الشهيد فضل الحرب عن الزواج وأرسل خطابا لوالده يطالبة أن يرسل إليه جنيه أن وجد
43 عاما مرت على ذلك المشهد يوم، تمكن المقاتل الشهيد البطل، النقيب "أحمد نبيل قورة" أحد أبطال حرب أكتوبر - العاشر من رمضان، ومعه مجموعة من أفراد كتيبته، من حرق وتدمير 16 دبابة إسرائيلية، على مشارف مدينة السويس الباسلة، وأوقف زحف دبابات العدو لتلك الثغرة، لكن إحدى الدبابات الغادرة قامت باستهدافه وسقط شهيدا، بعد أن سجل فى سجلات الشرف العسكرى أعلى درجات التضحية بالنفس والبطولة، وتقديرا لشجاعته وبسالته الخارقة.
اسمه بالكامل النقيب "أحمد نبيل حسن السيد قورة" مواليد 1949 بقرية العلاقمة مركز ههيا بمحافظة الشرقية، قام الرئيس السادات بمنح أسرته وسام نجمة الشرف العسكرى، الذى يعد أعلى وسام بالجيش المصرى، وكان الشهيد أصغر ضابط مصرى يحصل عليه، "انفراد" تقابل مع شقيقه وكان لنا معاه هذا اللقاء وسألنا عن ما تبقى من محتويات الشهيد وعن ذكرياته معه.
رشدى قورة شقيق الشهيد يروى تفاصيل العمل البطولى الذى قام بيه الشهيد
يقول رشدى حسن السيد عطية قورة، 62 سنة، ضابط شرطة بالمعاش، ومقيم بقرية العلاقمة، إن والده كان عمدة القرية ومن الأعيان وكان له 8 أشقاء، كان شقيقه "أحمد نبيل" الخامس فى الترتيب، وتخرج من الكلية الحربية سنة 1970 من سلاح المشاة، والتحق بالعمل بالفرقة 23 مشاة، بالجيش الثالث الميدانى بالسويس، ومنذ تخرجه وحتى استدعائه للحرب فى 1 أكتوبر قام بتلقى العديد من الفرق التدريبية، وفرقة الصاعقة لحبه الشديد لعمله، وانتمائه للمؤسسة العسكرية، القوات المسلحة المصرية ولوطنه العزيز جمهورية مصر العربية.
ويضيف "قورة" كان شقيقه الملازم أول حديث التخرج، فى أول أكتوبر 1973، وكان عمره 20 سنة، وكان رئيس الفرقة 23 مشاة بالجيش الثالث الفريق أول أحمد بدوى.
الشهيد أحمد نبيل كان مكلفا بعملتين أثناء حرب أكتوبر لكنه قام بخمس عمليات ودمر 16 دبابة للعدو
وأضاف قورة، أن شقيقه الشهيد البطل، كان مكلفا بالقيام بعملتين أثناء الحرب، إلا أنه قام بخمس عمليات خلف خطوط العدو، بنجاح باهر، وعند حدوث ثغرة بين الجيش الثانى والثالث الميدانى ونظرا لفدائيته، وانتماءه رشحه الفريق "أحمد بدوى" ومعه مجموعة من الفدائيين للتصدى لدبابات العدو الإسرائيلى، لاستغلال العدو تلك الثغرة وكان أعد الدبابات الإسرئيلية، لاقتحام الثغرة بين الجيش الثانى والثالث الميدانى والدخول منها إلى طريق القاهرة السويس الصحراوى، وقام الشهيد بالتصدى ومعه باقى المجموعة الفدائية لتلك الدبابات وأحرق ودمر منها 16 دبابة،على مشارف مدينة السويس الباسلة، مما أوقف زحف دبابات العدو لتلك الثغرة، إلا أن أحد الدبابات الغادرة قامت بالتعدى عليه، أثناء قيامه بإعطاء تعليمات بالضرب لباقى الفدائيين، واستشهد فى الحال ومعه 5 من جنود فرقته،ووقتها حصل حصار لجزء من الجيش الثانى والثالث، من قبل العدو الإسرئيلى، وانقطعت أى أخبار عن "أحمد " إلى أن علم شقيقى "سيد" الذى كان ملازم بالجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية، سلاح دفاع جوى، عن طريق زملاءه من داخل سلاح الإشارة، واتصل بالفرقة 23 مشاة يطمئن على شقيقه، فعلم أنه استشهد ومعه 5 من جنود فرقته، وعم الحزن قريتنا لفترة طويلة حزنا على الشهيد.
ويضيف "قورة" أن شقيقه كان محبوبا جدا من جميع أهالى القرية وزملائه، وكان اجتماعى ويقوم بزيارة أقاربه، وآخر مرة زار قريته، كانت قبل الحرب بشهر، وأوصى والده على جميع أشقائه، ولم يكن يفكر فى الزواج، إلا بعد أن يؤدى واجبه بالقوات المسلحة وعودة الأرض كاملة، مع أن الكثير من فتيات القرية كانت تحبه لوسامته وأدبه، وكان دائم إرسال خطابات لأسرته للاطمئنان علينا، وآخر مرة أرسل جواب يخبرنا فيه بأنه استلف جنيه من أخيه "محمد" ويطلب من والده أن يرسل إليه جنيه أن وجد لشراء بعض المستلزمات إليه.
الرئيس السادات يقرر منح الشهيد وسام نجمة الشرف العسكرى أعلى وسام فى الجيش المصرى
ويستطرد شقيقه الشهيد، أن الرئيس السادات، منح الشهيد النقيب "أحمد نبيل" وسام نجمة الشرف العسكرى أعلى وسام فى الجيش المصرى، وصادر بيه قانون من مجلس الشعب، تقديرا لشجاعته، وتم تسلميه لوالدى والدتى وكنت معاهم بالقصر الجمهورى، وتم دفن الشهيد وجنوده بمدافن حى الأربعين بمدينة السويس الباسلة، وقرر الرئيس السادات، عمل حراسة خاصة على مقابر وكان فى كل زيارة رسمية له لمدينة السويس، يزور تلك المجموعة مع غيرهم من الشهداء، لتقديره للدور الذى قامت بيه المجموعة وإعادة التوازن للجيش المصرى، لكن الرئيس مبارك قام بنقل شهداء الحرب جميعا إلى طريق مصر القاهرة الصحراوى.
المشير طنطاوى يمنح أسرة الشهيد درع الجيش الثالث سنة 2008
وأضاف "قورة" سنة 2008 تم تنظيم يوم الاحتفال بتفوق الجيش الثالث، وتم عمل إعادة لحرب أكتوبر كاملة، على الضفة الشرقية من قناة السويس على مساحة شاسعة، تجسيد كامل للحرب بكل أنواع الأسلحة، لكى يتم إبراز العملية التى قام الشهيد النقيب "أحمد نبيل حسن"، وتم تسليم درع الجيش الثالث نيابة عن الشهيد، من الجيش الثالث والفريق صدقى صبحى، كان رئيس أركان الجيش الثالث، فى ذلك الوقت وهو الذى أشرف على الاحتفالية كاملة وتم تكريمنا بالزى الشرطى، حيث كنت رئيس مباحث مديرية أمن شمال سيناء.
شقيق الشهيد يطالب ببناء مجمع مدارس بالقرية وإطلاق اسم شقيقه عليه
وتم إطلاق اسم الشهيد على مدرسة ابتدائى، عبارة عن فيلا، تم إيجارها من قبل التربية والتعليم من أحد أبناء قرية العلاقمة، ولكنها لا تكفى، وناشد شقيق الشهيد، الدولة بتخصيص قطعة أرض فضاء ملك للوحدة المحلية وبالقرية عبارة عن 16 قيراط وغير مستفيد منها بنائها مجمع مدارس يخدم القرية ويطلق عليه اسم الشهيد، كما ناشد القوات المسلحة بمنحه شقة، لأن المستفيد الوحيد من معاش الشقيق بعد وفاته والديه، ولم تحصل أسرة الشهيد على شقة من القوات المسلحة مثل باقى شهداء القوات المسلحة مع قيامه بدفع كافة نفاقتها، كما طالب باستخراج كارنيه للعلاج فى مستشفيات القوات المسلحة.