قالت صحيفة ذا هيل إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يأمل أن يتعافى من تحدى واجهه على مدار الأشهر القليلة، والذى شهد تحول الرأى العام الأمريكي لينظر بشكل سلبى إلى رئاسته ببناء زخم مع تمرير مجلس النواب لمشروع قانون البنية التحتية يوم الجماعة الماضى.
وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض وحلفائه يرون طريقا للتعافى السياسى عبر تمرير الأجندة الداخلية الهائلة للرئيس ومساعدة البلاد للسيطرة على الوباء الذى عصف بأمريكا.
وجاء الجزء الأول لتحقيق ذلك بتمرير مجلس النواب لمشروع قانون البنية التحتية المتفق عليه من الحزبين والذى توقف لفترة طويلة، مما يمهد لإنفاق مليارات الدولارات على مشروعات حول البلاد.
ويستعد مجلس النواب للجزء الثانى، كما يأمل، بالموافقة على القاعدة التي تمهد لنقاش حول مشروع قانون أكبر يتعلق بالإنفاق الاجتماعى وتغير المناخ، والذى يأمل أن يتم الموافقة عليه بحلول الأسبوع المقبل.
إلا أن الديمقراطيين يقولون إن التعافى السياسى يعتمد على ما هو أكثر من تمرير مشروعات القوانين. ويجادلون بأنه من المهم لبايدن وحلفائه أن يتواصل بشكل أفضل مع الرأى العام حول كيف يمكن أن يساعد الطبقة الوسطى.
كما أن تطبيق الإجراءات بشكل سريع وفعال سيكون رئيسيا أيضا، بحسب ما يقول الديمقراطيون، بالإضافة إلى التعامل مع مخاوف الناخبين بشأن التضخم والإحباطات الأخرى.
ويقول النائب السابق ستيف إسرائيل إن هناك درسا مستفادا من الانتخابات النصفية لعام 2010، فقد كان الديمقراطيون أغلبية، وقاموا بتمرير مشروع قانون تحفيز مهم، والمشكلة كانت أن الناس لم ترى او تشعر بالنتائج حتى بعد الانتخابات النصفية.
وكان بايدن قد احتفى بالانتصار، وأوضح أنه رأى فرصة لقلب حظه بعد أسبوع بدا بشكل شيء عندما خسر الديمقراطيون منصب حاكم ولاية فرجينيا.
وقال بايدن: أخيرا، أسبوع البنية التحتية. وأوضح بايدن أنه يعتقد أن تمرير البنية التحتية كان لحظة هامة لتغيير مزاج الناخبين. وقال: إنهم يريدون منا أن نحقق إنجازا، الديمقراطيون يريدون أن نحقق شيئا، وقد أثبتنا ليلة الجمعة أن بإمكاننا. وأعتقد أن الرسالة التي كانت قائمة هي انجزوا شيئا، وحان وقت إنجاز شئ، وتوقفوا عن الحديث.
ويرى الديمقراطيون نجاح رئاسة بايدن أمرا مهما لآمالهم فى الانتخابات النصفية. وتمرير تشريع كبير مهم يمنحهم شيئا لخوض عام 2022 به، مع وجود رئيس يحظى بشعبية يساعد فى تعزيز مرشحى الحزب حتى لو لم يكن اسمه مطروحا على بطاقة الاقتراع.
ويعترف حلفاء بايدن بأن الأشهر القلقة الماضية كانت قاتمة للرئيس، بين الانسحاب الفوضوى من أفغانستان، والفوضى على الحدود المكسيكية والجمود فى الكونجرس. وحتى مع تعافى الاقتصاد الامريكى، يشعر الناخبون بالإحباط إزاء التضخم ونقص السلع وارتفاع أسعار الغاز والوباء.
وكان استطلاع للرأى أجرته قناة NBC قد وجد أن 42% من البالغين الأمريكيين يوافقون على أداء بايدن فى الرئاسة، فى تراجع عن نسبة 49% فى أغسطس الماضى.
ويقول ريان كلانسى، المخطط الإستراتيجى الرئيس فى مجموعة "نو لابلز" السياسية إن دعم بايدن تراجع جزئيا لأنه فقد الزخم خلال فترة الصيف عندما تم تمرير مشروع النية التحتية فى مجلس الشيوخ لكنه توقف فى مجلس النواب.
وتؤكد ذا هيل إن بايدن ليس فقط بحاجة إلى تمرير أجندته التشريعية ولكنه يحتاج إلى قضاء الـ 12 شهرا المقبلة فى الترويج لما تم إنجازه، بحسب المخطط الإستراتيجى الديمقراطى جويل باين، الذى أشار إلى حاجة الرئيس لنهج أكثر قوة فياما يتعلق بالعمل على الأولويات الأخرى.