحصول على رخص صيد، وهو من ضمن الإجراءات التى تنظمها الهيئة المسئولة عن إدارة البحيرة، ويطالبهم بضرورة التفتيش على هؤلاء المخالفين والذين يهربون بأسماكهم عبر الطرق غير الشرعية لبيع السمك فى الأسواق. وأوضح محمود بركات، من صيادى البحيرة، أن الصياد مقيم فى بحيرة ناصر ومنهم من يأتى بأسرته لتعيش معه فى القرى على ضفاف بحيرة ناصر مثل جرف حسين وقرى العون الغذائى، ويبدأ يوم الصياد من بعد صلاة الفجر مباشرة بإعداد مهام الصيد، حيث يستقل مركب الصيد برفقة مجموعة من الصيادين، ويأخذون بهذه المركب عمقاً فى البحيرة من الداخل، وقد يقضى الصياد 3 أيام فى أخوار البحيرة ويعود بالسمك. وأشار بركات، إلى أن السمك البلطى يمثل أكثر من ثلثى إنتاج بحيرة ناصر سواء الكبير أو الصغير، والباقى أسماك تسمى مشكلات مثل سمك الثاموث والبياض والقراميط وغيرها، ويحفظ جيداً عن طريق ألواح الثلج ليغرق السوق المحلى فى أسوان والكميات الأخرى تسافر إلى الأسواق خارج أسوان، وتستغرق رحلة الوصول من بحيرة ناصر حتى الأسواق فى أسوان من 4 إلى 5 ساعات، ويتم حفظ الأسماك فى المحلات عن طريق ألواح الثلج من مصانعها ثم تكسيرها بالكسارة داخل المحلات. وأضاف على حمام، أحد تجار السمك بأسوان، أنه يعمل فى أسماك بحيرة ناصر، حيث يتسلم الأسماك من البحيرة طازجة يوماً بيوم وتباع أسماك بحيرة ناصر مغسولة وجاهزة للمشترين، والتى تشتهر بأنواع البلطى المعروفة بأنواعه وأحجامه المختلفة والثاموث، أو قشر البياض وغيرها من أسماك البحيرة، كما يوجد السمك الفيلية ويباع على حسب الوزن ونوع الأسماك، ويبدأ سعر كيلو سمك البلطى من 20جنيها للكيلو جرام و25جنيها و35جنيها للكيلو حسب كبر حجم سمكة البلطى. وتابع "حمام"، أنه يتم تنظيف الأسماك على درجة طازجة عالية حتى يمكن للمستهلك أن يحتفظ بها مجمدة لفترة طويلة كما يقومون بعمل تصنيع للسمك البلطى الكبير لعمل فيليهات أسماك البلطى، مشيراً إلى أن أفواج السياحة التى تزور أسوان تحرص على شراء فيليهات أسماك بحيرة ناصر سواء فيلية البلطى أو فيلية البياض أو فيلية الثاموث، كما تصل أسماك بحيرة ناصر لسوق العبور وهى بورصة مصر للأسماك ومن خلال سوق العبور يتم وصول الأسماك لمحافظات وجه بحرى، ويمكن معرفته بسهولته، وينصح بتناوله مشوى أو فى الفرن لأن الزيت المهدرج يزود من نسبة الكوليسترول. فى المقابل، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه خلال اجتماعه الأخير باللجنة العليا لتنمية الثروة السمكية ببحيرة ناصر قرر اتخاذ مجموعة من الإجراءات من شأنها تنمية الثروة السمكية فى بحيرة ناصر، وأبرز هذه القرارات تطبيق الغلق الكامل للبحيرة بداية من أول مارس 2022 ولمدة شهر ونصف بما يحقق العائد الإقتصادى المرجو بزيادة الإنتاج من الأسماك الأورجنيك عالية الجودة تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن تطوير وتنمية البحيرات. وصرح محافظ أسوان، أنه لا تهاون مع الصيد الجائر وسيتم إحالة الصيادين المخالفين للنيابة العامة والنيابة العسكرية طبقاً لجهة الضبط وخاصة فى حالة عدم الالتزام بضوابط الصيد واستخدام الشباك القانونية أو طريقة الصيد أو غيرها من المخالفات ، وهو الذى سيتابع ميدانياً بالحملات الأمنية والزيارات المفاجئة. ومن جانبه، أوضح الدكتور صلاح الدين مصيلحى رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، أن معدلات الإنتاج السمكى شهدت فى 2020 زيادة بمعدل25 ألف طن بنسبة زيادة 5 % مقارنة بنفس الفترة عن عام 2019 ، كما أنه مستهدف الوصول بالإنتاج إلى 30 ألف طن فى الفترة من 2022 إلى 2027 ولاسيما بعد زيادة إنتاجية قارب الصيد إلى 8 أطنان بزيادة 100% عن الإنتاج فى عام 2016 ، وهو الذى حقق الكثير من العوائد لحوالى 25 ألف صياد. وعلق الدكتور صلاح الدين مصيلحى، قائلاً: "تنفيذ حزمة القرارات والإجراءات الأخيرة بكل شدة وحزم من خلال المتابعة والتفتيش المستمر لنقاط السروح والمسطح المائى، سيساهم فى تحقيق التوازن المطلوب وخفض أسعار جميع أنواع الأسماك فى الأسواق المحلية".