ٍَ
أثار القرار الذي اتخذته السلطات الألمانية بعودة 8 سيدات وأطفالهن من معسكرات سوريا التي تضم خلف جدرانها آلاف من أفراد أسر المقاتلين الدواعش الذين سقطوا في الأسر بعد انهيار التنظيم قبل سنوات ردود فعل واسعة داخل بريطانيا حيث تجدد السؤال حول مصير البريطانيين الذين انضموا إلى داعش وأعلنوا توبتهم في انتظار العودة لديارهم.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة تليجراف البريطانية ، جددت سيدة بريطانية تدعى نيكول جاك والتي انضمت إلى داعش الإرهابي مناشدة السلطات في بلادها السماح بعودة أطفالها إلى أراضي المملكة المتحدة.
ونيكول جاك وبناتها الثلاث البالغات من العمر 7و9و12 عام محتجزين حاليا في معسكر في سوريا حيث توجد شيما بيجوم الى جانب الاف من زوجات وأطفال مقاتلي داعش، وقالت جاك في مناشدة نشرتها تليجراف: "أطفالنا بعيدون عن الأنظار وبالتالي بعيدون عن الأذهان.. يجب على الحكومة البريطانية الا تخبئهم تحت البساط .. عليهم فتح عقولهم"
في حديثها قالت نيكول جاك الفتاة البالغة من العمر 34 عامًا إنه على الرغم من العيش تحت حكم داعش لمدة ثلاث سنوات ، إلا أنها لم تكن تمثل خطر أمني على المملكة المتحدة.
ووفقا للتقرير، لم تكن حكومة المملكة المتحدة راغبة في السماح لأولئك الذين انضموا إلى داعش الإرهابي بالعودة إلى المملكة معتبرة إياهم تهديدات محتملة للأمن القومي.
وغادرت جاك لندن مع زوجها وأطفالها الصغار للانضمام إلى داعش في أكتوبر 2015، وقد أخبرت أقاربها أنها ستنتقل للعيش في الصومال بصحبة عائلتها الصغيرة لبدء حياة جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جاك انضمت إلى التنظيم الإرهابي الذي اشتهر بوحشيته بعد انتشار مقاطع فيديو لاعضائه يقومون بقطع رؤوس ضحاياهم في الأماكن العامة وكانت راشدة على عكس بعض المجندين البريطانيين الذي انضموا اليه في سن المراهقة.
وقالت جاك إن قلة من الناس سيتفهمون قرارها بنقل أطفالها إلى منطقة حرب خطيرة والعيش تحت حكم داعش، وعندما تم الضغط عليها للحصول على إجابة ، قالت إن زوجها حسين علي هددها بتقسيم الأسرة إذا رفضت السفر معه. وتابعت: "كان الأمر يتعلق بتواجد عائلتي معًا".
لكن في العام التالي توفي زوجها وهو يقاتل في صفوف داعش الإرهابي ثم تزوجت مرة أخرى ، من مجند أجنبي وقتل أيضًا ابنها إسحاق البالغ من العمر 10 سنوات، وتقول إنها تعاملت مع وفاة ابنها "بعلمها أنه في مكان أفضل". وأضافت : "أي شيء آخر يمكن أن يضعنا على حافة الانهيار وهذا ما لا يمكنني المخاطرة به".
وعندما سئلت عن وحشية التنظيم أكدت إنها لم تكن شاهدة على أبشع جرائمه قائلة: "لم أر قط قطع رأس في حياتي"
وتحدثت أيضا ابنتها البالغة من العمر 12 عام قائلة انها تفتقد جدتها وخالاتها وتأمل في العودة إلى بريطانيا مرة آخري للذهاب إلى المدرسة وتكوين صداقات، وقالت الفتاة: "أحب تعلم أشياء مختلفة مثل اللغات المختلفة عندما تتعلم المزيد من الأشياء ، يصبح عقلك أفضل وكل هذا النوع من الأشياء أريد أن أكون ذكية عندما أكبر."
تشير التقديرات إلى أن هناك ما لا يقل عن 16 امرأة بريطانية وما بين 35 و 60 طفلًا بريطانيًا محتجزون في المعسكرات السورية، وتم تجريد العديد من النساء في المخيم بما في ذلك بيجوم غادرت المملكة المتحدة في سن 15 مع تلميذتين أخريين من شرق لندن من الجنسية البريطانية.
ومع ذلك ، فإن الجمعيات الخيرية الدولية تدفع الحكومات لاستعادة المزيد من الأطفال، وتقول جاك التي تحمل الجنسية البريطانية ، إنها لا تعرف ما إذا كانت جنسيتها قد سحبت منها لكنها تصر على أنها غير مستعدة للسماح لأطفالها بالعودة إلى بريطانيا بدونها.
وقالت: "أعرف على وجه اليقين أنه إذا انفصل أطفالي عني فلن يكونوا في وضع مستقر ، لأننا متحدون".
وعلى بعد آلاف الأميال في لندن ، تقول جدة الأطفال ، الممرضة في المستشفى شارلين جاك هنري ، إنه يجب السماح للأطفال بالعودة.
وفى وقت سابق، قالت الحكومة البريطانية إنها مستعدة لإعادة الأيتام والأطفال غير المصحوبين بذويهم، ولم تعلق حكومة المملكة المتحدة على وجه التحديد على قضية نيكول جاك ، لكنها قالت: "أولويتنا هي ضمان سلامة وأمن المملكة المتحدة"، وأشارت الحكومة الى ان من بقوا في سوريا من المؤكد ان يوجد بينهم افراد خطرون.
وصباح الخميس، أعلن وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، أن بلاده أعادت من شمال سوريا 8 نساء ممن انضممن إلى صفوف تنظيم داعش و23 طفلاً، وهذه هى أكبر عملية من نوعها تنفذها برلين منذ 2019 فى سوريا.
وقال ماس فى بيان إن "الأطفال ليسوا مسؤولين عن وضعهم.. الأمهات سيحاسبن أمام القضاء الجزائى عن الأعمال التى ارتكبنها.. عدد كبير منهن وضع فى الحبس بعد وصولهن إلى ألمانيا".