في 22 أبريل من عام 2018 انطلقت وحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللا ديني، بمركز الأزهر العالمى للرصد والفتاوى الالكترونية ، الدكتور أسامة هاشم الحديدى، المدير التنفيذي للمركز، أوضح أن فكرة الوحدة جاءت انطلاقًا من المسؤولية التي ألقاها الله تعالى على عاتق الأزهر الشريف، وفي ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر بضرورة تصحيح المفاهيم ومواجهة التطرف والانحرافات أيًّا كان نوعها.
وأضاف أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أطلق وحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللاديني"؛ بهدف التصدي للحملات الممنهجة للتشكيك في مفهوم "الدين" عمومًا والإسلام خصوصًا، والتي تشكك الناس في وجود الله خالق هذا الكون، مستدلين على ذلك ببعض الحجج الواهية، متغافلين تاريخ البشرية وما ثبت فيه من النبوة والرسالات السماوية، غير أن ما يسوقونه قد يحدث شرخاً وأثراً كبيراً عند البسطاء ممن ليس لهم باع في العلم أو همة في البحث، فكان لابد من وجود وحدة متخصصة تُعنى بالرد على الشبهات وتصحيح المفاهيم وترسيخ القيم والأخلاق، يكون من شأنها سهولة الوصول إليها والاتصال بها، واستقبال كل من له سؤال أو تعترضه شبه أو إشكال في فهم قضية من قضايا الدين، وتقدم لهم الجواب الصحيح وتنقذهم من الحيرة والشك وتقطع على المتربصين بالدين طريق النفوذ إلى عقول البسطاء.
وتابع: قد انطلق العمل في وحدة بيان في 22 إبريل من عام 2018 لتكون من أسباب تحقيق الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي في ضوء رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030، والتي من بين بنودها التعليم الجيد وكذلك السلام ، ولا شكّ أنّ تصحيح المفاهيم في هذا الاتجاه يساهم بشكل كبير في تحقيق هذه الرؤى والاستراتيجيات ، حيث تقوم الوحدة بمناقشة الأفكار الشاذة والمتطرفة بشكل عام والإلحادية بشكل خاص، والرد على الشبهات المثارة حول فهم نصوص الدّين، معتمدة على الأدلة والبراهين العقلية، وكذلك الأدلة العلمية الموثقة قبل اللجوء إلى الأدلة النقلية، فمنطق العقل والعلم لا خلاف عليه عند المنصفين وأولي الألباب.
ويمكن التواصل مع الوحدة عن طريق هاتف "مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية" ( 19906) بسعر المكالمة العادية - ويستقبل الاتصال أعضاء وحدة الفكر والأديان، المعنيون بالإجابة على التساؤلات الفكرية والعقدية، وتتم الإجابة على الأسئلة عبر الهاتف ومن ثم تسجيلها في أرشيف الفتاوى الهاتفية للمركز.
وإذا استدعى الأمر حضور صاحب السؤال بنفسه إلى المركز لإجراء حوار مع أعضاء وحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللاديني، يتم التنسيق مع المتصل وتحديد موعد مناسب للمقابلة، وكذلك يمكن التنسيق لتحديد موعد للمقابلة من خلال التواصل عبر منصات "مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية" على مواقع التواصل الاجتماعي .
وكشف المدير التنفيذي أسامة الحديدى ، أن كثيرًا ما يتم الاتصال من قِبَلِ أولياء الأمور ( الأب أو الأم أو أحد الأقارب والأصدقاء) لما يرون من تغير ملحوظ في فكر أحد من ذويهم، وغالبًا ما يلاحظ أثناء المناقشة أن لديه شبهات أدّت إلى هذا التغير الملحوظ فتتم مناقشته وإزالة الشكوك والأوهام والمغالطات التي أدت إلى هذا التغير في التفكير أو السلوك.
وأثناء اللقاء يتم تسجيل كافة الأسئلة المطروحة في الحوار مع تقرير الأعضاء عن الدوافع لهذه التساؤلات، سواء كانت مجرد شبهات أو إنكارا للإله والأديان، ثم تسجل نتيجة الحوار والتوصيات المقدمة للسائل وأرشفة هذه النماذج ورقياً وإلكترونياً.
وكشف أنه قد لوحظ من خلال عمل الوحدة أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للتأثر بالشبهات الإلحادية تبدأ من سن أربعة عشر عاماً ( 14 سنة) إلى أربعين عاما ( 40 سنة ) والفئات العمرية الأخرى وإن كانت معرضة لهذا التأثر إلا أنه ليس بنفس القوة في الفئة العمرية سالفة الذكر.
وتتزايد الأعداد المترددة على الوحدة بشكل ملحوظ حيث كانت الأعداد في البداية لا تتخطى شخص أو اثنين في الشهر في بداية انطلاق عمل الوحدة، أما في الآونة الأخيرة يلاحظ تزايد الأعداد لتصل إلى شخص أو اثنين يومياً.
وقد استقبلت الوحدة في الفترة من تاريخ إنشائها وحتى يونيو 2021م ما يقرب من مائتي ألف وثلاثمائة وخمسين حالة ( 200350) موزعة على النحو التالي:
• ألف وخمسمائة ( 1500) شخصاً ممن لدية شبهات تحتاج الى ردود أو أسئلة فكرية أو معرفية، وتم تحديد مقابلات معهم في مقر الوحدة بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وعقدت معهم لقاءات شخصية لحوار بناء هدفه البحث عن الحقيقة ومعرفة مدى مصداقية الأطروحات المعادية للأديان.
• ثمانمائة وخمسون ( 850 ) زيارة ميدانية تطوّعية لمن تعذر عليه الحضور إلى المركز ورغب في حوار بناء مع رجال الأزهر الشريف أعضاء وحدة بيان.
• كما تم استقبال أكثر من ثمانية عشر ألف ( 18000) من أصحاب المسائل الفكرية يتساءلون عن العقائد والشبهات في ركن الأزهر الشريف للفتوى بمعرض الكتاب، والذي يدل على أهمية وضرورة تواجد العلماء في أوساط الشباب وبيان صحيح الدين.
• كما ورد إلى الوحدة من داخل مصر وخارجها من خلال " قسم الفكر والأديان " عبر الهاتف : 0020225973500 ما يقرب من مائة وثمانين ألف( 180,000) مسألة، منهم حالات إلحادية محضة، ومنها كثير من المسائل التي تنم عن تشويش في الفكر وإشكال في الفهم وشبهات تحتاج إلى رد وتوضيح يساهم في تحقيق أمن واستقرار المجتمعات محلّيًا وعالميًا .
كما كشف أن الأسئلة المتعلقة بالإلحاد تكون حول العلم والدين، و فلسفة القضاء والقدر، والنظريات العلمية، و علم الله وتأثيره على أفعال العباد، و أدلة صدق الرسل خصوصا الرسالة الخاتمة، و قضية الحجاب وعدم فرضيته، و شبهات حول القران والسنة، والأسئلة الوجودية عن الله والكون والإنسان، وأسباب انتشار الفكر الإلحادي,
وأضاف أن أبرز الأسباب الملاحظة على مجموع الذين أتو إلى المركز للمناقشات الفكرية والتي أثرت في تشكيل أفكارهم نذكر منها المشاكل النفسية، المشاكل الأسرية، التهرب من الالتزامات الدينية، العجز عن الحصول على الحق والشعور بالظلم، قلة الوعي والثقافة وضعف الحوار، لفت الانتباه وإحداث بلبلة، التقليد الأعمى، التفكير فيما لا يمكن إدراك حقيقته، الإلحاد مقابل منافع شخصية، ضعف الوازع الديني، التمرد على قيم المجتمع، المقروآت والمسموعات التي نصبت من نفسها عدواً للدين وحملت على عاتقها بث الفكر المتطرف والمغالطة في المفاهيم الثابتة ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المتخصصة في إثارة الشبهات وبلبلة أفكار المجتمع.
وإخفاق القدوة الدينية في بعض المواقف على خلاف ما كان يتوقعه الأتباع، الجماعات والفرق المتطرفة المختلفة التي ظهرت على الساحة متبنية لأفكار العنف والإرهاب والتخريب، أدى ذلك إلى النفور من الدين واتهامه بالبطلان، دعاة الإلحاد ومروجي الشبهات.