يمثل النقل العام أهم الخدمات التى تعكس حجم التطور والتحديث، ومن الطبيعى فى ظل شبكة الطرق، ومشروعات النقل الجماعى، القطارات والمترو والمونوريل، مع أتوبيسات النقل العام، أن تتحقق نقلة نوعية فى النقل.
وكان معرض ومؤتمر النقل الذكى واللوجيستيات والتحول للنقل الأخضر فرصة للوقوف على ما تحقق فى قطاعات النقل الجماعى والعام فى مصر، والتعرف على الخطوات التى تم قطعها فى مشروعات النقل، خاصة القطارات والمترو والمنوريل والقطار الكهربائى، فضلا عن أتوبيسات النقل العام، التى تعمل بالغاز والكهرباء، وأصبحت من علامات النقل فى القاهرة.
ومع القفزات النوعية فى الطرق، يأتى الدور على النقل الجماعى، الذى يساهم فى خفض استهلاك الوقود، ويسهل انتقال المواطنين من وإلى أعمالهم، خاصة مع التوسع العمرانى فى أنحاء الجمهورية، والسعى لبناء مجتمعات كاملة زراعية وصناعية، فضلا عن فرص استثمارية تضاعف من فرص العمل فى المجالات المتعددة.
شهدنا إنتاجا مصريا من الأتوبيسات التى تعمل بالغاز والكهرباء بمكون محلى يصل إلى 70 %، وهى نسبة متوقع أن تصل إلى 80 %، خاصة فى الشاسيه والمحرك، الأمر الذى يفتح الباب لصناعة قادرة على تلبية الطلب الداخلى وفائض للتصدير.
العرض الذى قدمه المسؤولون فى السكة الحديد والمترو، ونجاح إنتاج عربات قطار ومترو محلى، والتركيز على وسائل النقل الجماعى الذكية، وأيضا استعراض ماكينات إصدار الكروت الذكية، التى يمكن للراكب استخدامها فى القطار والمترو والمنوريل والأتوبيس، وهو أمر يسهل على الراكب الوقت والجهد، وهذا النظام معمول به منذ سنوات بالخارج، ويتضمن تخفيضا فى الثمن الكلى عن التذاكر الفردية، بالإضافة إلى ما يوفره من جهد بدلا من الانتظار أمام شبابيك التذاكر.
الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص على توجيه المسؤولين للتوسع فى وسائل النقل الذكى الجماعى، بما يوفر السرعة والراحة للراكب، مع التأكيد على أن يمتد التحديث فى النقل العام إلى الأقاليم والمحافظات المختلفة، باعتبار أن النقل العام فى أى بلد هو مؤشر حجم وشكل ومضمون التقدم والحداثة، لأن تنوع وسائل النقل العام والجماعى يدفع المواطن للإقبال على النقل العام، بما يقلل الضغط على السيارات الخاصة والطرق، ويصب فى الاقتصاد بترشيد استعمال الوقود والتوسع فى النقل الذكى والأخضر.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، تفقد الأجهزة والمعدات الجديدة والمشاركة فى المعرض، واستمع إلى آليات عمل المعدات والأجهزة الجديدة فى قطاع النقل والمواصلات والمشروعات الجديدة، مثل مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة، والقطار الكهربائى، والأجهزة الحديثة فى قطاع السكة الحديد، ومترو الأنفاق وغيرها.
التقى السفير الألمانى فى القاهرة، الرئيس التنفيذى لشركة سيمنز، وقال طارق حسن على، رئيس شركة سيمنز مصر: «تم توسيع التعاون من خلال إنشاء الشركة مشروع القطار الكهربائى السريع»، وهو أحد المشروعات المهمة التى تربط موانئ البحر الأحمر بالبحر المتوسط مرورا بالقاهرة، وترتبط بباقى شبكات النقل، وتسهل الاستثمارات والسياحة، بما ينعكس فى صورة فرص عمل سريعة.
وتم استعراض ما تحقق فى القطارات والمونوريل والمترو، التى تمثل خطوات مهمة فى مشروعات النقل، ضمن خطة شاملة تظهر معالمها الآن ضمن المشروعات القومية للطرق والنقل، بما يمثل نقلة كبرى فى حجم وشكل ومضمون الخدمات التى تقدم للمواطن.
ولهذا يعقد المؤتمر والمعرض تحت شعار «الطريق إلى 2030»، بمشاركة كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى النقل الجماعى الحديثة والسكك الحديدية، والأنفاق والطرق والموانئ بمختلف أنواعها، بما يجعله فرصة لتبادل الخبرات والتجارب الحديثة فى قطاع النقل، والتعرف على الطفرة النوعية والجهود الكبيرة، التى شهدتها مصر فى جميع مكونات وجوانب هذا القطاع، خلال السنوات الماضية، بالتكامل مع المنظومة الحديثة لشبكة الطرق والمحاور على مستوى الجمهورية، فضلا عن استراتيجية الدولة بالتركيز على وسائل النقل الأخضر المستدام، الصديقة للبيئة، بالاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة.
الرئيس شارك فى مائدة مستديرة مع رؤساء كبرى الشركات العالمية المصنعة لوسائل النقل المتنوعة، باعتبارهم شركاء فى التنمية، بينما كانت مشاركتهم دليلا على ما لمسوه من تقدم فى البنية الأساسية، وهو ما يشجعهم على الاستثمار والعمل فى مصر.