يبدو أن التناقض هو الثمة الغالبة فى حياة المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى المحاسبات السابق، الذى خرج من منصبه بسبب تصريحاته عن الفساد فى مصر خلال عام 2015، والذى يتناقض مع الحقيقة، وهو الحال أيضا بالنسبة إلى كم التناقضات التى تضمنتها واقعة فصل ابنته شروق من النيابة الإدارية على خلفية سخريتها من المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك.
ففى الوقت الذى أكدت فيه ابنة هشام جنينة عدم علمها بفصلها من وظيفتها كمعاون للنيابة العامة، وحفظ التحقيقات مع زملاء لها فى وقائع مشابهة لواقعتها، كشف مصدر قضائى، أن جميع الوقائع المشابهة فى كل الهيئات القضائية وليست النيابة الإدارية وحدها، تم إحالة مرتكبيها إلى إدارة التفتيش للتحقيق معهم، والتوصية بإحالتهم للصلاحية وكان من بينهم 56 قاضيا ومستشارا تمت إحالتهم - فى ذات توقيت التحقيق مع ابنة "جنينة" - إلى إدارات التفتيش القضائى للتحقيق معهم لكتابتهم على الفيس بوك بالمخالفة لقرارات المجالس العليا للهيئات القضائية التى تحظر على أعضائها إبداء آرائهم على الفيس بوك .
ومن التناقضات الواضحة فى هذه الواقعة إعلان على طه، محامى أسرة هشام جنينة، أمس الاثنين أن شروق جنينة، تقدمت باستقالتها منذ 10 أيام، بسبب المضايقات التى تتعرض لها من زملائها فى العمل من أبناء القضاة والمستشارين بالنيابة الإدارية وأن الهيئة لم تعلن قبول استقالتها وتعمدت خروجها بشكل غير مشرف، فى حين أعلنت هيئة الدفاع "جنينة"، عن تقدمها بطعن أمام مجلس الدولة، للمطالبة بإلغاء قرار رئيس الجمهورية الصادر بفصل "شروق جنينة" من عملها بالنيابة الإدارية.
وقال المحامى أسامة الششتاوى، عضو هيئة الدفاع - إن المستشار هشام جنينة عقد اجتماعا مع فريق دفاعه لمناقشة الموقف القانونى لابنته "شروق"، وبحث طرق الطعن على قرار فصلها من النيابة الإدارية.
وأكد "الششتاوى" أن الاجتماع مع المستشار هشام جنينة انتهى إلى اتخاذ قرارين، الأول يتمثل فى الطعن أمام مجلس الدولة على القرار الجمهورى، والثانى تقديم تظلم إلى النيابة الإدارية حول التحقيقات التى باشرتها مع "شروق جنينة" قبل قرار الفصل بعدة أشهر.
من جانبه قال مصدر قضائى، إن التناقض فى واقعة ابنة جنينة يظهر فى تأكيد دفاعها بأنها تقدمت باستقالتها وفى نفس الوقت تعلن هيئة الدفاع عنها بأنها ستقدم طعن على قرار فصلها، وهو ما يوضح محاولة البعض استغلال الواقعة فى اإعثارة والفتنة.