بعد مرور أكثر من 20 عامًا، تعود امرأة لتتولى رئاسة البرلمان الألمانى المعروف بالبوندستاج فى أول جلسة له، انتخب البرلمان الجديد، السياسية عن الحزب الاشتراكى الديمقراطى بيريل باس رئيسة له، خلفا للمسيحى الديمقراطى، فولفجانج شويبله، بعد أن حصلت على تأييد 576 عضوا من إجمالى 724 عضوا، وصوت بالرفض 90 عضوا، بينما امتنع عن التصويت 58 عضوا، لتصبح باس ثالث سيدة تحتل هذا المنصب منذ تأسيس الجمهورية الألمانية عام 1949.
ومن الناحية البروتوكولية، تشغل باس ثانى أعلى منصب فى الدولة بعد الرئيس الاتحادى، وأعلى سلطة من المستشار الألمانى، ووفق المعمول به، تكون رئاسة البوندستاج من نصيب الكتلة البرلمانية الأكبر، وهى كتلة الحزب الاشتراكى الديمقراطى، بعد فوزه فى الانتخابات التشريعية فى 26 سبتمبر.
وتناقلت الصحف الألمانية السيرة الذاتية لرئيسة البرلمان التى لم تسلط عليها الأضواء من قبل، ولا أحد تقريبا يعرفها من خارج الدائرة السياسية، وفقًا لصحيفة دويتش فيله الألمانية.
ولد ت باس فى سنة 1968 بمنطقة فالسوم التابعة لمدينة دويسبورج الألمانية، ونشأت فى أسرة مكونة من خمسة أبناء، وتميزت حياتها المهنية بالمثابرة، فبعد الانتهاء من المدرسة الثانوية والتدريب كمساعدة بأحد المكاتب، تمت ترقيتها إلى مجلس الإشراف فى شركة للنقل فى دويسبورج، وواصلت باس تدريبها، حتى أصبحت خبيرة اقتصادية فى مجال التأمين الصحى، وبعدها خبيرة للاقتصاد فى إدارة شؤون الموظفين.
عملت نائبة فى البرلمان الألمانى منذ عام 2009، ومن عام 2013 إلى عام 2019 كانت واحدة من المديرين البرلمانيين، وفى الفترة التشريعية السابقة، كانت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لشؤون الصحة والتعليم والبحث العلمى، وفى الانتخابات الأخيرة، حافظت على عضويتها عن دائرة دويسبورج الأولى للمرة الرابعة بأكثر من 40 % من الأصوات.
ترعى باس مجموعة من المشاريع والمؤسسات الصحية، منها المركز الطبى للقديس رافائيل فى هوكينجن دويسبورج، كما أنها عضو فى مجلس أمناء مؤسسة المعونة الإنسانية للمصابين بداء نقص المناعة البشرية (الإيدز).
وحسب ما تداولته وسائل إعلام ألمانية، فإن وراء اختيار باس لهذا المنصب، هو إلمامها الجيد بالعمل البرلمانى مقارنة بزملائها الآخرين، كما يعود ذلك إلى تعالى الأصوات النسائية فى الحزب الاشتراكى الديمقراطى من أجل أن تتراس امرأة البوندستاج، فى حين لو حصل رجل على هذا المنصب، فإن جميع الوظائف المهمة، بمن فيها الرئيس الإتحادى، ورئيس البوندستاج والمستشار - كان سيشغلها رجال من الحزب الاشتراكى الديمقراطى، الأمر الذى كان سيشكل إحراجا للحزب وتوجيه النقد إليه، حيث يولى مرشح الحزب الاشتراكى الديمقراطى للمستشارية، أولاف شولتس، أهمية كبيرة للتكافؤ بين الجنسين.
وقالت بيريل باس فى البرنامج التلفزيونى "آر تى إل ديريكت": "ربما يساعد ذلك "فى تشجيع الكثير من النساء على الانخراط فى السياسة"، وإن أحد العوائق هو التوفيق بين الأسرة والسياسة، فالعديد من النساء يترددن فى قبول مناصب سياسية لأسباب عائلية".
كما كشفت بيربل باس، وفق وسائل إعلام ألمانية عن شغفها بكرة القدم وهى كذلك عضو فى نادى دويسبورج لكرة القدم، فى مسقط رأسها ودائرتها الانتخابية.