قدم "انفراد"، بثا مباشرا من قرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية ، رصد خلاله حكاية البطل العالمي محمد شعبان من الأنيميا والنجارة إلى العالمية بعد فوزه بالمركز العاشر فى بطولة "مستر أولمبيا" 2021 فى فئة الوزن المفتوح، التى أقيمت فعاليتها بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، وتتويجه ضمن أفضل لاعبي العالم في رياضة كمال الأجسام.
وقال محمد لـ"انفراد"، إنه تمكن من التأهل لمستر أولمبيا 2021 بعد نجاحه فى المشاركة بأربع بطولات هذا العام حقق فيها نجاحا باهرا ونجح خلالها فى حصد مجموع النقاط الذى أهله لمستر أولمبيا، أولها بطولتى "كاليفورنيا برو"، و "ياماموتو بورتريكو برو"، اللتان حصل فيهما على المركز الثاني، وكانتا سببا فى ازدياد شهرته فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم مشاركته فى بطولة "شيكاغو برو"، التى حصل فيها على المركز الرابع، وحصوله على المركز الخامس ببطولة "تامبا برو"، ليحصد المركز الأول فى أفضل ثوالث فى عدد النقاط برصيد 19 نقطة، مضيفا أنه تمكن من تحقيق هدفه فى التأهل لبطولة مستر أولمبيا وأن يكون ضمن العشرة الأوائل.
وأضاف أنه كان قد تأهل لبطولة مستر أولمبيا فى عام 2019، وكان العربى الوحيد المشارك فى الوزن المفتوح فى مستر أوليمبا أنذاك، بعد فوزه ببطولة البرتغال للمحترفين، ولكن الحظ لم يحالفه بعدما تعرض لوعكة صحية قبل ساعات من انطلاق المسابقة، وبالرغم من احتلاله مركزا متأخرا وقتها إلا أن إصراره على التفوق والنجاح وحلمه فى الحصول على اللقب كان سببا فى مواصلته تدريباته الشاقة للمشاركة فى بطولة هذا العام.
واستطرد أن رحلته فى رياضة كمال الأجسام لم تكن سهلة، فقبل أن يصبح بطلا عالميا مر بالعديد من المحطات الصعبة في حياته اكتسب منها الخبرة وعرف من خلالها معنى الكفاح والنجاح، قائلا: "أنا مكنتش اعرف حاجة عن اللعبة وبدأت أمارس الرياضة متأخر جدا من سن 28 وكان لازم أحدد لنفسى أهداف علشان أحققها.. أنا كنت نجار بسيط وصديقى هو السبب فى دخولى لعالم كمال الأجسام".
وقال إنه ينتمى لأسرة بسيطة من أعماق الريف المصري، وعانى كثيرا قبل أن يحقق الشهرة، ولكن حلمه الدائم فى النجاح والوصول للقمة كان حافزا له لتخطى أى عقبات قد تقف حاجزا أمام تحقيق أحلامه، مشيرا إلى أنه حارب ظروفه الصحية منذ الطفولة حيث عانى من مرض أنيميا الفول منذ أن كان عمره عامين، ومن ثم أصيب ببؤرة عصبية فى المخ أثرت على صحته لفترة طويلة حتى تعافى منها فى عام 2015، ومن ثم أصيب بمرض السكر فى عام 2016 وتعافى منه فى عام 2018، مضيفا أن إرادته كانت أقوى من أى صعاب وحلمه فى النجاح جعله يتخطى كل الحواجز، وعلى مدار 5 سنوات من التدريبات الشاقة استطاع أن يصنع لنفسه اسما فى عالم كمال الأجسام.
وأشار إلى أنه كافح منذ فترة مبكرة من حياته فى مهن مختلفة فكان يتقن مهنة النجارة، وظل يمتهنها حتى عام 2014، لحين التقى بصديق كان يجرى له بعض أعمال النجارة، والذى شجعه على أن يدخل عالم كمال الأجسام وظل يصر عليه حتى أقنعه بالفكرة، ومن تلك اللحظة بدأ يمارس التدريبات الشاقة، وسافر للكويت ليعمل مدربا فى صالة رياضية هناك، لكن الحياة لم تكن سهلة كما توقع، فلجأ للعمل فى النجارة بجانب عمله كمدرب فى الصالة الرياضية، ليتمكن من الوفاء بالتكلفة الباهظة التى تتطلبها هذه الرياضة، من تغذية مكثفة وأجهزة ومتطلبات للتدريب، ومع مرور الوقت بدأ يشارك فى مسابقات رياضية حتى حصل على كارت الاحتراف.