واجهت شركة فيس بوك فى السنوات الأخيرة الكثير من المشكلات والعقبات والانتقادات من الرأى العام وخبراء الامن السيبرانى بالإضافة إلى استجوابات رسمية امام الكونجرس الأمريكى لكنها الان واحدة من المحتمل أن تكون الأكثر شدة فى تاريخها الممتد على مدار 17 عاما.
وفقا لوكالة أسوشيتد برس، بدأ اتحاد مكون من 17 مؤسسة إخبارية أمريكية فى نشر سلسلة من القصص تسمى "وثائق فيس بوك" بناءً على مجموعة من المئات من وثائق الشركة الداخلية التى تم تضمينها فى الإفصاحات التى تم إجراؤها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات وتم تقديمها إلى الكونجرس فى شكل منقح من قبل المستشار القانونى لموظفة الشركة المستقيلة فرانسيس هوجين.
أظهرت مجموعة ضخمة من المستندات من داخل شركة فيس بوك صعوبة السيطرة الشركة على تطبيقاتها وما يعرض على منصاتها من محتوى، وتكشف "وثائق فيس بوك" أن الشركة كانت ترتكب أخطاء فى تعاملها مع المحتوى الذى ينشره مستخدميها.
تظهر الوثائق أن موظفى فيس بوك يثيرون هذه المخاوف، وأن القضايا تؤدى إلى قدر كبير من المعارضة الداخلية.
وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس، كتب أحد الموظفين، الذى حُذف اسمه: "لقد رأيت العديد من الزملاء محبطين وغاضبين للغاية، وفى الوقت نفسه، يشعرون بالعجز و(الإحباط) بشأن الوضع الحالي"، وأضاف: "وجهة نظرى هى، إذا كنت تريد إصلاح فيس بوك، فافعل ذلك من الداخل".
ويفحص جزء كبير من التقارير عن الوثائق كيفية استجابة فيس بوك للتهديدات بالعنف قبل احتجاجات 6 يناير والتى انتهت باقتحام الكونجرس، وتظهر الملفات أيضًا مدى اختلاف هذه المعايير عبر البلدان المختلفة، وكيف كافح فيس بوك لمراقبة المحتوى فى البلدان التى لا تتحدث الإنجليزية.
كما توضح كيف يتعين على فيس بوك أن يوازن بين الامتثال للرقابة والقيود المفروضة على حرية التعبير فى مختلف البلدان التى يعمل فيها، مع تقييم ما إذا كان يجب أن يمتثل للقيود لضمان قدرته على البقاء فى الأسواق المربحة.
أشارت الوكالة إلى أن الملفات التى توضح تفاصيل المحادثات الداخلية على لوحات الرسائل على فيس بوك، ليست سوى أحدث تسريب للمنصة التى شهدت مجموعة من المعلومات التى تم إصدارها للجمهور فى الأسابيع الأخيرة. كانت بعض الوثائق أساس تلك التقارير، فى صحيفة وول ستريت جورنال، والتى كشفت، من بين أمور أخرى، أن فيس بوك يبدو أنه يدرك أن انستجرام كان ضارا للأطفال.
من جانبها، رفض فيس بوك المزاعم وقالت أن التقارير حول الوثائق تسيء وصف أفعالها وجهودها، وقال متحدث باسم فيس بوك فى بيان "جوهر هذه القصص هو فرضية خاطئة نعم، نحن شركة ونحقق أرباحًا، لكن فكرة قيامنا بذلك على حساب سلامة الناس أو رفاهيتهم تسيء فهم أين تكمن مصالحنا التجارية".
وفى السياق نفسه، يقال أن الشركة تخطط الآن لإعادة تسمية نفسها تحت اسم جديد فى وقت مبكر من هذا الأسبوع، مع استمرار موجة التغطية النقدية فى محاولة واضحة لقلب الصفحة.
ووفقا لمتحدث رسمى باسم فيس بوك، استثمرت الشركة 13 مليار دولار منذ عام 2016 لتحسين أمان منصاتها، قائلا: "40 ألف شخص يعملون فى مجال السلامة والأمن على منصتنا، بما فى ذلك 15000 شخص يراجعون المحتوى فى أكثر من 70 لغات تعمل فى أكثر من 20 موقعًا فى جميع أنحاء العالم لدعم مجتمعنا".
وقال المتحدث: "لقد أزلنا أيضًا أكثر من 150 شبكة تسعى للتلاعب بالنقاش العام منذ عام 2017، وقد نشأت فى أكثر من 50 دولة، ومعظمها قادم من الولايات المتحدة أو يتركز خارجها ويظهر سجلنا الحافل أننا نتصدى للانتهاكات خارج الولايات المتحدة بنفس الحدة التى نطبقها فى الولايات المتحدة".
ومع ذلك، تشير الوثائق إلى أن الشركة لديها الكثير من العمل الذى يتعين القيام به للقضاء على جميع الأضرار ومعالجة العواقب غير المقصودة.
كما اتهم مجلس الرقابة المستقل فى فيس بوك الشركة بأنها ليست "صريحة تمامًا" بشأن تفاصيل برنامجCross-Checkالذى يقال إنه يحمى ملايين المستخدمين المهمين من قواعد تعديل المحتوى العادية لمنصة التواصل الاجتماعي.
خلال ذلك، يبدو أن الشركة تفقد الثقة بسرعة داخليًا حيث تشير العديد من الوثائق الداخلية إلى مخاوف بين الموظفين بشأن تصرفات الشركة، بما فى ذلك منشور فى ديسمبر 2020 حول التناقص فى فريق النزاهة بالشركة والذى تزامن مع بعد الانتخابات الرئاسية وتعيين موظفيه لأدوار أخرى داخل الشركة.