المدير الإقليمى لـ"إيفاد": مبادرة حياة كريمة تنموية متكاملة لسكان الريف.. دينا صالح لـ"انفراد": شراكتنا مع مصر بدأت 1980 وندعم 20 مشروعا بـ1.1 مليون دولار.. وإدارة القاهرة لأزمة كورونا تستحق التحية

تنمية علي امتداد البصر، ومجالات جديدة ترسم ملامح "حياة كريمة".. بهذا الجهد استطاعت الدولة المصرية أن تحول الحلم إلى حقيقة، لتدشن دعائم تنمية شاملة كانت محل إشادات عالمية وعربية لما مثلته تلك المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي من ترجمة حقيقية لمعايير حقوق الإنسان وبمقدمتها الحق في العيش الكريم. وخلال حوارها الذي يأتي قبل أيام من انطلاق قمة المناخ، تطرقتديناصالحالمدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للتنمية الزراعية"إيفاد" للعديد من الملفات بمقدمتها أوجه التعاون بين الحكومة المصرية و"الإيفاد" لتطبيق نظم زراعية وري تراعي التغييرات المناخية، وتحمي الرقعة الزراعية في مصر من المخاطر المستقبلية المحتملة. "صالح" التي تمتلك خبرة دولية في مشاريع وبرامج التنمية في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وصفت خلال حوارها مبادرة "حياة كريمة" بـ"المشروع الرائد"، مشيرة إلى أنها تعد مبادرة تنموية متكاملة لسكان الريف داخل مصر، بما يجعها ملحمة رائدة لرفع كفاءة الريف المصري ومن مستوي من يعيشون فيه. كما تطرقت "صالح" التي سبق لها الانضمام للصندوق الدولي للتنمية الزراعية في 2007 للعديد من الملفات بينها أوجه التعاون بين الحكومة المصرية والهيئة الأممية منذ عام 1980 وأبرز المشروعات المشتركة بين الجانبين ، بخلاف الحديث عن ملامح الشراكة المستقبلية بين الدولة المصرية و"الإيفاد" ، وغير ذلك من التفاصيل .. فإلي نص الحوار.. أطلعينا على دور المكتب الإقليمي للإيفاد وعدد الدول التي يعمل به ؟ المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للتنمية الزراعية " الإيفاد" الموجود في مصر يغطى 8 دول بخلاف مصر، هي اليمن ولبنان وسوريا والأردن والعراق والسودان والصومال وجيبوتي، ويركز عمل المكتب على القطاع الزراعي وتنمية الريف تنمية متكاملة ومستدامة ليصل قيمة المبالغ المقدرة للمشروعات بالمنطقة مليار 100 مليون لدعم 20 مشروعا من خلال تدخلات في البنية التحتية للمناطق الريفية منها الصرف الصحي ومياه الشرب وكذلك الاهتمام بالصحة والتعليم حتى تصبح القرى في هذه الدول نموذج تنموي متكامل ومستدام هذا بالإضافة إلى بناء القدرات وإدخال التكنولوجيا الحديثة. أبرز ملفات عمل المكتب الإقليمي للإيفاد؟ وماذا عن عمل المكتب فى مصر؟ نعمل بشكل كبير في تنمية القطاع الريفي بالكامل في عدة أوجه وبعدة تدخلات وتضم مصر أكبر عدد من المشروعات لصندوق الايفاد بمحفظة تبلغ مليار و100 مليون دولار لـ20 مشروع تشمل تنمية الريف بالكامل في كافة القطاعات وأغلب المشروعات التي نعمل بها هي الري الحديث وتطوير الرى وإدخال أحدث التكنولوجيا في قطاع الزراعة لخدمة ملف التغير المناخى ومنها استخدام الطاقة الشمسية ويسعى الصندوق إلى تحقيق الاستخدام الأكثر استدامة للموارد الطبيعية؛ وتعزيز الاستراتيجيات الذكية مناخيا؛ والاستفادة من الفرص التي توفرها مشاركة القطاع الخاص للتوسع في مجال الزارعة وتشمل الأنشطة تعزيز المهارات التقنية والقدرات التنظيمية والاستفادة من الفرص الاقتصادية الريفية وغير الزراعية في المناطق الريفية وتحسين فرص حصول المزارعين الريفيين على خدمات ذات جودة أفضل. وماذا عن تعاون الايفاد مع القطاع الحكومي في مصر؟ صندوق الأمم المتحدة للتنمية الزراعية "إيفاد" لدية شراكة طوية الأمد مع مصر منذ 1980 وهى شراكة فعلية ومثمرة وتم من خلالها إقامة 14 مشروعا بقيمة أكثر من مليار و100 مليون دولار، واستهدفت 7 ملايين شخص وكان لها أثر كبير فى المجتمع الريفي، ومن أهمها مشروع غرب النوبارية التابعة لمحافظة البحيرة وهو المشروع الذى استهدف الشباب من خريجي الجامعات وتم توفير فرص عمل لهم ويعتبر نموذج متكامل للتنمية الريفية ضم استصلاح أراضي وانشاء وحدات صحية وفصول رياض أطفال ، حيث أن التركيز الأساسي للصندوق هو التنمية الزراعية ويتم تحديث المشروع وفقا الاحتياجات للتنمية المتكاملة للمنطقة المقام بها المشروع . ماذا عن دور إيفاد في دعم الريفيين خلال جائحة كورونا ومدى استجابة مصر للجائحة ؟ جميع الفئات تأثرت بشكل كبير خلال جائحة كورونا والتي ضربت العالم أجمع وقام صندوق الأمم المتحدة للتنمية الزراعية " الايفاد" بتحديث خطة وفق الأوضاع ووفق تأثير الجائحة، وكان تأثير كورونا على سكان الريف كبير وأثر على الحصول على مستلزمات الزراعة، وكذلك التسويق حيث قامت الأيفاد في بداية الامر بعمل مسح على كافة المتضررين ومدى الاضرار التي وقعت على هذا القطاع بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، وكذلك وزارة الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي للوصول إلى اثار جائحة كورونا على سكان الريف ومن منطلق هذا يتم توفير حلول لمعالجة التحديات التي واجهتهم خلال الازمة . كما كان للإيفاد تركيز كبير على الوضع الصحي خلال ازمة كورونا، حيث قامت بحملات توعية مكثفة ونشر معلومات حول كيفيه مواجهة الفيروس، وكذلك حملات تعقيم لمناطق المشروعات، وعملنا على التنسيق لدعم تسويق المنتجات في مواجهة عملية الاغلاق ضمن تداعيات أزمة كورونا إضافة إلى تأجيل المديونيات وعمليات الإقراض لتخفيف العبء على المزارعين وسكان الريف. ومن هذا المنطلق أوجه تحية كبيرة للإدارة المصرية في مواجهة جائحة كورونا والتي نجحت في السيطرة على الوضع وإدارة الملف بشكل قوى ومن أهم هذه الملفات إدارة الأمن الغذائي، حيث أن كثير من الدول تأثرت بشكل كبير بالجائحة، ومصر استطاعت ان تدير هذه المنظومة من خلال برامج دعم اجتماعي للمواطن وتخصيص برامج تكافل للعاملين المتأثرين بالجائحة، حيث أنه هناك برنامج متكامل بدأت به الحكومة المصرية على الفور على العمل به لمواجهة الجائحة وتحدياتها. كيف ترى الايفاد مبادرة " حياة كريمة " لدعم الريف المصرى ؟ المبادرة الرئاسية " حياة كريمة" هي أحد المبادرات الهامة والرئيسية التي تدعم أهداف صندوق التنمية الزراعية للأمم المتحدة " الإيفاد “وهى مبادرة تنموية متكاملة لسكان الريف، وتعد نموذجا رائدا وأوجه تحية للحكومة بالإعلان عن هذا النموذج التنموى المتكامل لسكان الريف ، وتعمل الايفاد في الرؤية نفسها التي تعمل بها المبادرة، حيث يعمل صندوق الايفاد في 30 قرية في صعيد مصر من خلال مشروعات تنموية لذات الهدف التي تعمل به مبادرة " حياة كريمة " ندعم بقوة المبادرة وعلى استعداد كامل للعمل اكثر واكثر مع الحكومة المصرية لتوسيع اطار التنمية المتكاملة والمستدامة . ماذا عن قمة التمويل المشترك لعام 2021 التي عقدت خلال الأيام القليلة الماضية؟ قمة التمويل المشترك التي عقدت في الفترة من 19 إلى 20 أكتوبر 2021 في روما من أهم الاجتماعات التي عقدت في إطار تحديات ومواجهة جائحة كورونا التي تسببت في تعطيل الاجتماعات الهامة للتنمية حيث استهدفت القمة جمع الجهات المعنية الحكومية والخاصة لتقوية الشراكة والقطاعات التمويلية لعمل تنمية مستدامة ومتكاملة للريف . وعملت القمة على الاستعانة بمجتمع بنوك التنمية بأكملها، والذي يضم أكثر من 500 بنك تنمية ذاتية وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين (الحكومات والبنوك المركزية والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومراكز الفكر والأوساط الأكاديمية وجهات أخرى ). ماهى ملامح زيارة وفد الصندوق لمصر التي تستغرق 5 أيام ؟ الزيارة تتم بشكل سنوي، وكانت مقررة في عام 2020 إلا أن ظروف جائحة كورونا وعمليه الاغلاق التي حدثت حالت دون انتظامها والهدف من الزيارة هو تفقد المشروعات التي يعمل بها الصندوق في مصر ومدى تأثيرها التنموي على المستهدفين ومناقشه المشروعات المستقبلية وكيفية دعم الصندوق لبرامج جديدة في مصر . وسنقوم بعدة زيارات منها مناطق "العامرية وكفر الشيخ والنوبارية " ولقاء مع المزارعين والمستفيدين والجهات الحكومة واجتماعات مع الوزراء المعنيين بمشروعات الايفاد في مصر . ماذا عن رقمنة القطاع الزراعي؟ ودورها في تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين؟ نعمل بقوة على إدخال التكنولوجيا الحديثة في مشروعات الايفاد في مصر وتدريب المستفيدين على هذه التكنولوجيا لبناء القدرات والكوادر الوصول بهم لمستويات جديدة من التنمية المستدامة، حيث قام الصندوق بإنشاء موقع الكترونى يعمل على تسويق منتجات المزارعين، وذلك من أهم الخطوات لمواجهة تحديات جائحة كورونا والتي أثرت على الانتقال لتسويق المنتجات ، بالإضافة إلى إدخال التكنولوجيا الحديث للري وأيضا استخدام المياه للمساعدة في استخدامات المياه وماذا عن أهمية الرقمنه للوصول الى معايير سلامة الأغذية وكذلك حماية صادرات مصر؟ تعمل الرقمنه والتكنولوجيا الحديثة على رفع وعى المزارع والمواطن على السواء بسلامة الأغذية والارشادات الخاصة بسلامة الغذاء وعدم الهدر في المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى حماية الصادرات المصرية من خلال الوصول إلى احتياجات السوق ورفع سلاسل القيمة للزراعات المصرية وعملية إرشاد المزارع في كل خطوات الزراعة ومواجهه تحديات الإنتاج والتسويق والالمام بالمعلومات التسويقية، ومنها أسعار المنتجات في الأسواق الدولية كما تساعد الرقمنه في الوصول بالمزارع إلى كافه الجهات المعنية ومواجهة التحديات التي وقعت خلال أزمه جائحة كورونا من الاغلاق وصعوبة الوصول بين المزارع والجهات المعنية وتوفير تكلفه الانتقال للوصول الى المعلومات والخدمات .