عاشت "سيدة حسن" وشقيقتها الصغرى دون زواج تجمعهما شقة متواضعة بحى الغمراوى بمدينة بنى سويف، يتقاسما كسرة الخبز وشربة الماء، مرت السنوات وضعف بصر الكبرى تدريجا وأصيبت الصغرى بورم سرطانى فى المخ، وقرر طبيب كانت تتردد عليه احتياجها لإجراء جراحة عاجلة لاستئصال الورم بتكلفة مالية عالية، والشقيقتان لا تمتلكان من المبلغ المطلوب شيئا.
ضاقت الأرض بما رحبت على "سيدة" لعدم قدرتها على تدبير المبلغ لإنقاذ حياة شقيقتها الصغرى، ونصحها الجيران والمعارف باقتراض 25 ألف جنيه من أحد المواطنين، فوافقت وحصلت على المبلغ بعد توقيعها على "شيكات"، وأجرت العملية لشقيقتها التى شاءت الأقدار أن يختارها الله إلى جواره بعد أيام من مغادرتها المستشفى، تاركة الشقيقة الكبرى وحيدة فى الدنيا تقضى متطلباتها المنزلية بنفسها رغم ضعف نظرها، وتحاول سداد الدين الذى تراكم عليها بعد شهور من وفاة أختها التى كانت تعتمد عليها فى شراء مستلزمات واحتياجات المنزل وإعداد الطعام ومساعدتها فى التجول داخل الشقة.
تعثرت العجوز فى سداد المبلغ المتفق عليه شهريا نتيجة ضعف الدخل والتزامها بدفع إيجار الشقة، وطالبها المقترض بالسداد أكثر من مرة ولم يجد سوى البكاء ردا، ولم يرق قلبه لحالها بل قام برفع دعوى تبديد أمانة وصدر حكم ضد العجوز ذات الـ75 عاما بالسجن لمدة عام، وتدخل الجيران ومن يتواصلون مع سيدة ويساعدونها لدى صاحب الدين، وتمكنوا بعدما ترددوا عليه أياما متتالية من إقناعه بالتنازل عن جزء من المبلغ ليصبح المتبقى 10 آلاف جنيه شريطة أن تقوم العجوز بالسداد فى أقرب وقت، حتى يمكنه بعد ذلك إبلاغ المحامى بالتنازل عن الدعوى القضائية لإلغاء الحكم الصادر ضدها.
تلك مأساة عجوز ضعف بصرها ولم يتبق لها فى الدنيا سنوات أكثر مما عاشت، ومن المتوقع فى أى لحظة القبض عليها وإيداعها السجن فهل تتحرك القلوب الرحيمة لسداد مبلغ 10 آلاف جنيه قيمة الدين وإنقاذها، خاصة ونحن فى أيام شهر كريم يتسابق فيها الناس لفعل الخيرات والبحث عن مصارف يضعون فيها زكاة أموالهم.