ظهر مصطلح "الذئاب المنفردة" لأول مرة داخل مصر فى 4 يناير عام 2014، ببيان مجهول المصدر تداولته صفحات موقع التواصل الاجتماعى الخاصة بأنصار جماعة الإخوان، يتحدث عن تنفيذ عملية إرهابية استهدفت قسم شرطة شبرا الخيمة من قبل مجموعة تحمل الأسم نفسه.
"الذئاب المنفردة".. أسلوب ليس بجديد اعتمده تنظيم الإخوان وحلفائه داخل مصر، لتحريض أنصارهم على تنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات عن طريق شن هجمات بشكل منفرد من قبل الأشخاص، دون أن تربطهم علاقة واضحة بالتنظيم للتنصل من الاتهامات الموجهة إليه بدعم وتمويل الإرهاب وبات يطلق المصطلح على الهجمات الفردية التى تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة، بعد دعوة أطلقها أبو محمد العدنانى المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابى نهاية 2013.
الولادة الأولى لـ"الذئاب المنفردة" كانت على يد تنظيم القاعدة، إذ رسخ منظرو التنظيم الإرهابى على رأسهم "أبو مصعب السورى"، أفكارا جديدة فى عقول أنصارهم بعد تلقيهم ضربات قاسية فى أفغانستان والعراق، حيث كلفوهم بتنفيذ عمليات قتل وتفجير بشكل منفرد تفاديا للتضييق الأمنى، مبررين ذلك بأدلة شرعية حرفوها عن موضعها، تارة باستخدام الآية القرأنية: "فقاتل فى سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين"، وتارة آخرى باقتطاع جزء من بعض الآيات مثل: "واقعدوا لهم كل مرصد".
بدأت الاستراتيجية الجديدة الدخول فى طور التنفيذ بوقوع عمليات إرهابية فى بلدان مختلفة، تورطت فيها شبكات موالية للقاعدة تضم بعض الأشخاص اشتهروا فى أعقابها بـ"الخلايا النائمة"، بمرور الأيام ظهر تنظيم داعش فى العراق وسوريا، وعقب استيلائه على مساحات شاسعة من الأراضى، أطلق دعوات على لسان متحدثه أبى محمد العدنانى، حرض فيها اتباع الجماعات الإسلامية فى العالم العربى لتنفيذ عمليات فردية ضد الأجهزة الأمنية وأبناء الطوائف الدينية الأخرى.
عقب تلك الدعوات التحريضية، انتقلت الفكرة إلى تنظيم الإخوان الذى يسعى طوال الوقت لنشر الفوضى والإرهاب فى مصر لإسقاط مؤسسات الدولة، حيث دأب المهندس محمود فتحى بدر، رئيس حزب الفضيلة السلفى وعضو تحالف دعم الشرعية – الهارب إلى تركيا – وأحمد المغير، المعروف بـ"فتى خيرت الشاطر"، على تحريض أتباع التنظيم على تبنى استراتيجية "الذئاب المنفردة" فى استهداف رجال الجيش والشرطة، والبعثات الدبلوماسية وكافة المنشآت الحيوية.
ووفقا للمعلومات التى نجحت أجهزة الأمن المصرية فى اقتناصها من العناصر الإرهابية التى وقعت فى قبضتها على مدار الشهور الماضية، تبين أن جماعة الإخوان اتخذت خطوات سرية لتفعيل عمل "الذئاب المنفردة" تحت إدارة التنظيم لضمان تنفيذ أهدافهم، وتصعيد أعمال التخريب لإرباك جهاز الشرطة وإنهاكه كمرحلة أولى ضمن مخططهم.
وبحسب العديد من تقارير جهاز الأمن الوطنى، لجأت الجماعة فى لهذه التكتيكات الإرهابية باعتبارها وسيلة غير مكلفة للتنظيم، خاصة فى ظل النجاح الأمنى لتفكيك كافة المجموعات المسلحة بالمحافظات، فضلا عن دور دعواتهم التحريضية فى تصعيد الحال التعبوية لأتباعهم والمتعاطفين معهم.
وتأتى خطورة "الذئاب المنفردة" فى عدم وجود سجلات جنائية أو إرهابية للعناصر المنضمة لها، وحرية الأفراد المنضوين فى المجموعات الصغيرة فى اتخاذ القرار وتحديد الزمان والمكان والهدف الذي يتوجه له الفعل الإرهابى.
ومن أبرز المجموعات الإخوانية التى وقعت فى قبضة الأجهزة الأمنية، وتبين أنها تتبع التنظيم وتستخدم استراتيجية "الذئاب المنفردة" فى تنفيذ عملياتها، كل من كتائب حلوان ، حركة مجهولون التى تولى محمود بدر رئيس حزب الفضيلة السلفى مهمة قيادتها، داهف، وحسم، ومولوتوف، والمقاومة الشعبية، وكتائب الذئاب، وحركة إعدام.
وارتكب المنتسبين لتلك المجموعات الإرهابية عدة عمليات على مستوى الجمهورية من بينها تنفيذ اغتيالات لأفراد الشرطة واغتيال وائل طاحون رئيس مباحث المطرية السابق، وإشعال النيران فى سيارات وزارة الداخلية والقضاة ووكلاء النيابة، ورصد المنشآت الدبلوماسية، وزرع العبوات الناسفة بشكل عشوائى، وتفجير شبكات المحمول وأبراج الكهرباء.