تشكل الميتافيرس مستجد على المجتمع المصرى، وهو ما يتطلب توضيح هذا المفهوم وتوضيح أهدافه، حيث قال اللواء خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إننا بحاجة لإجراء حوارات جادة مع أساتذة علم نفس واجتماع ومتخصصي التكنولوجية وبعض شركات الأعمال ومن لهم باع في الاتجار في التكنولوجية وممارستها وكيفية تحقيق مكاسب فيها حول تكنولوجيا الميتافيرس والتطورات التكنولوجية الأخيرة، وهذا ما لم يحدث مع "فيس بوك" التي ظهرت كموجة مفاجأة.
وأضاف عكاشة خلال حواره مع برنامج "المشهد" تقديم الإعلامي نشأت الديهي والإعلامي عمرو عبد الحميد والمذاع عبر فضائية"TEN"، اليوم الأحد، أن السخرية من ميتافيرس رد فعل طبيعي وسيزول، ومن انتقد هذه التكنولوجية سيكون أول من ينشأ حساب بها، معربًا عن تخوفه الشديد من هذه النقلة، والتي قد تهدد حزمة القيم.
وأشار عكاشة، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي بقدر ما حققت من نتائج إيجابية، إلا أنا فتحت ساحة للإرهاب، ونقلت التنظيمات الإرهابية نقلة كبيرة، مؤكدًا أن أهم شخص في التنظيمات الإرهابية حاليًا هو مسئول التكنولوجية، موضحًا أن الميتافيرس هو خليط بين الواقع الحقيقي والرقمي أو المعزز وهو أمر جيد، ولكن لديه هاجس وخوف من مخاطره، مناشدًا بضرورة إجراء حوار مجتمعي حوله.
فيما قال المهندس شريف اسكندر خبير تكنولوجيا المعلومات، إن تقنية الميتافيرس هو اسم صعب جدًا لشيء سهل جدًا، مضيفًا: "في الأساس كنا نتواصل عبر استخدام جوابات ووصلنا للهواتف وكانت النقلة بالحديث بالتليفون اللاسلكي، وبعد ذلك قررنا إدخال ميزة الصورة الحية، ووصلنا حاليًا إلى طريقة اتصال بين الناس وبعضهم تعتمد على نقل الصوت والصورة ولكنها تنقل الصورة التي يختارها كل شخص وكل شخص يكون في البيئة الخاصة به"، موضحا: خلال حواره ببرنامج "المشهد"،الذى يقدمه كل من الإعلامي عمرو عبدالحميد والإعلامي نشأت الديهي، عبر قناة "TeN": "النقلة القادمة في مجال الاتصال تتمثل في المشاركة في نفس البيئة التي يتم التواصل منها"، متابعًا: "هذا الأمر يستدعي لوجود تكوين للمكان يشترك فيه المتواصلين ببعضهم البعض".
وتابع: "اللي بيحصل أننا مبننقلش الصورة بتاعتنا أحنا بننقل مجسم عننا ويكون مجسم يحاكي الشخص الموجود"، مؤكدًا: "بنبقى شايفين بعض عن طريق مجسمات، والميتا فيرس هو نقلنا لمكان موحد بمجسمات ترمز لنا، وقد يكون المجسم معقد جدًا وقد يكون بسيط جدًا".
وأكد خبير تكنولوجيا المعلومات، أن المجسم قد يكون معقد وهو الذي يتطلب لمحاكاة بأدق التفاصيل للشخص وقد يكون مجسم أبسط عن طريق الأفاتار الذي نراه، ولكنه في النهاية مجسم يتحكم فيه الشخص الذي يقوم بالتواصل، مؤكدًا: "بنشوف بعض عن طريق نضارات الواقع الافتراضي وتكون طريقة اتصال أقرب عن الواقع الحقيقي من استخدام الكاميرات ولكنه مشوار طويل لن نراه قريبًا".
بدوره قال الدكتور محمد حجازي، استشاري تشريعات التحول الرقمي والملكية الفكرية، إن مارك يغير العالم بفكرة دمج العالم الافتراضي بالعالم المعزز، لافتًا إلى أننا لسنا جاهزين بعد للتحول الرقمي، والسبب الرئيسي لذلك هو التشريعات، موضحًا أن تقديم خدمات رقمية للمواطن منصوص عليها في قوانين مختلفة تتعلق بالخدمة المقدمة، وإجراءات الحصول على الخدمة تستلزم توجه المواطن للجهة المسئولة، والتوجه لمدام عفاف في الرابع للختم بختم النسر، وهذا موجود في اللائحة التنفيذية لبعض القوانين.
وأضاف "حجازي"، خلال حواره مع برنامج "المشهد" تقديم الإعلامي نشأت الديهي والإعلامي عمرو عبد الحميد، المذاع عبر فضائية"TEN"، أنه تم البدء في ميكنة جميع الخدمات الحكومية ولكن التحول الرقمي يعني إعادة هندسة الإجراءات، منوهًا بأننا بحاجة إلى هوية رقمية واضحة لتطبيق التحول الرقمي، مؤكدًا أن نجاح الميتافيرس في أي مجتمع يتوقف على الأبعاد التنظيمية والتشريعية.
وتابع استشاري تشريعات التحول الرقمي والملكية الفكرية، أننا نحتاج لأطر تشريعية هامة جدًا تتعلق بالخصوصية والامن السيبراني ومعايير تأمين المؤسسات الخاصة والعامة، ووضع ميزانيات وتدريب كوادر بشرية، مشددًا على ضرورة تجهيز كافة البنية الأساسية والتحتية قبل التعامل مع تكنولوجيا الميتافيرس.