نسمع جميعا عن مصطلح طبقة الأوزون، وهناك البعض يتداول معلومات مغلوطة عن الأمر، ويظن أننا بعيدون عن الموضوع لكن نحن جميعا شركاء فى المسئولية، فالكون جميعه قطعة واحدة يؤثر ويتأثر، وانطلاقا من دورنا الريادى فى العالم وأفريقيا، لكى تتمكن مصر من الوفاء بالتزماتها تجاه بروتوكول مونتريال وللحفاظ على طبقة الأوزون كان لزاماً أن تتضافر كل الجهود للوصول إلى هذا الهدف القومى، والتعاون بين وزارت البيئة، والتجارة والصناعة، والزراعة، والمالية فى مصلحة الجمارك.
تعريف طبقة الأوزون
فى البداية دعونا نتعرف عن ماهية طبقة الأوزون، إنها الطبقة التى تحتوى على غاز الأوزون، فى طبقات الجو العليا من الغلاف الجوى، والتى تقع فى الغلاف الاستراتوسفيرى للغلاف الجوى، وطبقة الأوزون تحيط بالغلاف الجوى إحاطة كامـلة على ارتفاع يتراوح مابين 20 و 30 كيلـومترا من سطـح الأرض ويتراوح سمكها من 2-8 كيلومتر.
ما أهمية طبقة الأوزون
لطبقة الأوزون دور مهم جدا فهى بمثابة المرشح الطبيعى والدرع الواقى الذى يحيط بالأرض ليحميها، من الجزء الضار من الأشعة فوق البنفسجية(Urtla Violet - B)، والتى لها أضرار جسيمة بصحة الإنسان والحيوان على حد سواء، بالإضافة لدورها فى تقليل نمو النبات وإنتاج المحاصيل الزراعية، إضافة لكونها تؤثر على نظم البيئة المائية.
الإنسان والأوزون
يعد النشاط البشرى بكل ما استحدثه الإنسان من تكنولوجيا، سببا رئيسيا فى تخليق المواد الكيميائية، مثل الكلوروفلوروكربونات والهيدروكلوروفلوروكربونات، التى تستخدم بكثرة فى أجهزة التبريد والتكييف المنزلية والتجارية والصناعية، والهالونات المستخدمة فى أنظمة مكافحة الحرائق، والتى أدى بعض منها إلى تدمير هذه طبقة الأوزون".
ويتعدد أيضا الأسباب التى يخلفها الإنسان وتكون سبب فى تدمير الغلاف الجوى منها، مادة بروميد الميثيل المستخدمة كمبيد حشرى فى تخزين المحاصيل الزراعية وتعقيم التربة الزراعية، وبعض المذيبات المستخدمة فى تنظيف الأجزاء الميكانيكية والمعدنية والدوائر الالكترونية مثل مادة رابع كلوريد الكربون.
كل ما سبق من أنشطة مضرة تحتوى عادة على ذرات من الكلور أو البروم تنفصل نتيجة لتأثرها بالأشعة فوق البنفسجية فتتجه إلى أقرب وحدة من غاز الأوزون الذى يتكون من ثلاث ذرات أوكسجين وتضم إليها إحداها تاركة ذرتين (وحدة لا تقاوم الأشعة فوق البنفسجية) وتمضى ذرة الكلور ومعها ذرة الأوكسجين إلى أن تلتقى بذرة أوكسجين أخرى منفردة، فتلتحم ذرتا الأوكسجين مع بعضهما مكونة وحدة أوكسجين (وحدة لا تقاوم الأشعة فوق البنفسجية) وتنفصل ذرة الكلور وتمضى إلى وحدة أوزون أخرى لتفعل معها نفس الشىء – وهكذا تتكرر عملية الهدم هذه ملايين المرات وذلك فى الطبقات العليا (الاستراتوسفيرية).
البرنامج المصرى لحماية طبقة الأوزون
وهناك برنامج مصرى وضع لحماية طبقة الأوزون، متضمناً حجم الأنشطة الصناعية والتجارية المختلفة، والتى تحتاج لتطبيق البدائل وكذلك مشروع لقرارات وقواعد عامة لتنفيذ الالتزامات المصرية.
ويشمل البرنامج المصرى لحماية طبقة الأوزون قطاعات صناعية وزراعية عديدة منها قطاع الفوم، والثلاجات، والصيانة لوحدات التبريد والتكييف، والمذيبات، الهالون، وبروميد الميثيل، والرؤيا المستقبلية، التى تتماشى مع التوجه العالمى لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحرارى وتقليل آثار التغيرات المناخية تسعى السياسة البيئية.
وتقوم مصر باستكمال تنفيذ خطة التخلص التدريجى من استخدام المواد الهيدروكلورفلوروكربونية، المستنفدة لطبقة الأوزون فى قطاع تصنيع منتجات الفوم ومواد العزل، من خلال الانتهاء من توفيق أوضاع الشركات الوطنية العاملة فى هذا المجال والتحول إلى استخدام مواد صديقة ووقف استخدام مادةR141bبحلول عام 2020، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية(UNIDO)وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى(UNDP).
كما يأتى اختيار أفضل البدائل والتكنولوجيات الحديثة، وفقاً لمبادرة تقييم البدائل الصديقة والمناسبة للبيئة المصرية(EGYPRA)فى قطاع صناعة أجهزة التكييف المنزلى والصناعى، والتغلب على التحديات الناتجة عن وقف استخدام وسيط التبريدR22المستنفد لطبقة الأوزون، بما يحقق للمنتج المصرى القدرة على المنافسة فى الأسواق العالمية.
تلتزم مصر أيضا بنسب الخفض الموضحة بالبرنامج الزمنى لوقف استخدام المواد الهيدروكلوروفلوروكربونية(HCFC's)والموضحة بالشكل.
التعاون بين الوزارات المختلفة لحماية طبقة الأوزون
لكى تتمكن مصر من الوفاء بالتزماتها تجاه بروتوكول مونتريال وللحفاظ على طبقة الأوزون كان لزاماً أن تتضافر كافة الجهود للوصول إلى هذا الهدف القومى، بين وزارة البيئة و التجارة والصناعة وزارة الزراعة.
دور وزارة البيئة
وضع جهاز شئون البيئة فى نطاق التزماته القانونية بالنسبة لاتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال، برنامج مصرى لحماية طبقة الأوزون واعتماد إنجازاته، وتم تشكيل لجنة الأوزون الوطنية ممثلة بها كل الجهات المعنية.
كما يقوم جهاز شئون البيئة بالإشراف على تنفيذ مشروعات البدائل والأنشطة التى يمولها الصندوق المتعدد الأطراف لبروتوكول مونتريال.
دور وزارة التجارة والصناعة
وتلعب وزارة التجارة والصناعة دورا مهما فى اتباع ما ورد فى اتفاقية مونتريال وتطبيقاتها، وذلك فى حالات إعطاء الموافقة على إقامة الوحدات الصناعية الجديدة.
كما قامت وزارة الصناعة بالاشتراك فى تطبيق نظام الرقابة على استيراد واستخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، حيث يعد قطاع التجارة الخارجية هو القطاع المنوط به تنفيذ القانون رقم 118 لسنه 1975 و إيجاد الآلية التشريعية لمراقبة الصادرات والواردات و الشروط البيئية التى يجب توافرها.
وتعد اللائحة التنفيذية للقانون رقم 275 لسنه 1991 تحظر الواردات من الأجهزة و المعدات المستخدمة لمادة مستنفدة لطبقة الأوزون.
دور وزارة الزراعة
تهتم وزارة الزراعة بالبعد البيئى فى جميع خطط الوزارة سواء البحثية منها أو التنفيذية وخاصة بالنسبة لاستخدامات المبيدات الحشرية.
قدمت وزارة الزراعة نتائج الجهود البحثية المعملية التى تقوم بها المعاهد التابعة لها للوصول إلى بدائل استخدام بروميد الميثيل مثل مادة ميتام صوديوم و البزاميت والفوسفين.
دور وزارة المالية: مصلحة الجمارك
تقوم مصلحة الجمارك بتطبيق كافة القرارات والتعليمات الصادرة من أجهزة الدولة المختلفة حماية للاقتصاد القومى للوطن وتطبيقاً لأحكام القرار الجمهورى رقم 80 لسنه 1994 المتضمن التعديلات التى أدخلت على بروتوكول مونتريال للحد من استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.
كما قامت مصلحة الجمارك بإصدار منشورات استيرادية بشأن قوائم المواد المستنفدة لطبقة الأوزون والخاضعة للرقابة طبقاً لأحكام و قرارات بروتوكول مونتريال و تعديلاته.
ومنذ صدور تلك التعليمات فإن مصلحة الجمارك تمنع نهائياً السماح بالإفراج عن أية رسائل تستخدم المواد الضارة بطبقة الأوزون إلا بعد العرض على جهاز شئون البيئة وأخذ الموافقة على الإفراج من عدمه.
توقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من الجهات الحكومية
فى إطار تنفيذ البرنامج المصرى لحماية طبقة الأوزون بادر جهاز شئون البيئة وهو الجهة المنوط بها تنفيذ الالتزامات المصرية بأحكام بروتوكول مونتريال وتعديلاته لحماية طبقة الأوزون، بالعمل المشترك والتعاون مع كافة الجهات المعنية وتوقيع بروتوكولات تعاون مع كلا من جهاز حماية المستهلك، قطاع الاتفاقيات والتجارة الخارجية، مصلحة الكفاية الإنتاجية، الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء لتنفيذ بعض أنشطة المرحلة الثانية من مشروع إدارة التخلص من المواد الهيدروكلوروفلوروكربونيةHPMPوأهم هذه الأنشطة:
مراجعة وتحديث السياسات واللوائح ذات الصلة بدعم التخلص من استخدام المواد الهيدروكلوروفلوروكربونيةHCFC's.
ضمان إحكام الرقابة على الواردات والصادرات وتجارة المواد والمعدات الخاضعة للرقابة مع تنفيذ برامج تدريبية ووضع آليات للرقابة.
تحديث الأكواد والمواصفات القياسية المصرية الخاصة بالأجهزة والمعدات وعبوات وسائط التبريد والمعايير الخاصة بالقطاعات المختلفة المستخدمة للمواد الخاضعة للرقابة.
تحديث وتطبيق برنامج وطنى لمزاولة مهنة التبريد والتكييف لمراكز الخدمة وورش الإصلاح و الصيانة.
تنفيذ برامج لتدريب الفنيين بقطاع التبريد والتكييف وتحديث مناهج التدريب المهنى والتعليم الفنى لجميع المراحل التعليمية.
تصميم وتنفيذ برامج وحملات توعية مستمرة لترويج استخدام التكنولوجيا الحديثة والبدائل الصديقة للأوزون والرفيقة بالمناخ، وكذا الإدارة السليمة لوسائط التبريد.