يمثل بيت العائلة المصرية أهمية كبرى، حيث أثبت للمصريين والعالم تناغم أطياف الشعب المصرى، وفى هذا السياق قال قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن لقاء رجال الدين الإسلامى والمسيحى لعدة أيام هو أحد النجاحات بين العائلة المصرية، معقبا: "لقاء الشيوخ والكهنة يستمر 3 أيام وينتهى بلقاء مع شيخ الأزهر والبطريرك، وهذه الأمور تقوم على إنهاء البعد والجفاء".
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إنجى القاضى عبر برنامجها "مساء دى إم سى" المذاع على قناة دى إم سى،: "المجتمع المصرى بطبيعته من عهد الفراعنة حتى الآن بطبيعة واحدة، وهناك تحاور مع الشباب وهناك مسئولية كبيرة، وهذا يؤثر على روح العائلة، واللقاءات ما بيننا تعدى روح طيبة معنا".
وتابع: "هناك عوامل مشتركة تقوم على الأخلاق والتربية والتعليم الذى تعلمنها فى مدارسنا، ونهر النيل نشأ بداخلنا روح العائلة، بعد زمن كورونا وربنا يرفع عنا الوباء، وبعده نحتاج ننظر نظرة طويلة لحياتنا كلنا بسبب بعد الابن عن والده ووالدته وسبب لنا جفاف فى المشاعر الإنسانية وكل هذه الأمور تسبب التباعد الإنسانى على الرغم أننا فى زمن التواصل الاجتماعى، والحفاظ على أولادنا فى حالة من النقاء مسئولية صعبة".
وأوضح: "الأرض فى السنوات الأخيرة كان فيها شكل من نوع عدم الاستقرار، حرائق وذوبان الجليد حتى الأرض نفسها غير مستقرة وإحنا مجتمعات محافظة ونقية ونحترم الأخلاق ونسلمها لأولادنا والعالم حاليا ينشر العلاقات الخاطئة بصور لانقبلها وكل هذه ظواهر اجتماعية تؤثر على الإنسان، والمسئولية مضاعفة على كل مؤسسات البلد وعلى المدرس أو وعاظ فى مسجد أو راهب بكنيسة ولابد نبعد أولادنا عن الإباحيات التى تنتشر فى العالم كله".
وأكد: "المواطن هيجى فى يوم يقف يقدم حسابه، وكل إنسان هيقف قدام ربنا وهيقدم كشف حساب لربنا سواء خير أو شر، الدين للديان، وحسب اعتقادى سأقف أمام الله والدين فيه خصوصية بين الإنسان وخالقه، وكل واحد حر فى معتقداته، وحرية المعتقد لكل البشر، مجتمعنا يولد فى معتقد معين يعيش عليه ويكمل حياته به ويجب احترم كل معتقد لمعتقداته، وهناك لجان فى بيت العائلة تعقد اجتماعات، ونتواصل مع الجهات المسئولة لحلها، وموضوع العنف ضد المرأة مرفوض تمام والمرأة زى الرجل تمام والله خلقهم باحترام متبادل، وأمر مكروه فى كل الأديان".
فيما قال القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أن فكرة "العيش المشترك" مهمة جدا ولا تقف أبدا عند حدود القواسم المشتركة، لأن القواسم المشتركة تؤكد العيش المشترك، حتى يصبح حقيقة حينما يرتبط بحق الاختلاف، متابعا: "أنت تؤمن بما تؤمن به وتحترم ما يؤمن به الآخر".
وأضاف زكى، فى مداخلة هاتفية لبرنامج "التاسعة" الذى يقدمه الإعلامى يوسف الحسينى، عبر القناة الأولى بالتليفزيون المصرى، أن الاحترام المتبادل يؤسس على فكرة التسامح لأن عمق هذه الفكرة حق الاختلاف، وبالتالى أن يعيش الجميع معا جوهره هو حق الاختلاف وتعمقه القواسم المشتركة، وبهذا المعنى يصبح العيش المشترك للجميع بغض النظر عن خلفيته أو اعتقاده.
وتابع القس أندريه زكى، أن اختلاف العقائد من القضايا المهمة جدا وكان الرئيس السيسى سباقا حينما أعلن أن مصر فيها مكان لكل الناس سواء من يؤمن أو من لا يؤمن، وهذه خطوة مهمة للغاية، متابعا: "الأمور المرتبطة بالأفكار والعادات والقيم والتقاليد والثقافة أمور تأخذ وقتا أطول مما يتصور الناس، وهذه المسائل التى تتعلق بالمفهوم عن الآخر والنظم الفكرية تحتاج وقتا وعلينا أن نتعامل معها كقضية وقت أيضا".
وأكمل: "بيت العائلة يلعب دورا مهما فى التعامل مع عدد من القضايا، منها بعض التوترات الدينية، وكان هذا أحد أدواره المهمة للسعى إلى وجود أرضية نحل الخلافات من خلالها، كما قام بأدوار أخرى ببناء لحمة وطنية من خلال لقاءات مشتركة بين القيادات الدينية ومناقشة عدد من القضايا المهمة وأنا أتصور أن وجود بيت العائلة مهمة لأنه بيساهم بشكل كبير جدا فى بناء منظومة من شأنها تدعم السلام المجتمعى، وهذا الأمر يأتى عبر عدد من الآليات منها أن القيادة الدينية تكون حكيمة وملتزمة وتراعى البعد الوطنى بشكل واضح ومؤسس، ومن أدوار بيت العائلة أيضا بناء منظومة فكرية فى أعماقها مفهوم التسامح".
بدوره قال الدكتور محمد أبوزيد الأمير، منسق عام بيت العائلة المصرية، أن بيت العائلة أثبت للمصريين والعالم تناغم أطياف الشعب المصرى، مؤكداً أن احتفال شيخ الأزهر والبابا تواضروس بمرور 10 سنوات على تدشين هذا الحدث أثبت أن مصر ضربت نموذجا فى التعايش السلمى، مشيراً إلى أن عمل الدورات والحوارات بين القساوسة والمشايخ واجتماعهم ييين للشعب المصرى يؤكد أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، مشيرًا إلى أن لجنة التربية والتعليم فى بيت العائلة نجحت فى إصدار الوزارة مقترحًا لتصبح أسرة أصدقاء بيت العائلة نشاطًا فى المدارس بمرحلة ما قبل التعليم الجامعى.
وأضاف "الأمير"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير"، الذى تقدمه الإعلامية عزة مصطفى،عبر قناة "صدى البلد"، أن مشاركة الرئيس فى افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة أظهر للناس القيادة المثالية التى ضربت النموذج الأروع فى التعايش.
وفى سياق آخر قال "الأمير"، أن استجابة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعلاج الشاب هادي؛ يدل على أنه راعى الأسرة المصرية الذى يلبى رغبة مواطنيه ويعمل للشعب المصرى، لافتًا إلى أنه سيكون هناك فعاليات ومبادرات بين القساوسة والمشايخ فى دورات تدريبية تجمع الطرفين؛ لأن هؤلاء هم الأسوة والقدوة للمواطنين.