عمره 110 عام وما زال صامدًا فى وجه الحداثة.. محل عم نبيل"الخياط" بدون كهرباء أو مياه.. يعتمد على ماكينة خياطة يدوية عمرها 50 عاما.. بدأ متجولا واستقر فى قنا.. وزبائنه من كبار السن .. صور

فى مكان يظهر عليه القدم وتحكى جدرانه حكايات عديدة وأجيال تعاقبت على العمل فيه، ورغم التقدم والوسائل الحديثة ظل المحل كما بنى عليه دون أن تصل إليه الكهرباء أو الماء، ليعيش أصحابه كل يوم بجزء من الماضى الذي عاصروه، وتشرد أذهانهم إلى ذكريات الشباب والطفولة كلما نظر أحدهم إلى المبنى أو الشارع القديم الذى يتواجد به بمحل الخياطة. فى شارع السوق القديم جنوب قنا، يقع محل العم نبيل عدلي، منذ ما يزيد من 110 عام ويعمل فى الصنعة منذ 40 عاما، حيث بدأ متجولًا فى البلاد ببداية عمله ما بين شمال المحافظة وجنوبها ثم استقر فى النهاية بالمحل وتعلم الصنعة على يد والده، وعاصر أيضًا صناعة الفركة وهى أقدم صناعة للنسيج عرفتها البشرية واشتهرت بها مدينة نقادة جنوب محافظة قنا، التى كانت تصدر للخارج وبالتحديد إلى السودان وتستخدم فى طقوس الزواج. وما بين الحاضر والماضى يتذكر العم نبيل أسعار قطع القماش وأنواعها التى كان يصنعها داخل المحل، والتى لا تتجاوز الجنيه الواحد للجلباب والقماش، كما يتذكر أجرته الأسبوعية التى يحصل عليها نظير العمل داخل المحل مع والده والتى لا تتعدى أيضا الجنيهان فى الأسبوع أو الجنيه الواحد. وقال نبيل عدلي، إنه بدأ تعلم المجال منذ وقت مبكر فى صغره متجولا من مركز إلى آخر فى الجنوب والشمال بمحافظة قنا، ولم يستقر فى مكان محدد وقتها، كما كان يعمل بجنيهين فى الأسبوع أو جنيهًا واحد وهو نظير العمل مع والده فى العمل، وكسب الخبرة من العمل مع والده وهو فى عمر العشر سنوات. وأوضح عدلي، أن المحل مازال على هيئته القديمة، لا إضاءة أو كهرباء أو وصلة مياه، وذلك لاعتماده على ماكينة خياطة قديمة تعمل عن طريق الدفع بالقدم وهى تختلف عن ماكينات الخياطة الحديثة التى تعمل بماتور وكهرباء، ويزيد عمرالماكينة عن 50 عاما داخل المحل لم يغيرها . وأشار نبيل عدلي، إلى أن أنواع الأقمشة قديمًا اختلفت عن الوقت الحالي، فمن تلك الأنواع الجمال والآلاج التى كانت تتسم بغلو ثمنها فى وقتها وهى 3 جنيهات أو جنيهان، ونوع آخر يسمى الدبلان والقنطرة والجلابية الكاملة تكلفتها 150 قرشًا، لافتًا إلى أنه فى الوقت الحالى اقتصر عمله على خياطة الشنط وتصليحها وخياطة عدد قليل من الجلاليب والبناطيل حسب الطلب. وأضاف عدلي،: قديمًا اشتهرت المنطقة بصناعة الفركة وهى صناعة الشيلان من الحرير الذى كان يصدر للسودان ويستخدم فى طقوس محددة بعد الولادة، وعملت أسرته فى ذلك المجال وما زال هناك بعض الأسر تعمل فى صناعة الفركة التى اشتهرت فى وقتها بالدخل الوفير. وأكد نبيل عدلي، أن زبائنه من كبار السن بدأوا فى التراجع لبعد المسافة عنهم، وكذلك لتقدمهم فى العمر ووفاة العديد منهم، ويعتمد فى الوقت الحالى على خياطة الشنط المدرسية وشنط السفر وتركيب مشتملاتها داخل المحل.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;