مواجهات ممتدة تخوضها العديد من الغرف التشريعية حول العالم مع إدارة موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بسبب ما يراه البعض تجاوزات لسياسات الخصوصية وعدم مواجهة معايير مكافحة خطاب الكراهية والسماح بالتدخل في العمليات الانتخابية عبر التأثير علي الرأي العام بحملات ممنهجة.
وبعد أقل من أسبوعين علي الشهادة التي أدلت بها موظفة سابقة في فيس بوك أمام الكونجرس الأمريكي، قدم البرلمان الأوروبي دعوة إلى الموظفة السابقة فرانسيس هوجن للتحدث إلى الأعضاء في 8 نوفمبر المقبل، ومن المقرر أيضًا أن يصوت الأعضاء في لجنة السوق الداخلية على قانون الأسواق والخدمات الرقمية في اليوم نفسه.
ووفقا لمجلة "بوليتكو" وافق أعضاء البرلمان الأوروبي على دعوة هوجن موظفة فيس بوك السابقة التي اتهمت الشركة بعدم القيام بما يكفي للتخفيف من الأضرار التي لحقت بمنصتها ، بتقديم النتائج التي توصلت إليها إلى البرلمان ، حيث يعمل المشرعون حاليًا على مشروع قانون تعديل المحتوى المعروف باسم الخدمات الرقمية.
وتأتي هذه الإجراءات الجديدة بعدما كشفت فرانسيس هوجن عن وثائق داخلية للصحافة وللكونجرس، والتي أظهرت تكتم "فيس بوك" على أبحاث حول الأضرار النفسية لمنصة "إنستجرام" إلى جانب شبهات مخالفات أخرى، وقالت إن الشركة تضع أرباحها باستمرار فوق صحة المستخدمين وسلامتهم.
ويعمل المشرعون الأوروبيون على قانون الخدمات الرقمية ، الذي سيجبر شركات التكنولوجيا مثل فيس بوك على اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتوى غير القانوني ، ومعالجة المشكلات المنهجية على منصاتهم مثل المعلومات المضللة ، ومراجعة المحتوى وخوارزميات الإعلان وفتح بياناتهم للمنظمين و الباحثين.
وتعتبر هوجن المصدر الرئيسي لسلسلة من المقالات حول الشركة ، نشرتها صحيفة وول ستريت والتي تشير إلى أن فيس بوك روج عن قصد المنتجات التي سمحت بالاتجار بالبشر وتضر احترام الأطفال لذاتهم.
ومن المقرر أيضًا أن تدلى فرانسيس هوجن بشهادتها في البرلمان البريطاني في 25 أكتوبر بعد أن تحدثت في مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي.
وخلال شهادتها أمام الكونجرس، قال هوجن: "فيس بوك يضر الأطفال ويشعل الانقسام ويضعف ديمقراطيتنا.. تعرف قيادة الشركة طرقًا أكثر أمانًا ولكنهم لن يقوموا بإجراء التغييرات اللازمة لأنهم وضعوا الأرباح قبل الناس".
وأشارت إخلال الجلسة التي عقدت قبل أكثر من أسبوع لى أنها عملت كمدير منتج في شركات تقنية كبيرة منذ عام 2006 مثل جوجل وبينترست وانضمت إلى فيس بوك عام 2019 وركزت فى وظيفتها بشكل كبير مما جعلها تتمكن من مقارنة كل منها وكيف تتعامل الشركات مع التحديات المختلفة والاختيارات التي تقوم بها الإدارات
وأضافت: "أصبحت فيس بوك شركة تقدر بتريليون دولار مقابل امننا متجاهلة امن الأطفال في طريقها لذلك وهو ما يعتبر غير مقبول.. تحتفظ قيادة الشركة بالمعلومات الحيوية منا لجمهور وحكومة أمريكا ومساهموها والحكومات في جميع أنحاء العالم وتثبت المستندات التي قدمتها أن فيس بوك ضللنا مرارًا وتكرارًا".
وأعطت هوجن مثالا لما حدث عندما أدرك المجتمع أن شركات التبغ كانت تخفي الأضرار التي تسببت بها ، استطاعت الحكومة اتخاذ إجراءات وهو ما تكرر مع السيارات وأنظمة الأمان واليوم جاري اتخاذ الإجراءات اللازمة من الحكومة ضد الشركات التى أخفت أدلة عن المواد المخدرة والأدوية.
وأضافت : "يمكن للمنظمين رؤية بعض المشكلات - لكنهم يظلون غافلين عما يحدث تسبب لهم وبالتالي لا يمكن صياغة حلول محددة. لا يمكنهم حتى الوصول إلى بيانات الشركة الخاصة بسلامة المنتجات ، ناهيك عن إجراء تدقيق مستقل. كيف من المفترض أن يقيم الجمهور ما إذا كانت الشركة تحل تضارب المصالح بطريقة تتماشى مع الصالح العام إذا لم يكن له رؤية ولا سياق لكيفية ذلك.. فيس بوك يريدك ان تصدق ان المشاكل غير قابلة للحل".
وفي نفس السياق، من المقرر أن يمثل مارك زوكربيرج أمام لجنة لمجلس الشيوخ يوم 28 أكتوبر الجارى، لتقديم إفاداته بشأن مسؤولية شبكات التواصل الاجتماعى عن المحتوى فيها إلى جانب تويتر الذى قال إن جلسة الاستماع أمام لجنة التجارة لمجلس الشيوخ يجب أن تركز على العمل المشترك من أجل حماية الانتخابات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها فيس بوك في مواجهات مباشرة أمام الكونجرس الأمريكي، حيث ظهر مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيس بوك أمام الكونجرس للإدلاء بشهادته حول دور المنصة في نشر معلومات مضللة تتعلق بوباء كورونا، ومواد تحريض قبل أحداث اقتحام الكونجرس في الـ 6 من يناير الماضي، كما طلبت لجنة مجلس النواب التي تحقق في الهجوم من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك فيس بوك، تسليم السجلات حول البيانات، وكذلك سياسات الشركة حول معالجة المعلومات المضللة والتطرف.