لم تكن الأم التي اصطحبت ابنائها الثلاث إلى قرية الكناري ببورسعيد للعمل هناك، ومن ثم قضاء أحد الأيام هناك يدخل السعادة لقلب الأطفال ويروح عن نفسها ونفسهما أعباء الحياة، تتخيل أبدا أنها ستعود بدون اثنين منهما، وتدخل بعد ذلك في نفق البحث عن حقهما ومن المتسبب في مصرع فلذتي كبدها.
"انفراد" التقت أمينة أحمد عبد الرحمن، 28 عاما، والدة الطفلين "بسملة" و"على" ضحية الإهمال بقرية الكنارى، لتروي لها تفاصيل غرقهما داخل حمام سباحة بقرية الكنارى، كذلك طالبت جدتهما من خلال انفراد بالقصاص من المتسببن فى موتهما.
وقالت أمينة والحزن يعتصر قلبها، على ما أصابها بفقدها فلذة كبدها وزهرة عمرها، لـ"انفراد": جئت لقرية الكنارى، أملا فى إيجاد فرصة عمل تعينني على أعباء الحياة، لاستكمال مشوار حياتى، ولتحقيق حلم "بسملة" و"على"، و"أحمد" الذى يناهز العامين من عمره.
وأكدت أنها وجدت فرصة عمل بالقرية بـ900 جنيه شهريا، واستلمت العمل على مدار 30 يوما، وحدثتها نفسها أن تقضى يوما بالقرية فى رمضان، من أجل إدخال البهجة والسعادة والسرور على نفوس أولادها.
وأضافت: وبدون أدنى مقدمات تقدمت بطلب للحصول على شاليه يجمع أسرتها وأولادها، وتسلمت الوحدة المصيفية فى حدود الساعة الـ9 ونصف مساء يوم الجمعة، مضيفة: بدأنا نعيد أنا و"بسلمة" ترتيب الشاليه، حتى نتفرغ للجلوس أمام حمام السباحة، ونتأهب للاستمتاع بمياهه، وأثناء ترتيب الشاليه طلبت "بسملة" النزول، طبعا رفضت وأرجأت النزول لباكر السبت.
واستطردت قائلة: فى اليوم التالى، كانت بسملة تقف بجوار شقيقها "على"، بشرفة البلكونة بالدور الأرضى، التى تواجه حمام السباحة المخصص للكبار، وسمعتها تردد له بأن يمكنه النزول، وأردفت والدتهما قائلة، إنها سمعت هذه الكلمات أثناء إعداد المأكولات داخل الثلاجة.
ورغم انشغالها كانت تتابع حركاتهمها معا، وفجأة سمعت صراخا من بعض نزلاء القرية، بأن هناك طفلين لقيا مصرعهما غرقا فى "بسين الرجال"، فخرجت مسرعة أبحث عنهما، حتى أيقنت أن الضحية فلذتا كبدى، مضيفة: ووسط صراخ وعويل وحالة من الجنون انتابتنى، فقدت الوعى، وسقطت على وجهى مغشيا عليّ، داخل مستشفى آل سليمان، بعد أن لفظا أنفاسهما الأخيرة داخل حمام السباحة، الذى يفتقد للمتابعة من قبل مسئولى الإنقاذ بالقرية، التى افتقدت الأمن والأمان لروادها، وسط غياب المسئولين، وبحزن ممزوج بالدموع، قالت والدتهما، إنها لن تتخلى عن حق أولادها، مهما كان الثمن.
أما جدة "على" و"بسلمة" ضحية الإهمال بقرية الكنارى السياحية، فانهارت من البكاء، وطالبت بالقصاص من كل من ساهم وشارك فى غرق أولاد نجلها، وأكدت أنها تريد القصاص من كل من أهمل فى حق أولاد ابنها.