22 شهرا والعالم يعيش فى ظل أزمة فيروس كورونا، وعلى مدار شهور تطورت المعلومات والتحليلات، ورغم مرور كل هذا الوقت، ما تزال الإجراءات الاحترازية مستمرة، والسفر والحركة والطيران تخضع لشروط قاسية ومعقدة، ورغم إطلاق حملات التطعيم باللقاحات حول العالم، لم تصل الأمور للاطمئنان، وإن كان الفزع تراجع، لكن الخوف قائم، فلم تمنح اللقاحات الطمأنينة التى كانت متوقعة، خاصة أن هناك مليارات ما زالوا بعيدين عن اللقاحات، حتى فى الدول الكبرى، يرفض شباب وطلاب تلقى اللقاحات.
بينما قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، إننا ما زلنا فى الموجة الرابعة والتى تتطلب الالتزام بالتباعد والكمامات، لكن الملاحظ فى هذه الموجة، نظرا للتطعيمات ونظرا للاستجابة لطرق الوقاية، فإن الحالات المصابة حالات بسيطة، أو متوسطة ويتم التعامل معها، وأن الأمور لم تصل لإشغالات كبيرة فى المستشفيات، لكن الواقع أن بيانات وزارة الصحة تشير إلى ارتفاعات فى الإصابات بشكل واضح، ووفيات بنسبة ليست كبيرة، لكنها تستدعى الانتباه.
الدكتور «تاج الدين» يقول إن هناك تجارب على مجموعة من الأدوية لعلاج فيروس كورونا، ولكن لم يسجل رسميًا أى عقار منها حتى الآن، والمستخدمة حاليًا هى الأدوية المتاحة التى تعالج أمراضًا أخرى، لكنها تستخدم فى الحد من أعراض فيروس كورونا.
بالفعل هناك شركات أدوية عالمية تعمل على تطوير أدوية مضادة لكورونا، لكنها لا تزال فى طور التجارب، ومنها أقراص مضادة للفيروسات التاجية، يتم تطويرها بواسطة شركة فايزر الأمريكية، وهى أقراص تعمل على الوقاية من عدوى «كوفيد» عند استخدامها، فى المراحل الأولى، وهذا الدواء يتم العمل عليه بطريقة مماثلة لكيفية عمل حبوب مضادة لفيروس الإيدز، والوقاية من الأنفلونزا، حيث يوقف إنتاج الإنزيمات التى تسهل تكاثر الفيروس بالجسم، وينتمى دواء فايزر، المسمى PF-07321332، إلى فئة من العقاقير تعرف باسم مثبطات الإنزيم البروتينى، حيث سيعمل عن طريق تثبيط إنزيم يستخدمه الفيروس التاجى، لعمل نسخ منه داخل الخلايا البشرية.
ويقول الدكتور ميكائيل دولستن، كبير المسؤولين العلميين، فى «فايزر»، إن هذا العلاج إذا نجح يمكن أن يساعد فى إيقاف الفيروس مبكرًا، قبل أن تتاح له فرصة التكاثر على نطاق واسع، ويحتمل أن يمنع المرض المصحوب بأعراض، لدى أولئك الذين تعرضوا له، ويمنع ظهور العدوى لدى الآخرين.
حتى الآن يعد «ريمدمسفير» من شركة جلعاد، هو المعتمد بالكامل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» لعلاج كورونا، ومع ذلك فقد منحت إدارة الغذاء والدواء إذنًا للاستخدام فى حالات الطوارئ لعلاجين مركبين، أحدهما من شركة «إيلى ليلى» والآخر بواسطة «ريجينرون».
وبعد انتهاء التجارب السريرية، وإذا تبين أن الدواء المضاد للفيروسات فعال بشكل جيد ووقائى من عدوى «كوفيد»، فمن المحتمل أن يتم توفيره بحلول نهاية عام 2022، نظرًا لأن الدواء مخصص للاستخدام فقط فى المراحل الأولى من العدوى، وقد لا يناسب المصابين الذين دخلوا المستشفيات.
وهناك ثلاثة أدوية مضادة للفيروس فى مراحل التجارب السريرية، يتوقع أن تظهر نتائجها نهاية العام الجارى، وفقًا لما صرح به مدير قسم «فيروس نقص المناعة البشرية»، فى المعهد الوطنى للحساسيات والأمراض المعدية، كارل ديفنباش، الذى يشرف على تطوير الأدوية المضادة للفيروسات.
ونجحت التجارب، خلال السنوات الماضية، فى تطوير علاجات للفيروسات مثل «التهاب الكبد الوبائى سى» و«الإيدز»، و«أنفلونزا الخنازير»، ويأمل علماء الفيروسات وشركات الأدوية فى التوصل إلى علاج حاسم ينهى كابوس كورونا الذى أصاب العالم بالهلع.
وحتى الانتهاء من تجارب الدواء، تظل اللقاحات هى السبيل حتى الآن للوقاية من الفيروس، أو تخفيف الأعراض، وهو ما يشير إليه الدكتور محمد عوض تاج الدين، واللجنة العلمية لمواجهة الجائحة.