لا يريد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب أن يحسم الجدل بشكل واضح بشأن ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل سيفعلها أم لا، ويريد أن يبقى السؤال معلقا لفترة فى محاولة على ما يبدو لاستكشاف الأجواء وردود الفعل على ذلك.
لكن الرئيس بظهوره فى ولاية أيوا، نقطة انطلاق السباق التمهيدى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، رجح كفة ترشحه، لاسيما وان ظهوره لم يكن منفردا، بل شارك معه عددا من قيادات الجمهوريين البارزين، الذين كان على خلاف معهم من قبل.
وقالت صحيفة ذا هيل، إن ترامب، يرسل المؤشرات الأكثر وضوحا حتى الآن على أنه يخطط لخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى فى عام 2024، مع توجهه إلى أيوا لإلقاء كلمة أمام حشد أمس السبت.
وأوضحت الصحيفة أن الفعالية كانت فى الولاية التى ينطلق منها سباق الانتخابات التمهيدية، وهو ما يعد أحدث مؤشر على أن الرئيس السابق يستعد لمحاولة رئاسية ثانية مع إعلان أيضا تأييده لمرشحين فى الانتخابات النصفية المقرر الأسبوع المقبل، ويوظف ترامب مساعدين فى أماكن مثل أيوا ويتفاخر فى مقابلات إعلامية بما يرى أنه طريقا سالكا للانتصار فى السباق الجمهورى لعام 2024.
وبعدما ذكرت تقارير الأسبوع الماضى إنه تراجع عن الإعلان رسميا عن مساعيه للترشح، يرى الجمهوريون أن ترشح ترامب بات شبه مؤكد.
ويقول أحد الجمهوريين الذين تحدثوا مع ترامب إنه يعتقد أن الرئيس السابق قد دخل بالفعل السباق، وأن تركيزه الآن على التأكيد من انتصار الجمهوريين فى الانتخابات النصفية، موضحا إنه يعتقد أن ترامب لا يريد أن يفعل أى شىء من شأنه أن يكون مصدر إلهاء عن هذا.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه رمزية زيارة ترامب إلى الولاية التى ينطلق منها السباق التمهيدى لانتخابات الرئاسة لا يمكن تجاهلها. فالراغبون فى الترشح للرئاسة عادة ما يبدأون زيارة أيوا قبل سنوات من إعلان حملاتهم من أجل لقاء مسئولى الولاية وقادة الجمهوريين بها والتواصل مع الناخبين.
من ناحية أخرى، قالت مجلة بولتيكو إنه قبل تسعة أشهر كان الجمهوريين يتشككون فى مكانة دونالد ترامب كقائد للحزب، لكن الفعالية التى أقيمت أمس السبت فى ولاية أيوا، والتى حضرها ترامب قدمت الدليل الأوضح حتى الآن على أنهم يريدونه.
فلم يمض عام على نجاته من المساءلة الثانية من قبل الكونجرس، حتى ظهر ترامب أمام الآلاف من مؤيديه الأكثر ولاءً فى ولاية أيوا. وأعاد إلى أذهانهم قصصا من الفترة التى قضاها فى البيت الأبيض، وشكاوى وأكاذيبه، كما تقول الصحيفة، بشأن نتائج انتخابات 2020 وانتقاداته لإدارة بايدن فى كل شىء، بدءا من الهجرة وحتى الانسحاب من أفغانستان.
وكان أغلب خطاب ترامب مكرسا لمزاعمه التى لا أساس لها بشأن سرقة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ليردد ورائه الحشد "لقد فاز ترامب، لقد فاز ترامب، لقد فاز ترامب".
إلا أن العناصر البارزة لم تكن ما قاله ترامب، ولكن من كان حاضرا معه، فإلى جوار الرئيس السابق كان موجودا كبار الجمهوريين فى ولاية أيوا من بينهما السيناتور تشاك جراسلى والحاكم كيم ريونولدر، ونائبتى أيوا، مارينيت ميلر ميكس وأشلى هنسون، والقائم السابق بأعمال المدعى العام مات واتيتاكر ورئيس الحزب الجمهورى بأيوا جيف كوفمان.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن ترامب شارك فى العديد من الفعاليات منذ أن غادر البيت الأبيض، لكن لم يظهر معه أبدا هؤلاء الجمهوريون المنتخبون. ورأت المجلة أن وجود السيناتور جراسلى على وجه التحديد يشير إلى أن الخلاف بين الحزب الجمهورى وترامب قد أصبح ذكريات متلاشية الآن، وأن أى أسئلة كانت مطروحة عن توجه الحزب قد تم حلها.
وذكرت بولتيكو أن حالة الغموض بشأن مستقبل ترامب فى الحزب لم تكن من الماضى البعيد، ففى يناير الماضى، قدم جراسلى إدانة قوية لسلوك ترامب فى أعقاب انتخابات 2020، وهو البيان الذى أشار فى مضمونه إلى أنه رغب فى تخليص نفسه من الفوضى.