سلطت قناة إكسترا نيوز الضوء على التطورات التى تشهدها السودان بعد بيان الفريق أول عبد الفتاح البرهان حل الحكومة ولإعلان حالة الطوارئ، حيث قال أكرم القصاص رئيس تحرير انفراد، أن بيان الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، كان مختصرا وأكد التزامه بالوثيقة الدستورية، مشيرًا إلى أن كل الأعين العربية والمصرية والمنطقة تتوجه إلى السودان، ونأمل أن تستقر الأمور بسرعة وينجح الفريق البرهان فى لملمة الأمور بشكل سريع.
وأضاف رئيس تحرير انفراد، فى مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن الفريق البرهان أكد التزامه بالمسارات الدستورية، ويعتبر ذلك نوع من الطمأنة، خاصة أن الشعب السودانى وحده قادر على حسم الأوضاع وقبولها أو رفضها، فالشعب السودانى شهد فترة من عدم الاستقرار، ونعلم أن الخلافات الحادة بين الأطراف السودانية وصلت إلى الأمور الصعبة، لذلك كان التدخل محاولة إلى إنهاء الصراعات التى قد تعطل الانتقال الديمقراطى .
وشدد "القصاص" على أن الصراعات قد تدخل الأطراف المختلفة فى مواجهات، خاصة أن الشعب السودانى بالكاد يخرج من أزماته الاقتصادية يواجه فعلا أزمة، داعيًا المجتمع الدولى والإقليمى بالنظر إلى هذا الأمر من واقع مصالح الشعب السودانى، والتحرك فى سياق ما يختاره الشعب وصولا إلى الانتخابات التى سوف تفرز بالتأكيد السلطة الدائمة.
وتابع: المطلوب الآن، أن يسير السودان أكثر نحو الاستقرار وإعادة بناء مؤسساته بالشكل الذى يعبر عن مصالح الشعب السودانى وطموحاته وأحلامه، فبعد الثورة أصبح لدى الشعب مطالب مختلفة فى الحرية والعدالة وإصلاح الوضع الاقتصادى، ويتطلب ذلك أن يعطى المجتمع الدولى فرصة إلى الشعب السودانى ليسير نحو ترتيب أوضاعه بالشكل الذى يناسبه، ولا أحد يستطيع أن يتحدث باسم الشعب السودانى إلا الشعب السوداني.
وحول توقيت تشكيل الحكومة الجديدة، قال: هذا مرتبط باستقرار وتهدئة الشارع واذا استقر على حكومة وطنية يوافق عليها تستطيع أن تحل المشاكل الاقتصادية وتسير الأمور أعتقد أن الأمور ستسير نحو شكل هادئ، ولكن من الصعب توقع الشكل العام، .. لن تكون الأوضاع سهلة ، ولكنها غير مستحيلة وقابلة للتحقق فى ظل وحدة الشعب السودانى والتحرك نحو إنهاء المرحلة الانتقالية لتصل إلى الاستقرار البرلمانى والسياسى والاقتصادي.
وحذر "القصاص" من صراعات المصالح والتحركات غير المسؤولة، قائلا: "قد تؤدى إلى صدامات، مضيفا: "الجيش السودانى لم ينزل الشارع ولم يفرض أوضاع اضطرارية حتى الآن".
بدوره أكد الكاتب الصحفى كريم عبد السلام، رئيس التحرير التنفيذى لـ "انفراد"، أن الأطراف المشاركة فى عملية الحوار فى السودان وعملية وضع نظام حكم مؤقت يقوم على حصص معينة لكافة الأطراف ومن مختلف الأحزاب هذا النظام يقتضى قدرا كبيرا من المسئولية السياسية والمسئولية التى تتغلب فيها مصلحة الوطن السودانى على مصالح كافة الفرقاء والأحزاب المشاركة فى هذه التحالفات الحاكمية.
وأضاف رئيس التحرير التنفيذى لـ "انفراد"، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن هناك نوع من الانفراد بقرارات محددة والنزوع نحو الاستئثار بالسلطات لصالح أطراف خارجية وهو الأمر الذى أدى لانفجار الوضع وحل الحكومة والمجلس السيادى وولاه الولايات حتى إجراء الانتخابات المقبلة .
وتابع رئيس التحرير التنفيذى لـ "انفراد"، : نحن نتمنى الاستقرار للسودان ولشعبه خاصة بعد أن دعت عدى أطراف لمظاهرات واحتلال مقرات الحكومة ونوع من العودة إلى الفوضى قبل إرساء الحكم الانتقالى ولا نتمنى أن تحدث مثل هذه المخاطر فى السودان لأنه عانى خلال الـ 3 عقود الماضية لعملية فوضى واقتتال داخلى وصولا إلى نزوع إلى انقسام جديد داخل الأراضى السودانية وهناك قوى خارجية تسعى للنفاذ نحو الداخل السودانى والتعامل مع قوى على الأرض ودعمها لأمام الفوضى الأخرى لعرقلة الفترة الانتقالية.
فيما أكد الكاتب الصحفى يوسف أيوب، رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، أن هناك مجموعة من الإرهاصات التى تشير إلى أن بعض القوى السياسية فى السودان كانت تحاول أن تتسارع للاستئثار بالسلطة دون أى اعتبار للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى السودان وكان لابد أن يكون هناك تحرك فعلى من المهتمين باستقرار وأمن السودان لإنقاذ السودان وهذا ما تم اليوم.
وأضاف رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز: نحن اليوم أمام لحظة فارقة فى تاريخ الثورة السودانية حيث سيتم وضع أليات جديدة لانطلاق السودان، موضحا أن دعوة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للانخراط فى السودان الجديد والحديث عن الانتخابات ودعوته للشباب للمشاركة فى الانتخابات يؤكد هذا الأمر ويسعى لجعل السودان آمنا ومستقرا يهتم بتنمية الأوضاع الاقتصادية.
ولفت رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، إلى أن السودان يعانى من سوء أوضاع اقتصادية حيث ارتفاع فى معدلات البطالة وارتفاع فى الأسعار وهذا لم يحدث إلا بعد تكالب القوى السياسية التى تركت اهتمامات المواطنين.
وتابع رئيس تحرير جريدة صوت الأمة،: كان من المفترض أن يكون هنا اتفاق على بناء المؤسسات الوطنية والإعداد الانتخابات وتحشيت الوضع المعيشى والاقتصادى للسودانيين ولكن وجدنا عكس ذلك مجموعة من القوى السياسية والوزراء انغمسوا فى مسائل شخصية والرغبة فى أن يكون لهم دور فى الحياة السياسية .
من جانبه قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، أن كل مصرى وعربى يتابع تطورات الأوضاع فى السودان الشقيق، مشيرا إلى أن بيان الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة قوى ومختصر وجيد فى توقيته، بعد فترة شهدت تجاذبات سياسية وحزبية، كما أن به قدرا كبيرا من الثقة، لأن رئيس المجلس يقف مع ثورة الشعب السودانى ولا مجال فى تشكيك نوايا المجلس فى الوصول إلى انتخابات حرة نزيهة".
وأضاف وزير الخارجية الأسبق، فى مداخلة هاتفية لقناة اكسترا نيوز: " أن البيان كان مهما أيضا من أجل تهدئة الخواطر داخل السودان والمحيط الإقليمى والدولى بعد أن كان هناك انطباعا بوجود محاولة انقلاب، مضيفا: "الشعب السودانى يهتم جدا بالسياسة وأوضاعه الداخلية ، لكن مر أيضا بفترة كبيرة من الأزمات والانقسامات".
ودعا "العرابي" الغرب لمساعدة السودان خلال الفترة القادمة ، معلقا: "لا داعى لممارسة الضغوط لأن السودان يعرف طريقه..معربا عن أمنيته فى أن يتخطى السودان الظروف التى يمر بها، خاصة فى ظل التحديات ودعاوى الانفصالية لبعض الجهات بالإضافة إلى مشكلة سد إثيوبيا.
وأشار إلى أهمية وحدة الصف السودانى خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن الفترة الانتقالية تتطلب قدر من الهدوء للوصول إلى انتخابات تعبر عن الشعب السودانى، محذرا بشدة من محاولات فرض الوصاية والسلطوية على السودان قائلا: "ستكون فى غير محلها ويجب الانتظار "..لا تسير مع الواقع الموجود على الأرض ويجب أن تتفهم الدول الغربية الواقع وليس فرض الحلول"...فتجربة السودان تعطى مثالا أن مثل هذه الأمور يجب أن تبدأ من الأرض وليس من أروقة واشنطن.
كما أكد السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، أن هناك نقاطا كثيرة فى بيان الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى السودانى، منها الالتزام بالوثيقة الدستورية، موضحا أن الصراعات على السلطة من المكون المدنى السودانى دفعت عبد الفتاح البرهان لاتخاذ قرارات عاجلة.
وأضاف نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن قرارات البرهان بحل المجلس السيادى وإعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة والحديث عن المخاطر هى التى دفعته لتلك القرارات خاصة فى ظل الصراعات بين المكون المدنى وهى صراعات على السلطة.
وأوضح نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، أن عبد الفتاح البرهان تحدث عن القصور الذى حدث فى فترة الحكومة الانتقالية فى عدم استكمال هياكل مؤسسات الدولة سواء فيما يتعلق بالقضاء والمجلس التشريعى ووضع منطقة شرق السودان وهو أمر فى غاية الأهمية لأنه يؤثر على الوضع الاقتصادى بالسودان بجانب وحدة السودان خاصة بعد المطالبة بحكم ذاتى كل هذه الأمور شكلت دوافع للتحرك نحو هذا الاتجاه.