ترتفع معدلات العدوى بشكل كبير فى الدول الشرقية الأوروبية، بمتوسط 29% فقط من التلقيح، مما يجعل عملية التطعيم الستار الحديدى الجديد الذى يقسم القارة العجوز فى ظل تقدم التطعيم فى منطقة غرب أوروبا، وذلك فى الوقت الذى تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من ارتفاع حالات الوفاة إلى نصف مليون حالة فى فبراير.
وتتوسع الفجوة بين أوروبا الغربية والشرقية فى عملية التطعيم مع ارتفاع معدلات العدوى أكثر من 55 % فى الأسابيع الأربعة الماضية، وتحذر منظمة الصحة العالمية أن القارة العجوز أصبحت مرة أخرى بؤرة الوباء مع توقع حدوث ما يصل إلى نصف مليون حالة وفاة فى فبراير العام المقبل، ويشير الخبراء إلى عدم كفاية تخفيف الإجراءات، وفقا لصحيفة "الموندو" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول التى كانت تحت النفوذ السوفيتى، مع انخفاض حالات الإصابة فى الموجات الأولى من الوباء، أثارت شكوكا أكبر فيما يتعلق بخطورة الفيروس، ولكن أيضا تجاه اللقاح الذى يحمى من الوفيات.
وقالت الباحثة فى معهد ألكانو الإسبانى، ميرا ميلوسيفيتش، أن "نظيرات المؤامرة تتكاثر فى الأماكن التى يوجد فيها وعى أقل بالمسئولية الفردية والمزيد من عدم الثقة فى المؤسسات "، مضيفة أنه مع قدوم فصل الشتاء واحتمال ظهور سلالات جديدة مع زيادة الحالات، وصفت بروكسل فى قمتها الأخيرة وضع بعض شركائها الشرقيين بأنه "خطير للغاية" وحذرت من أنه "يجب تكثيف الجهود لتجاوز الشكوك حول التطعيم والمعلومات الخاطئة ".
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن إصابات كورونا فى شرق أوروبا تجاوزت الـ20 مليون إصابة فى الوقت الذى تشهد فيه المنطقة أسوأ مراحل التفشى الوبائى منذ بداية الوباء، وعلى الرغم من أن منطقة أوروبا الشرقية تمثل 4% من مجمل سكان العالم، إلا أنها تنفرد بنحو 20% من مجمل الحالات اليومية المسجلة فى العالم.
ويشير التحليل إلى أن ثلاثاً من أكثر خمس دول تسجيلاً للوفيات فى العالم موجودة فى شرق القارة العجوز، وهى روسيا، وأوكرانيا، ورومانيا.
وأظهرت البيانات المسجلة، حتى الجمعة الماضى، أن الإصابات الجديدة فى المنطقة قد ازدادت بشكل مطّرد، ليتجاوز متوسطها حاليا 83700 حالة جديدة يومياً، فى أعلى مستوى منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضى، كما أظهرت الإحصاءات تفرّد روسيا بأكثر من 40% من مجمل الإصابات المسجّلة فى شرق أوروبا، إذ تثبت إصابة 120 شخصاً بالفيروس كل خمس دقائق.
وفى سياق متصل، قال مدير الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية، مايك رايان، الخميس الماضى، أن زيادة التجمعات فى الأماكن المغلقة، عقب رفع القيود مع حلول فصل الشتاء، تُعَدّ السبب الرئيسى فى زيادة الإصابات فى العديد من الدول الأوروبية.
وعلى الجانب الآخر، تتصدر المجر، فى أوروبا الغربية معدلات التلقيح بإعطاء 62% من سكانها جرعة واحدة على الأقل، فيما لم يحصل سوى 19% من سكان أوكرانيا على جرعة واحدة.
وصف المدير التنفيذى للوكالة البريطانية لتنظيم الأدوية، جون رين، العقار بأنه "علاج آخر لدرعنا ضد كوفيد -19"، مضيفًا أن موافقته مهمة لأنه يمكن أخذه خارج المستشفى.
هذه الأدوية المضادة للفيروسات الجديدة تملأ فجوة فى الترسانة ضد المرض. اللقاحات التى تم تطويرها فى وقت قياسى تعمل عند النقطة الأولى للعدوى، مما يقلل من خطر الإصابة. العلاجات التى أثبتت فعاليتها فى المستشفيات تعمل فى مراحل متقدمة من فيروس كورونا، مما يقلل من خطر حدوث مضاعفات خطيرة والوفيات. ولكن حتى الآن لم يكن هناك علاج للمرحلة المتوسطة، مما يمنع الحالات الخفيفة فى البداية من أن تصبح شديدة.
أعلنت الحكومة البريطانية، التى تواجه أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس كورونا فى العالم، فى 20 أكتوبر الماضى أنها طلبت 480 ألف علاج مولنوبيرافير، كما وقعت عقدًا لتضمن لنفسها 250 ألف علاج من ريتونافير، وهو مضاد آخر للفيروسات من المختبر الأمريكى فايزر المستخدم بالفعل ضد فيروس نقص المناعة البشرية، الذى أصبحت فعاليته ضد فيروس كورونا الآن موضوع تجارب إكلينيكية.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية أن هناك مخاوف من انتشار الفيروس من جديد فى القارة العجوز حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن وتيرة انتقال وباء كورونا مقلقة جدا محذرة من أن حالات الوفاة الجديدة قد تصل إلى نصف مليون حالة بحلول فبراير.