جدد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى لدى مصر، كريستيان برجر، التأكيد على موقف التكتل فيما يتعلق بملف سد النهضة وضرورة توصل الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا لاتفاق، مشيراً فى تصريحات صحفية إلى أن الاستفادة من الفرص الاقتصادية أمر طبيعى شريطة أن يكون ذلك لا يشكل ضررا على الآخرين.
وتطرق "برجر" فى تصريحاته لعدد من الملفات الهامة ، ومن ضمنها أزمة سد النهضة ، قائلاً: موقف الاتحاد الأوروبى واضح، حتى من قبل بيان مجلس الأمن الذى تم إصداره منذ أشهر.. جوزيب بوريل المممثل الأعلى للشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى أوضح هذه النقطة بشفافية، وهى إن الاتحاد الأوروبى يراقب المفاوضات بالفعل، ويرغب فى تحقيق نتائج إيجابية منها وينتظر نتائجها وسيواصل دعمها، وأن التوصل لاتفاق هو هدف يمكن تحقيقه، ونقوم بكل ما فى وسعنا للتوصل لهذا الاتفاق، لأنه سيكون مفيدًا لملايين الناس وحياتهم واقتصادهم.
وأكد برجر على وجود مراقب للاتحاد يعمل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، ويراقب بالفعل عملية المفاوضات التى تتم، مشيرًا إلى أن أنيتا ويبر مبعوثة الاتحاد الأوروبى فى القرن الافريقى تمثل الاتحاد فى المفاوضات، ستكون فى اجتماع فى القريب العاجل بالقاهرة، لمقابلة وزير الخارجية سامح شكرى لتقديم الاستشارات الخاصة بمفاوضات السد.
وتحدث سفير الاتحاد الأوروبى عن ملفات التعاون بين القاهرة والاتحاد الأوروبي، قائلاً: "كان وزير الخارجية سامح شكرى فى بروكسل يوليو الماضي، وتم الاتفاق على سلسلة من محاور التعاون المشترك فى عدد من المجالات للبدء فى الاتفاقيات الجديدة للسبع سنوات القادمة، حيث تنتهى حزمة الاتفاقات الحالية بنهاية 2021"، مشيرًا إلى ظهور مستجدات فى الآونة الأخيرة مثل كوفيد 19، ويجب على الاتحاد الأوروبى ومصر التعاون من أجل الاستجابة لحل هذه الأزمة، ومن المتوقع التعاون فى عدة مجالات جديدة مثل الصحة وإنتاج اللقاح، والطاقة الخضراء، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
وقال برجر إن الأشياء تغيرت منذ 2016 وأن الأولويات الجديدة بالنسبة لعلاقتنا مع مصر يتعلق بأزمة كورونا والصحة وإنتاج اللقاح وسيكون هناك تعاون فى قضايا اقتصادية واجتماعية والموضوع الخاص بالبيئة النظيفة وأيضا الطاقة النظيفة المتجددة على سبيل المثال انتاج الهيدروجين ونحن نعمل مع وزارات قطاع الطاقة استراتيجية وهذا ما فعلناه من 10 سنوات ولكننا الأن نقوم بتحديثها مع التركيز بشكل خاص على الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الهيدروجينية.
ولفت إلى أنه فى غضون الأسبوع الماضى اجتمعت لجنة الاتحاد حيث قمنا بتغطية جميع جوانب التعاون، فى مجالات التجارة والاقتصاد والعلوم والهجرة والطاقة وحقوق الانسان والطاقة، وغيرها من القضايا التى تمثل فى العادة جزءًا من العلاقات الثنائية على أساس اتفاقيات الشراكة.
ولفت كريسيتان برجر إلى أن زيارة المدير السياسى للاتحاد الأوروبى التى تمت الأسبوع الماضى، غضت الكثير من جوانب السياسة الخارجية، بما فى ذلك دول الجوار المباشر مثل ليبيا والشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، والقرن الأفريقى، والوضع مع سد النهضة، مشيرًا إلى أن " أسبوع المياه بالقاهرة " الذى يحدث أكتوبر كل عام، سيشارك فيه مفوض الاتحاد الأوروبى لمنطقة الجوار الجنوبى، وسيعقد اجتماعات مع نظرائه فى الحكومة.
وأوضح برجر إلى أن مفوضة الاتحاد الأوروبى للشئون الداخلية والمسئولة عن الهجرة ستزور القاهرة للتباحث مع نظرائها، موضحًا إن معظم الاتفاقيات الجديدة، فى إطار نفس الماضية من التعاون فى القضايا الاجتماعية والاقتصادية ولكن سيضاف إليها اتفاقيات السياسة الخارجية.
كما أكد كريستان برجر على التعاون مع مصر مستقبليًا، فى مجال رقمنة الاقتصاد، وكل ما له علاقة بالذكاء الصناعى.
وأكد سفير الاتحاد الأوروبى، أن الاتفاقيات مع العديد من الدول فى المنطقة ستنتهى، ليس فقط مع مصر، لأن معظم الاتفاقيات كانت من عام 2016 وصلاحيتها الان على وشك الانتهاء مع دول مثل الاردن و لبنان والعديد من الدول الاخرى ونحن نتشاور بالفعل ونتبادل الافكار الان لإنهاء العمل الذى آمل أن نتنهى منه سريعا.
ونفى كيرسيتان برجر وجود تنافسية بين الاتحاد وبريطانيا فى السوق المصرى خاصة فى مجال الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى وجود فرصة للمشاركة للجميع ومن جانبا تشارك ألمانيا وفرنسا وآخرون مهتمون بالعمل فى هذا المجل، ورغم خروج بريطانيا من التكتل لكنهم سيواصلون مايقومون به .
وأكد برجر على ترحيب الاتحاد الأوروبى باستراتيجية حقوق الإنسان، مشيرًات إلى مناقشة الأمر مع وزير الخارجية، بعد عقد اجتماعات متابعة مع لجان حقوق الإنسان فى مجلسى الشيوخ والنواب، مؤكدًا أن الاتحاد مستعد للمساعدة فى تنفيذ التشريعات الخاصة بذلك، لكن بالطبع ، لمصر أن تقرر ما تريد القيام به فى النهاية، قائلًا: نعتقد أن نشر استراتيجية حقوق الإنسان والتركيز على المجتمع المدنى العام المقبل ، عندما أعلن الرئيس السيسى أن عام 2022 هو عام المجتمع المدنى ، جانب مهم فى ذلك.
وأكد على وجود عدد من المشروعات المشتركة التى يتم تنفيذها حاليًا فى مصر، منها المساعدة فى حفظ التراث المعمارى مع تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسكان التى تعيش فى هذه المناطق، مثل ما يحدث فى ترميم منطقة الدرب الأحمر ومسجد الماريدانى، وكذلك مشروع إحياء قلعة شالى فى سيوة.
ولفت إلى وجود مشروع آخر لم يتم الانتهاء منه بعد، وقد ينتهى فى ديسمبر المقبل، وهو عبارة عن خطة شاملة لما يجب عمله مع المتحف المصري، حيث يتم العمل مع 5 متاحف اوروبية فى المملكة المتحدة, فرنسا, المانيا, هولندا, ايطاليا لرؤية ما يمكن عمله لأن العديد من القطع المتواجدة فى المتحف اليوم ستظل فى المتحف ولكن قطع اخرى سيتم نقلها، ولكن يظل المبنى على درجة عالية من الاهمية ونحن نحاول التوصل لفكرة لما يمكن عمله بهذا المبنى.
وعبر سفير الاتحاد الأوروبى عن انبهاره بسرعة إنشاء المدن الجديدة بمصر، مثل العلمين والعاصمة الإدارية، قائلًا: من المدهش رؤية السرعة التى يتم بها تشييد المبانى داخل هذه المدن الجديدة مثل المتحف والاوبرا والمكتبة ولقد رأينا مكتب مجلس الوزراء و رئيس الوزراء وهذه الساحة التى تحتوى على هذه الوزارات ، لهذا ارى كم هو مذهل رؤية كم المجهود الذى تم بذله فى سبيل بناء مدن جديدة وليس هؤلاء فقط فهناك الاسماعيلية الجديدة واسوان الجديدة والعديد من الاماكن الاخرى واظن ان هذا سيكون محفز جيد للاقتصاد ، لافتًا إلى وصول مفوض أوروبى بحلول نهاية أكتوبر للتشاور فى هذا الأمر.
وأكد على أن مصر أصبحت جاذبة للاستثمار بسبب الممميزات التى أصبحت عليها ، بداية من البنية التحتية التى تعمل بشكل ممتاز ونظام مواصلات يسهل عملية النقل منه وإليه، إضافة إلى التشريعات الجديدة التى يتم تمريرها عن الشركات والجمارك وكل هذه عوامل تجذب الاستثمار.
وتحدث برجر عن مشروعات الطاقة المتجددة، وخاصة فى منطقة برج العرب ، مشيرًا إلى أن الاستثمار فى الطاقة الشمسية لابد أن يكون مضمون من خلال التأكد من استقرار انتاجيتها وهو أمر جيد فى مصر لأنها تمتلك الرياح والشمس إضافة إلى قدرتها على القيام بالأبحاث العلمية القوية.