فى مثل هذه الأيام تم اغتيال الدكتور فرج فوده المفكر العلمانى على أيدى مجموعة مكونة من 3 أشخاص منتمية تنظيميا للجماعة الإسلامية.
قرار اغتيال فرج فوده أتخذه أبو العلا عبد ربه عضو الجماعة الإسلامية بعدما حصل على فتوى مما أسماهم علماء بأن فرج فوده مرتد عن الإسلام، ولم يكن وقتها أسم "أبو العلا" مشهورا داخل الحركة الإسلامية، ولكنه بعد عملية الاغتيال أصبح معروفا باسم قاتل "فرج فوده".
وعن كواليس قرار اغتيال فوده، يقول أبو العلا عبد ربه قائد عملية الاغتيال :" اقتصصنا لدين الله سبحانه وتعالى ففرج فوده مرتد وقد أفتى العلماء بذلك وقتله حكم شرعى صحيح".
ورغم تأكيد بعض المراقبين للشأن التيار الإسلامى بأن أبو العلا عبد ربه لم يقرأ كتابا واحد لفرج فوده، إلا أنه قال فى لقاء تلفزيونى بعدما حصل على عفو رئاسى من قبل الدكتور محمد مرسى الرئيس المعزول أثناء حكم الإخوان لمصر :" أنا شاركت فى القتل وساهمت فيه بصحبة الأخوة أشرف عبد الشافى، وأشرف سيد، وقتها كنت شاب متدين أغير على دينى وقرأت كتب فرج وفوده ورأيت فيها تهكم على القرآن والسنة كما شاهدت مناظرته فى معرض الكتاب وبعد ذلك حكم عليه العلماء بأنه مرتد عن الإسلام".
ويضيف "عبد ربه":" لم يعطينى أحد أمر مباشر بقتل فرج فوده ولكن من المعروف أن المرتد مهدر دمه فى الإسلام، وده تحرك بشكل شخصى وأنا لم أقتله حبا فى سفك الدماء".
وعن اليوم الذى تم فيه اغتيال فرج فوده، يؤكد أبو العلا" أنهم راقبوا مكتبه وانتظروا خروجه من المكتب لتحقيق هدفهم، مضيفا:" قسمنا أنفسنا إلى مجموعتين الأولى مكونة من الأخوة أشرف عبد الشافى وأشرف سيد حيث استقلا موتوسيكل وحملا السلاح ثم انتظرا خروج فوده من مكتبه وكان بصحبة أبنه وضيف مسيحى ولكن الأخوة استهدفوا فوده من وسط الاثنين المجاورين له وقد أردياه قتيلا".
ويكمل "أبو العلا" حديثه عن ساعة الصفر لاغتيال فرج فوده:" لقد استهدفنا فرج فوده رغم وجوده وسط أبنه وضيفه المسيحى ولأننا لا نريد سفك الدماء" مضيفا:" بعد القتل هربا الأخوة وأنا كنت فى انتظارهما حيث كنت مجهز مكان للاختباء فيه فى منطقة الدويقة، لكن عندما هربا أشرف عبد الشافى وأشرف سيد اصطدام الموتسيكل الذى يستقيلان بسيارة فالقى القبض على أحدهم ثم ألقى القبض على آخر وأنا هربت ثم تم القاء القبض عليا بالصدفة بعد العملية بحوالى سنة".
وعن كيفية خروجه من السجن يقول:" حكم عليا فى قضايا متراكمة بـ55 عاما فى السجن ومن ضمنهم 15 سنة على قضية فرج فوده، ولكن حصلت على عفو رئاسى من قبل الدكتور محمد مرسى وهذا حقى الطبيعى، فمرسى أعطانى حقى".
هروبه لسوريا وتحريضه على العنف
رغم أعلنه تأييد مراجعات العنف وتأييده نبذ العنف، إلا أنه تحول بشكل كبير بعد سقوط حكم الإخوان، حيث أعتبر أبو العلا عبد ربه ثورة 30 يونيو ثورة ضد الإسلام، وأعلن كفره بالديمقراطية والسلمية ودعا لحمل السلاح، ووفقا للمراقبين لشأن الحركات الإسلامية، هرب "أبو العلا" إلى السودان ثم سافر إلى تركيا وأخيرا استقر فى سوريا ويقود أحدى المجموعات المسلحة ضمن تنظيم جبهة النصرة.
وطالب "أبو العلا عبد ربه" بإلغاء مبادرة وقف العنف التى أعلنتها الجماعة الإسلامية عام 97، والتراجع عنها عقب عزل محمد مرسى من حكم مصر، ودعا أكثر من مرة إلى حمل السلاح فى وجه الدولة المصرية والعمل على احتلال أجزاء منها على غرار ما يفعله تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا.
وعندما عاتبه البعض من الجماعة الإسلامية بسبب آرائه الدموية، أعلن عبد ربه استقالته من الجماعة الإسلامية عام 2014 بسبب آرائه التى رفضتها الجماعة وقتها، وبدأ فى تأييد تنظيم "داعش" ودعا الشباب المسلم للانضمام إليه حتى فاجأ الجميع هو بالانضمام رسميًا للتنظيم قادمًا من السودان، الدولة التى اختبأ بها خوفًا من الملاحقة الأمنية فى مصر بعد ثورة 30 يونيو.
وقال "عبد ربه"، فى كلمات متفرقة له على شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" موجهًا خطابه للتيار الاسلامى: "داعش كما تسمونها تحركت ودخلت فى اللعبة فى قلب العاصمة، لو ظللتم كما أنتم لا تحركون ساكنًا وكنتم مثل حكامكم تشجبون وتدينون وتستنكرون، فسوف تكونون صحوات عما قريب لإخوانكم الدواعش".
وتابع مخاطبًا الإسلاميين: "تريدون النجاة من الذبح تحركوا وجاهدوا.. الشباب محتقن مكبوت مقهور وسيكون تنظيم الإخوة الدواعش هو الملاذ من ذل القهر والاستعباد الذى ألبستموهم رداءه، فاخلعوا عنكم ثوب المهانة والخنوع وتحركوا كفاكم شجب واستنكار وإدانة".
ويحرض دائما "عبد ربه" إلى السفر لسوريا للمشاركة فى القتل، ومن ضمن أقوله التى جهر بها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى :"إليكم يا من خرجتم من مصر مهاجرين فارين بدينكم. وأنا أولكم. ألم تسمعوا بنداء العلماء بأن الجهاد فرض عين الان فى سوريا. فلماذا نحن لم نتحرك من أجل نصرة الإسلام والمسلمين وكل منا ركن إلى دنياه التى يعيش فيها ، فكيف هان على قلبك ان تعيش منعما وهناك مسلمون يحتاجون لنصرتك. والأدهى من ذلك أنك جار لسوريا ولم تحرك لها ساكنا. ثم بعد ذلك تدعى أنك ثورجى مصرى.راجع حساباتك واكشف على قلبك. وانظر لحالك وعطائك ".
كما طالب الجماعة الإسلامية بالثأر لعصام دربالة أمير الجماعة الإسلامية الذى توفى داخل سجن طرة، وقال عبر صفحته :"زمان كنا رجال برغم قلة عدتنا وعددنا كنا رجال. كانت الدنيا فى أيدينا وليست فى قلوبنا. قتل الدكتور علاء محيى الدين فكان الدكتور المحجوب ولكن مع الفارق. قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار فأين أنتم يا قيادات الجماعة الإسلامية".
وأضاف :"أين أنتم جميعا من مقتل الدكتور عصام. أستحلفكم بالله أقسمت عليكم بربكم الذى يعلم السر وأخفى هل الثأر للدكتور علاء صحيح أم لا. وأنا متأكد أنكم تقولون نعم الأن. وأنا أسألكم هل ستتركون الثأر للدكتور عصام درباله. هل لايستحق الدكتور عصام أن تثأروا له.. هل تعلمون لماذا قتل الشيخ عصام لأنهم تيقنوا أنه ليس ورائه رجال فمن أجل ذلك قتلوه والدور آتى على الشيخ صفوت والشيخ مصطفى حمزة.. لأننا بالمبادرة تركنا الرجولة نحيناها جانبا. ألقينا عن كاهلينا السلاح. فليطمئن الأمن. وليهنأ وليسعد لأننا أصبحنا، وسوف يذبحونا واحدا تلو الأخر.فأهلا ومرحبا بذبحنا.. لأننا لسنا رجال ولا نستحق أن نكون رجال".