افتتاح الإسكان البديل للعشوائيات فى 6 أكتوبر، كان مناسبة لتأكيد استمرار جهود الدولة فى إنهاء مسؤولية تطوير المناطق غير الآمنة وحل قضية الإسكان بشكل جذرى، مع ضمان عدم عودة العشوائيات، بتطبيق برامج للسكن تناسب كل الفئات فى المجتمع.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، جدد حديثه على أن الدولة عازمة على إغلاق ملف العشوائيات، ورغم أنها تراكمات أكثر من أربعة عقود، فإن الدولة قررت منذ عام 2014 إنهاء هذه الصورة غير الإنسانية، حيث يولد ويعيش مئات الآلاف من الأطفال فى أماكن غير آدمية، ويفقدون حقهم فى الطفولة والتعليم والعلاج، لتتحول العشوائيات إلى مفارز لإنتاج أشخاص غير أسوياء لا يمكن أن يشعروا بالانتماء إلى هذا المجتمع.
ومن تابعوا هذا الملف من البداية لم يكونوا بحاجة لمشاهدة الأفلام التسجيلية التى تعرض واقع العشوائيات قبل وبعد عمليات النقل والتطوير، لكن هذه الوقائع تشير إلى حجم الجهد الذى بذلته الدولة على مدى 4 سنوات فقط، وكيف تم التخلص من تراكمات عقود، وبتكلفة ضخمة تتجاوز عشرات المليارات وكل هذا انطلاقًا من مسؤولية سياسية واجتماعية، لم تنجح الحكومات السابقة على مدى عقود فى علاجها.
وتحمل الصور والفيديوهات تسجيلا لواقع تغير بالفعل، وفى فترة قصيرة، ويرجع الفضل فى هذا الإنجاز إلى إصرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدور الذى تقوم به القوات المسلحة والهيئة الهندسية وهو دور ترجم الإرادة إلى برامج عمل سريعة، وقامت القوات المسلحة والهيئة الهندسية بدور مهم فى التخطيط لمجتمعات حضارية وليس مجرد مساكن إيواء مثلما كان يحدث على مدى عقود فى حلول موضعية.
واللافت للنظر أن الدور الذى تقوم به القوات المسلحة هو دور إضافى لم يوقف عمليات التحديث والتطوير للقوات المسلحة، للقيام بدورها الرئيسى فى حماية الأمن القومى والحدود والنفوذ الإقيلمى.
وقد نجحت الدولة فى حل المعادلة الصعبة، وقامت القوات المسلحة بدور إضافى، باعتبار أن العشوائيات فى حد ذاتها تمثل مشكلة تتعلق بالأمن القومى والاجتماعى لأنها تخص 14 مليون مواطن يتم تغيير حياتهم ونقلهم إلى مجتمعات صحية اجتماعيًا وإنشائيًا.
وبالطبع فإن المتابعة الدائمة من الرئيس للمشروعات عمومًا وبشكل خاص لنقل العشوائيات الخطرة وغير المخططة، فضلًا عن مبادرة حياة كريمة التى تمثل خطوة لإعادة توزيع عوائد التنمية بشكل أكثر عدالة وتدعيم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التى تمثل عمود حياة الأفراد والأسر وحرياتهم.
عملية نقل سكان العشوائيات إلى الأسمرات وغيط العنب وأكتوبر، وحجم ما تححق فى إعادة سكان بعض المناطق بعد تطويرها، مثل روضة السيدة، تمثل خطوات مهمة فى إعادة التوزيع الاجتماعى، خاصة مع وضع تصورات لوجود مشروعات أو فرص عمل بالقرب من مناطق النقل، فى تأكيد لكون العملية شاملة وليست مجرد علاج موضعى أو موسمى.
الرئيس السيسى أكد أنه رغم أن ما تحقق فى ملف نقل سكان العشوائيات أو السكن كبير، فإنه لا يزال يحتاج لمزيد من الجهد وأكد أنه كلف الحكومة ووزارة الإسكان بتوفير مليون وحدة سكنية لضمان توفير مسكن لائق للمواطن بالشكل الذى يمنع تكرار ظهور العشوائيات، كما أنه وجه الحكومة والمحافظات باستخدام الأراضى الفضاء المملوكة للدولة أو المتخللات لبناء وحدات سكنية، وتوفير مساكن لسكان المدن والقرى بما يوقف الاعتداء على الأراضى الزراعية أو المخلفات فى تأكيد لاستمرار تطبيق كل المناطق غير المخططة فى القاهرة والمحافظات ضمن استراتيجية اجتماعية توفر المسكن الملائم.