"نعيش مرحلة صعبة".. هكذا وصف رئيس وزراء أثيوبيا الوضع فى بلاده، بعد عام من النزاع بين الحكومة الفيدرالية وقوات تحرير تيجراي الاقليم الشمالى، وأدت إلى خسائر فادحة فى الجيش الأثيوبى الذى فقد السيطرة على أهم المدن، ومهدد فى الوقت نفسه بفقدان العاصمة أديس أبابا، بعد أن هددت الجبهة بالسيطرة عليها واسقاط آبى أحمد.
وفى أحدث التطورات فى تيجراي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، السبت، إن شعبه "سيدفع تضحيات غالية تجعل من إثيوبيا صخرة صامدة أمام الأعداء".وتابع عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "نعيش مرحلة صعبة يولد فيها الأبطال".
وأضاف: "الظروف التي نمر بها أظهرت لنا من هم أصدقاؤنا الحقيقيون"، متابعا "انتفض الشعب الإثيوبي من جميع الاتجاهات للدفاع عن سيادة البلاد ووحدتها".
وقبل ايام هدد جيش تحرير أورومو والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بالزحف باتجاه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واسقاط أبى أحمد، الذى تتهمه بارتكاب جرائم ومجازر بشعة فى الاقليم الأثيوبى تيجراي.
وبخلاف ذلك، قامت 9 جماعات إثيوبية بالتوقيع على اتفاق لإنشاء تحالف جديد مناهض لحكومة أبي أحمد يهدف إلي فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة وذلك بحسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.
ويضم التحالف الجديد المسمى "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية" كل من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو و7 مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.
الأمر الذى دفع مجلس الوزراء الأثيوبى باعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر ، ووافق البرلمان على القرار.
ليس ذلك فحسب بل أعلن الجيش الأثيوبى بالتعبئة، حيث استدعى قوات الاحتياط، ودعا العسكريين السابقين إلى التسجيل والمشاركة في العمليات العسكرية، لوقف زحف قوات تيجراي نحو أديس أبابا.
ونقلت مجلة أديس ستاندارد الإثيوبية، عن الجيش دعوته للعسكريين السابقين «اللائقين بدنياً» إلى التسجيل خلال الفترة من 10 إلى 24 نوفمبر الجاري.
التصعيد قوبل بدعوات أممية للتهدئة، وقد أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه من تفاقم القتال في إثيوبيا، داعيا الأطراف إلى البدء في مفاوضات من أجل تثبيت الاستقرار.
كما دعا المجلس لإنهاء القتال في إثيوبيا وبدء محادثات من أجل وقف دائم لإطلاق النار، و"الكف عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف والانقسامات".
ويعود الصراع إلى العام الماضى، نوفمبر 2020، حيث اندلعت الحرب فى اقليم تيجراي الشمالى، بين الجيش الأثيوبى بقيادة أبى أحمد، وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، واستولت قوات الدفاع الوطنى الإثيوبية الحكومية بسرعة على العديد من المدن الرئيسية فى تيجراى، بما فى ذلك ميكيلى العاصمة.
وعقب ذلك أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى انتهاء المرحلة الرئيسة من الصراع، لكن سرعان ما نجحت الجبهة فى دحر قوات الجيش الإثيوبى ودخول عاصمة الإقليم وخلصت أهاليها من جرائم الجيش الأثيوبى وعادت بنسبة 100% تحت سيطرتها، حيث شهدت انتهاكات بالغة بحق المدنيين على يد الجيش، وصفتها الأمم المتحدة بأنها ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما تسببت فى تردى الأوضاع الإنسانية والمعيشية بالإقليم، إلى حد وضع مئات الآلاف من سكانه على شفا مجاعة، وفق تقرير أممى.
وفى أغسطس، استولى مقاتلو جبهة تحرير شعب تيجراي على موقع لاليبيلا التاريخي في أمهرة المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بدون قتال، إذ انسحبت قوات الأمن قبل تقدمهم، ووفى اكتوبر الماضى، أعلنت قوات جبهة تحرير تيجراي، إنها سيطرت على بلدة دسي الاستراتيجية في إقليم أمهرة، كما سيطرت "جبهة تحرير شعب تيجراي" على بلدة كومبولشا الإثيوبية.