https://www.youtube.com/watch?time_continue=560&v=UBeCxrxaD0M
ماذا يعني أن تنتمى للأقليتين فى أمريكا فى الوقت الذى تسعى الحملات الانتخابية للمرشحين عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري لاستقطاب شرائح مهمة في المجتمع منها الأقليات العرقية والدينية المتعددة في المجتمع الأمريكى.. قبل ثماني سنوات عندما انتخب باراك أوباما كان حدثا لافتا لكونه أول رئيس من أصول أفريقية في بلد طالما شهد توترا عرقيا، هذا التوتر الذي اشتدت وتيرته خلال العامين الماضيين.
فأرض الأحلام وطن ينعم فيه الجميع بالمساواة، أو بالأقل هذا ما تعد به الولايات المتحدة، حيث يشكل الأمريكيون من أصول إفريقية قطاع واسع من السكان، وفى واشنطن وما حولها من ولايات تعيش أقلية كبيرة من المسلمين.
التمييز قضية فى قلب الانتخابات وجرح لم يندمل فى هذا البلد، فالعامان الماضيان شاهدان على ذلك، بكل ما فيهما من أحداث على خلفية مقتل شباب من ذوى البشرة الداكنة على يد رجال الأمن.
هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الأمريكية تدافع عن نفسها بسبب تصريحات قديمة شبهت فيها بعض الشباب السود بالحيوانات المفترسة.
ووفق تقرير للشبكة البريطانية "BBC"، فإن المسلمون ليسوا بعيدًا عن المشهد فها هو دونالد ترامب المرشح الجمهورى فى الانتخابات الأمريكية يعد بمنع المسلمون من دخول أمريكا.
تقول هاجر أحمد مواطنة أمريكية من ذوى البشرة الداكنة، فى تصريحات لـBBC"، أتابع كل هذا بقلب مثقل، فكونى إمرأة مسلمة سوداء يجعل من الصعب التعامل مع التمييز على مستويات عدة، هناك اتهامات جاهزة، فالأسود هو مجرم، أما المسلم فإرهابى، لكن الفارق أن الأمريكيين السود ينظر إليهم كمشكلة داخلية، وأما المسلمون الأمريكيون فمشكلة خارجية دخيلة، وتواصل: كنا فى مترو الأنفاق فى ذكرى الحادى من سبتمبر واقترب منا رجل أبيض ضخم ليعبر عن اشمئزازه منا وقال لى إن أمثالى يجب أن يبادوا.
روبرت سلام من ذوى الأصول الأفريقية، كان له نصيب من العنصرية، فكان مجندا فى البحرية الأمريكية وتحول للإسلام عقب هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001: ويروى قصته قائًلا: كلما يقع حادث تقول لنفسك أرجو من قام بهذا العمل ألا يكون مسلما أو من ذوى البشرة السمراء، لأنك اعتدت أن الأقلية كلها تصبح ملامة بسبب تصرف شخص واحد، لقد حدث ذلك بالفعل فى العام 2003، عندما قتل رجلا مسلما أسودًا عدد من زملائه فى البحرية الأمريكية، وكانت نظرة زملائى لى تقول ها هو رجل أسود آخر ممن تحولوا للإسلام فهل نراقبه؟.
هذه الصورة النمطية يعززها خطاب وسائل الإعلام والتدقيق الأمنى على أحياء ومساجد للمسلمين من أصول أفريقية، وأحد أشهر هذا الحوادث كان عام 2009 عندما قتل إمام مسجد واعتقل 6 أشخاص فى بترويت، ويمثل المسلمون السود ثلث الأقليات المسلمة فى البلاد، أى أن عددهم لا يقل عن مليون شخص.
الدكتور بشير محمد، مدير مركز "بيو للدراسات"، يؤكد أن هذه النسبة تمثل المسلمين ذوى البشرة الداكنة، وتشمل المواطنين الذين ولدوا فى أمريكا والمهاجرون من مناطق أفريقية مثل الصومال وغيرها من الدول.
هم الهوية المزدوجة ليس جديدا على مجتمع المسلمين السود فى الولايات المتحدة، فقد كانت لهم فى تاريخ أمريكا محطات مشابهة، قد تكون سبب فى وجودهم تحت المجهر الآن.
و توجه الأمريكيين من أصول إفريقية إلى الإسلام بلغ أوجه إلى ثلاثينيات القرن الماضى، مع بداية جماعة أمة الإسلام، بقيادة "اليجا محمد"، فالجماعة وفقا للتقرير كانت لهم معركتهم الخاصة مع العنصرية فى أمريكا، لكن نهجها كان حادا فى بعض الأحيان، ومثيرا للجدل فى أغلبها.
أزكيا محمد، عضو بجماعة أمة الإسلام، يقول: "اليجا محمد" قال لنا إن الرجل الأبيض هو الشيطان، لكن الكل ثار ووصفوه بالخطاب العنصرى، وقال لنا أيضا إن الله حكم على أمريكا بأنها بلد جائر ومدان، وليثبت الله قدرته سيقوم بتدمير أمريكا عن طريق هؤلاء الناس الجهلاء المستضعفين المكروهين فى المجتمع وسيجعلهم السادة وسيهدم أمريكا.
واقترنت أهم أيقونات مجتمع السود تاريخيا بجماعة أمة الإسلام، مثل الناشط الحقوقى مالكوم إكس، والملاكم الراحل محمد على، والزعيم الحالى لأمة الإسلام لويس فرخان، لكن أغلب المسلمين السود فى أمريكا حاليا يتبعون المذهب السنى ولا ينتمون لجماعة أمة الإسلام، فالحقيقة أن وجود الإسلام بين الأمريكيين السود يمتد إلى أبعد من ذلك.
يقول الإمام طالب شريف، إمام مسجد محمد على فى واشنطن: فى هذه المنطقة كان هناك عبد اسمه "يارو محمود" وقصته جزء رئيسى من تاريخنا، جاء يارو عن طريق تجارة العبيد عام 1752، كان عمره 16 سنة وكان يدرس الدين الإسلامى وجئ به إلى واشنطن ولم تكن أمريكا دولة بعد، وعندما أعطاه من كان يملكه حريته بقى "يارو" فى واشنطن وكان الناس يشاهدونه يمارس شعائر الإسلام ويصلى متوجهًا نحو الشرق.
كيث اليسون أول عضو مسلم من أصول أفريقية بالكونجرس الأمريكى وانتخب منذ 8 سنوات، يقول: نلعب دورا مهمًا والمسلمون السود قد لا يشكلون الأغلبية للأقلية المسلمة فى أمريكا، وكذلك نحن لسنا الأكثر ثراءا، ولكن نمثل الجزء الأكثر تأثيرًا على المستوى السياسى، ويمكننا أن نحدث فارقا ونغير القواعد القديمة ونكون مؤثرين فى المجتمع، وأعتقد أن الأمور تتحسن تدريجيا.